نسأل أنفسنا دائماّ، ماذا نريد؟.

أجد الإنسان أكثر ما يسعده الأمان، في البيت/ العمل/ الشارع، في كل أمكنة الحياة من حوله، وهذا ما يشغلنا جميعاً.

الساعة الواحدة والأربعون دقيقة بعد منتصف الليل حسب التوقيت الشتوي لجمهورية العراق، ومرت حلقات الأفكار أمام عيني والمصطلحات تتدفق بشوق شديد، حرية/ ديمقراطية/ عولمة/ إرهاب/ احتلال/ دولة/ مجتمع مدني، انزلقت معايير المحنة، كل شيء مهيأ، فانوس، ورقة، قلم، وذكريات سحبتها من قعر جمجمة آدم وحلمات حواء، بدافع إنساني، وطبيعي أن تكون نتيجة الانطلاق موضوع ملامحه أكثر إنسانية، وهذا ما نرغبه جميعاً، بعد أن أصبح لهذا العصر جنون اسمه المصطلح وفيروساته التي تتساقط على العالم، وأصبحنا نصارع جنونه وعشوائيته ونعيشها.

ما العمل؟ والعمل يعني الإخلاص مع النفس، وكثيراً ما تذهلني موجة الضعف التي أصابت المجتمع في صميم أخلاقه، متذكرة قول الدكتور لينغ:" كيف يكون عقل الأفراد سليماً إذا كان جسد المجتمع مريضاً"  ،وما يصدع مجتمعنا، موت الإنسانية والصدق داخل المجتمع(ومستمرة)، والديمقراطية " تعني حرية الفرد في المجتمع" وأن يكون مجتمع مدني يعيش الأمان والهدوء في كل تصرف يواكب الحياة اليومية.

ولو تابعنا سلوك الفرد الآن، لوجدناه عند البعض وليس الجميع، يشخص بالاختلال، وأصبح أمر طبيعي لدرجة الجنون، (( والجنون في نظر المجتمع هو: لفرد يسلك سلوكاً يختلف عن السلوك المتعارف عليه)) وهو بالتالي ينفصل عن المجتمع ويصبح خطراً في الحالات الحادة، لذا يعزل، لحماية سواه، ولمحاولة علاجه.

والعولمة لعبت دور كبير في السائد اليوم عند الفرد والمجتمع، بعد أن زحفت كخيط الأفق ويتقدم سحنته كل الاختلافات في مكونات فكرنا، وعراقة حضارنتا، تحاول أن تطمس ملامحنا، بخلق نزاعات وتحفر أساساتنا، مستهدفة ثقافاتنا وموروثاتنا ومرتكزاتنا العقلية والروحية، والجميع يعيش عبث وصمت بيكيت في انتظار كودو، ذلك المجهول الذي لم يأتي أبدا! ، وما دمنا لا نقيم حوار أخلاقي ومعرفي لهمومنا التي يجب معالجتها بعيداً عن أيّ تسلط، ونجاذب بحوارنا يتجاوب مع مفردات حقيقتنا وامكانياتنا، وتكون كعملية تقطير للتخلص من الشوائب ويتضح كل شيء، وليس خرج سلطة الدولة أو المجتمع، بل بالعمل والتعاون من قبل الاثنين الدولة والمجتمع، حينها نصبح خارج العولمة ومخاوفها.

           


المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب  مجتمع