قد تتنوع الروايات حول حقيقة ما يدعى في قصر السقاف المتواجد في حي المعابدة بمكة المكرمة، ما بين مؤكد على أن القائم في الوقت الحالي هو قصر السقاف، ومعارض لهذا المسمى وأن القصر سبق أن أزيل بالكامل.
 
 
إلا أن أهل مكة المكرمة، ما زالو ينتظرون بفارغ الصبر عمل هيئة الآثار والسياحة في العمل على إعادة ترميم القصر ومحيطه، وهو ما أعلنت عنه في شهر شوال الماضي، وذلك بعدما ضم بشكل رسمي إلى ملكيتها.
 
 
وقد بين مصدر رسمي في الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة قد تسلمت كامل الموقع وأجرت عليه مسوحات ميدانية لأهم متطلبات الترميم وطرق إصلاحه، وسيرفع تقرير متكامل في هذا الصدد للجهات ذات الاختصاص.وأوصت لجان كلفت الفصل في قضية القصور الملكية في محاضر أعمالها، بضرورة المحافظة على منطقة القصور الملكية والمناطق المجاورة لها كمنطقة تراثية وتاريخية بمسمى مركز الملك عبدالعزيز الحضاري لتوفر كافة المقومات التي تجعل منها منطقة حضارية وتاريخية لمكة المكرمة وأضافوا إمكان ترميم القصور في معظمها وإعادة بناء الأجزاء الأخرى .ورفع كامل الموضوع إلى المقام السامي.
روايات
 
وبحسب الروايات، فإن قصر السقاف هو أحد القصور التي اشتراها الملك عبدالعزيز حين قدومه إلى مكة المكرمة عام 1343هـ واتخذه سكناً، حسبما يؤكد المشرف العام على إدارة المتاحف بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس.
 
ويقول: كان في موقع القصر نفسه دار لآل شيبي تسمى “التشمة”، اشتراها السيد إبراهيم السقاف وهدمها وبنى عليها القصر الموجود الآن.
وعلى الرغم من الاسم الشائع للقصر الذي تظهر أمام بوابته الرئيسية لوحة كتب عليها “قصر السقاف” ورواياته التاريخية المتعارف عليها، فإن هناك من يدحض هذه الرواية بحسب ما تكشف لـ “مكة”عند تحريها للأمر.
 
ويقول المستشار الشرعي لأوقاف الشريف غالب المحامي نواف آل غالب إن هذا المبنى ليس هو قصر السقاف المعروف قديماً، فقصر السقاف سبق هدمه وإزالته وأقيم في مكانه مبنى وزارة المالية الحالي بمكة المكرمة.
 
أما الدار الموجودة حالياً فهي “دار البياضية” التي كان يستأجرها الملك عبدالعزيز من وقف الشريف غالب بن مساعد منذ عام 1346هـ، وتقع هذه الدار إلى الناحية الشرقية والجنوبية من قصر السقاف الذي أقيم بعد بناء هذه الدار بسنين طويلة.
 
 
ويضيف: رغم عائدية “دار البياضية” لجهة وقف الشريف غالب بصكوك شرعية قديمة وتأجيرها على جلالة الملك عبدالعزيز بموجب صك شرعي مسجّل، ودفع أجرتها لجهة الوقف منذ عشرات السنين، إلا أنه لا يزال يتم التضليل بشأنها وإيهام الناس بأن هذه الدار هي قصر السقاف، ولا ندري لماذا يحدث هذا التضليل؟ وتابع: لا يمكن لأحد إطلاقاً، إثبات تلك المزاعم.
 
ويوضح: على الرغم من إفراغ قصر السقاف وبيعه للدولة واستلام قيمته من مال الحكومة السعودية ثم إزالته، وإقامة مبنى وزارة المالية في مكانه، إلا أنه لا يزال يطلق عليه قصر السقاف، كما جرى تغيير مسمى الحد الشمالي لهذا القصر ودار البياضية إلى شارع الســقاف، مشــــيراً إلى أن هناك قضية قائمة بين وزارة المالية ووقف الشريف غالب بن مساعد منذ نهاية 1380، ولا تزال مستمرة لخلاف حول أجرة الدار.
 
تم تشكيل عدة لجان شرعية وإدارية لها، كما سبق نظر القضية في المحكمة الشرعية المختصة، إلا أن القضية ما زالت تراوح بين أخذ ورد، وقد امتد نظر هذه القضية لأكثر من 53 عاما في مرافعات ولجان وقرارات مختلفة توفي خلالها أربعة أجيال من أبناء الشريف غالب، لذلك تعتبر من أطول قضايا تاريخ القضاء السعودي إن لم تكن في العالم.
 
 

المراجع

makkawi.com

التصانيف

مكة المكرمة  قلاع وقصور   التاريخ