تتمثل ميزانية الأسرة في أبسط صورها في قيام الأسرة بتقدير الدخل الذي تحصل عليه، ومحاولة توزيعه بين أوجه الإنفاق بين السلع والخدمات التي يتضمنها الاستهلاك، بصورة تحقق أقصى منفعة ممكنة وبأقل ممكنة. ولكن الأسرة كثيرا ما تقع في مشكلات مادية لا ترجع إلى عدم كفاية الدخل أو عدم تناسبه مع مطالب الأسرة، بل إلى أن الأسرة تعمد إلى زيادة نفقاتها فوق حدود مواردها، وتتحدى قلة الدخل النسبي بأساليب سلبية، كالاقتراض مثلا بدلا من الإنفاق في حدود الدخل، أو العمل على زيادة إنتاجها واستغلال الطاقات المعطلة فيها ويستثنى من ذلك الفئات العاجزة عن تدبير الحد الأدنى الضروري للمعيشة. وعندما تفشل الأسرة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، يؤدي بها الموقف إلى نوع من الصراع، يقوم بين أعضائها من جانب وبين البيئة الخارجية من جانب آخر. وهذا الصراع يولد أربعة أنواع من التصرفات هي على التوالي: 1- العدوان: وهو في جوهره يعبر عن حاجة الأسرة إلى القيام بفعل معين في ظروف غير ملائمة. ويستهدف هذا السلوك مقاومة هذه الظروف وتجنبها أو محاولة قهرها والتغلب عليها. ومن مظاهر وجود الاتجاهات العدوانية في الأسرة، ازدياد الشجار والخلافات بين أفرادها أو النقد المتطرف لرب الأسرة، أو ازدياد الاحتكاك بين الأسرة وجيرانها، أو ترديد الشكوى المستمرة... إلخ. 2- النكوص: وهو اللجوء إلى حل المشكلات بطرق سلبية تزيد من إغراق الأسرة في المشاكل الطويلة الأمد. ومن أهم مظاهر هذا السلوك الاعتماد على الاقتراض، والإسراف في المطالب دون تقدير لموارد الدخل، أو الاعتماد على الأقارب والخيران، والشعور بالغيرة الشديدة والحسد للأسر التي تتمتع ببعض المزايا الاقتصادية... إلخ. 3- الجمود: وهو استمرار الأسرة في إتباع نوع معين من التصرفات وأسلوب المعيشة، وعدم القدرة على إيجاد حلول إيجابية للمشكلة. وفي الوقت نفسه عدم التخلي عن العادات والتقاليد التي تدعو إلى الإسراف والاهتمام ببعض المظاهر الاجتماعية لتقليد الآخرين. 4- القنوط: وهو الإحساس الذي أفراد الأسرة بعد مرور فترة من الزمن على المشكلات الاقتصادية دون حل أو تحسين. ويتحول هذا الإحساس تدريجيا إلى حالة من الكراهية تنصب على الأسرة ذاتها، وتزعزع ثقة الأسرة بنفسها، فتنتهي إلى الانطواء أو في بعض الأحيان إلى التفكك الأسري. 

المراجع

موسوعة " الأسرة السعيدة "

التصانيف

أسر