قال الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فقد قدم سبحانه وتعالى المال على البنين في الأهمية بالنظر لمتطلبات الناس، والمال أمانة يجب علينا أن نراعيها حق رعايتها، وألا نسرف فيها أو نقتر، فالإنسان يسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبته وفيم أنفقه، والتخطيط للمال مبكراً ينظم مصروفات الإنسان ويجعل عند الشخص أكثر من خيار للصرف قبل اتخاذ القرار بالإنفاق لذا كان من المهم التخطيط والتنظيم لميزانية العائلة مستمعتي الفاضلة ليس المهم أن نحصل على المال فقط ، فقد أصبح الحصول عليه صعبا عسيرا ، خصوصا في مجتمعنا الذي انتشرت فيه البطالة فلم يعد يعيش في رغد من العيش إلا فئة قليلة جدا من الناس عندها ثروة كبيرة ، والأمر لله تعالى من قبل ومن بعد ، لذا أصبح من المهم المحافظة على المال الذي تحصل عليه ومعرفة كيفية إنفاقه بحكمة وتدبير.
     ومن طريف ما يذكر أنه سئل أحد الأغنياء: كيف جمعت هذه الثروة الضخمة؟! فأجاب: بقلة المصاريف وحسن تدبيرها فالعبرة إذن ليس الحصول على المال فقط ، فالكل يأتيه رزقه كما قدر الله تعالى له، ولكن العبرة في الإدارة والتخطيط وساقدم لك مستمعتي بعض الافكار في المحافظة على الميزانية العائلية وتوفير المال منها:
الكتابة والتسجيل إذ لابد أختي الكريمة من كتابة كل دخل الأسرة من الإيرادات سواء كانت هذه الإيرادات من راتب شهري أو مكافأة سنوية وغيرها وكذلك كتابة ما يصرفه الزوجان من مصاريف دفتر خاص كما يجب أن يضع الزوجان دفتراً خاصاً للحسابات الأسرية، ليقوم الزوجان بالمتابعة والمراقبة.
     ومن الأفكار الاخرى لتتمكني من الحفاظ على الميزانية هي المرونة إذ لابد أن يكون من يتعامل مع التخطيط والميزانيات مرناً، تحسباً للظروف التي قد تحتاج إليها الأسرة من غير حساب، فيكون مستعداً لذلك، بحيث يجعل الميزانية تستوعب أي مستجدات طارئة كما إن المحافظة على الميزانية تتطلب معرفة الوالدين بالخطط المستقبلية للعائلة والأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها حتى يستطيعا أن يدخرا من المصروف ما يلبي حاجات الأسرة المستقبلية من بناء البيت وزواج الأولاد والمصاريف الصحية عند الكبر وغير ذلك ولا تنسي مستمعتي لابد من تخصيص جزء ولو ضئيل من الدخل للترفيه فيمكن للأسرة تجنيب أي مبلغ بصفة شهرية لتوفير مصروفات أي رحلة خارج المدينة حتى ولو أسبوع واحد سنوياً فيمكن للأسرة بعد إعداد الميزانية الشهرية والانتهاء من جميع المصروفات، أنه يجنب مبلغا ثابتا بصفة دورية فلا يأتي الصيف إلا وفي هذا الحساب ما يكفى لتستفيد منها في الإجازة للراحة والتسلية، فكلما كان الهدف واضحاً كانت الميزانية ملبية لحاجات الأسرة.

ولابد أن يجلس الزوجان مع أبنائهما للتحدث بخصوص الميزانية، وكتابة الحسابات حتى يتعلم الابن أن الوالدين يخططان للأسرة ويقدران المصاريف. فليس كل ما يشتهيه يشتريه، إلا إذا سمحت الميزانية بهذا كما أن الأبناء يستفيدون من ذلك كيفية إدارة حياتهم المستقبلية
     كما لا يشترط إدارة ميزانية المنزل أن تكون بيد الرجل أو المرأة؛ لأنهما مكملان لبعضهما بقدر ما يحتاج كلاهما لتفهم هذه الميزانية، ولا بد أن يكون هناك إدارة للصرف والترشيد؛ لأن الترشيد أمر ضروري وخصوصاً في وقتنا هذا، وذلك للارتفاع الملحوظ في بعض الأشياء المهمة من ناحية القيمة.. ويحاول رب الأسرة تنويع الدخل، وعدم الاقتصار على المرتب الشهري، ومحاولة العيش بالدخل الإضافي، ويحاول أن يضع دخلاً ثابتاً.. بحيث يكون هذا الدخل خاصاً بالأزمات..
     وأمّا دور الأم فهو بالتأكيد ضروريّ في توعية وترشيد الأبناء داخل المنزل، وعليها تحديد الأولويّات لهم  وكذلك فإن السلوك الاستهلاكي للأسرة له دور بارز في تحديد هذه الميزانية؛ إذ إن بعض الأسر يكون سلوكها قائماً على التبذير وإلزامية الحصول على أيّ مطلب من أي فرد من أفرادها.. وإذا تناسب هذا السلوك عكسياً مع مستوى الدخل فإن الأسرة في هذه الحالة سوف تواجه عدداً من الأزمات المادية والمعنوية.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج نصف العيش-الحلقة الثامنة-الدورة البرامجية 29.


 

المراجع

family-guidance.net

التصانيف

أسر   العلوم الاجتماعية