ليس من السهل أن نعود الطفل على القراءة، لأنها قد تكون مرتبطة في ذهنه بالتحضير للمدرسة وواجباتها، كما أنه ليس من الصعب أن نثبت هذه العادة فيه، ونحن نرى أطفالاً كثيرين تتجاوز قراءاتهم في العام الدراسي خمسين كتاباً أو أكثر، يقول الأستاذ عبد التواب يوسف: "إن هذه القضية يجب أن تتضافر الجهود من أجلها وصولاً إلى طفل قارئ؟.. إن الطفل يقرأ حين يجد من حوله يقرؤون، وحين يجد الكتب! وليس أدعى للعجب من أب يشكو من ابنه لا يقرأ، وهو في الوقت ذاته لا يقرأ ؟!!" فما المشجعات التي تجعل الطفل قارئاً؟ وما العوائق التي تقف دون ذلك؟
إن الطفل الذي يتعثر في القراءة في كتبه المدرسية، ولا يستطيع التمييز بين الحروف والكلمات ينفر من القراءة، ولا يجد دافعاًَ بذلك.. ومن هنا يأتي دور المدرسة، ودور المعلم في اختيار ما يحسن التلميذ قراءته من كتب مبسطة، وحكايات سهلة ممتعة ذات حرف كبير، وكلمات قليلة مشكولة، وموضوعات بعيدة عن موضوعات الكتاب الدراسي ولا يشعره أنه جاء به إلى المكتبة ليعلمه، ويلقنه، ولكن يأخذ بيده ليعقد صلة أولية بينه وبين الكتاب المناسب الذي أحسن اختياره.
وقد أشار الكاتب محمد بسام ملص إلى هذا الجانب في إيضاح دور المدرسة، فقال: "المدرسة في أحسن الظروف التربوية ليست هي قاعة الصف، حيث التعامل مع الكتاب يرتبط بحشو المعلومات، فالتعامل هذا يضفي نوعاً من الجمود على علاقة الطفل بالكتاب من خلال التلقين الآلي للمعلومات من قبل المعلم، ثم تفريغ هذه المعلومات آلياً من قبل الطفل.
المدرسة هي التفاعل الإنساني بين الطفل ومجتمعه، ذلك التفاعل الذي يدعمه المعلم، أو أمين المكتبة في حال وجود مكتبة مدرسية، بوعيه وقدراته وقناعاته وثقته وثقافته، وعلى هذا يبدأ دور المدرسة في تربية الطفل، وتنشئته على حب الكتاب ليتابع جهود البيت، فإن أفضل عادة يتعودها الطفل في المدرسة هي عادة القراءة، والقدرة على استخدام الكتب من أجل المتعة والمعلومات.
ومما يساعد في ذلك:
1- اختيار الكتب لتكون جوائز للمسابقات، والتفوق في مختلف الأنشطة.
2- إيجاد مكتبات في الفصول تناسب مستوى الأطفال، ويختارون منها ما يروق لهم.
3- إقامة معارض لكتب الأطفال، وتشجيع الأطفال على ارتيادها.
4- إيجاد مكتبات متخصصة في بيع كتب الأطفال.
5- تخصيص أجنحة مستقلة قي المكتبات العامة للأطفال، وإيجاد الكتب والمجلات المناسبة.
6- توفير الكتاب الرخيص الثمن ليتمكن أكبر عدد من الأطفال اقتنائه.
7- إيجاد نظام الإعارة المنزلية.
8- التشجيع على تبادل القصص كما يفعل هواة جمع الطوابع.
9- مناقشة الطفل فيما قرأ، والتعرف على رأيه فيه، وأخذ ذلك بعين الاعتبار.
10- نشر الكتاب المسموع بحيث يقرأ الطفل ويسمع.
إن كثيراً من الأمم تسعى إلى إيجاد أجيال قارئة بدءاً من تكوين الطفل القارئ ! ومن الطريف اللافت للنظر إلى طوابير الأطفال في الفلبين مثلاً تقف أمام مكتبة لتأجير الكتب بمبلغ زهيد حيث يجلس الأطفال على مقاعد مخصصة، ويقرؤون الكتب في وقت محدد.
ومن الطريف أيضاً أن بعض المصانع في أوربا قد استخدمت أسلوباً جديداً في تحبيب العاملين بالقراءة، فينطلق صوت صفارة في وقت معين، ليتوقف الجميع عن العمل، ويقرأ كل منهم في كتاب لمدة ربع ساعة، ويستأنف العمل بعد ذلك !!
المراجع
asharqalarabi.org.uk
التصانيف
أدب مجتمع الآداب