الشيخ عرابي سجيني 1296-1379هـ
اشتهر رحمه الله بالبراعة في العلوم والجد في تحصيله، فأجازه مشايخه، وابدع في علم الفرائض، وصار مرجعا في هذا الباب، وكان الناس يرجعون إليه في حل قضايا الوارثين، وصارت داره معلما يقصده الناس في حل قضاياهم .
ذهب رحمه الله إلى مصر وتركيا، وعقب عودته في حكم الشريف حسين عمل بالمحاماة، وكان يظن بعض الجلسات مع زملائه وأحبابه فتوجس منه الشريف حسين فضيق عليه في المحاماة حتى سجنه، فصبر حتى أفرج عنه، وبعد الإفراج ترك الماصب الحكومية ولزم بيته، وعكف على المطالعة والبحث.
بعد أن اتى الحكم السعودي عاد رحمه الله إلى نشاطه، فقام بتشكيل القضاء في المحكمة الشرعية بمكة بتكليف من الشيخ عبد الله بن بليهد رئيس المحكمة آنذاك، كما أسس إدارة كتاب مكة المكرمة بطلب من الشيخ حافظ وهبة، وقد نال بإعجاب ولاة الأمر، فعُيِّن أمينا لبيت مال المسلمين في الخامس عشر من شعبان عام 1344ه، فقام رحمه الله بمهتمه بنزاهة وعدل، ثم عين نائبا لرئيس المحكمة الشرعية بمكة في الثاني والعشرين من صفر عام 1346ه، فملأ المركز بالكفاءات وأبدى نشاطا لحل القضايا، ثم عين رئيسا لكتابة العدل بمكة المكرمة وذلك في الأول من ربيع الأول عام 1351ه، وبقي فيه زهاء عشر سنوات، وفي عام 1371ه صدر الأمر الملكي بنقل الشيخ إلى رئاسة المحكمة الكبرى لكنه اعتذر، وخير بين عدد من الوظائف فطلب التقاعد إلا أن ولاة الأمر رأوا أن في ذلك خسارة لإحدى الكفاءات فأمروا ببقائه في رئاسة كتابة العدل، وأضيفت إليه نيابة رئاسة مجلس الأوقاف الأعلى، وكان المجلس لا يبت في قضية إلا بعد أخذ الرأي الشرعي من الشيخ، كما كان يكلف بالاشتراك في اللجان التي يصدر الأمر بتشكيلها، فقام بالوظيفتين خير قيام، وعُرف بنزاهته وإخلاصه وكفاءته ورحابة صدره، وملكته في حلّ القضايا وغوامض مشاكلها.
اشتهر رحمه الله بالزهد والعبادة، كما عرف بقوة الذاكرة، فقد كان يتذكر الكثير من القضايا وأصحابها رغم مرور سنوات، وكان رحمه الله يحب أن يصلح بين الناس قبل وصول المتخاصمين إلى المحاكم، فكان يستقبلهم في بيته ويستمع إليهم ويصبر عليهم، فكان مرجعا للناس يتحاكمون إليه ويرضون بحكمه وصلحه.
مات رحمه الله في الثاني عشر من محرم عام 1379هـ بمكة المكرمة، ودفن بالمعلاة.
المراجع
makkahscholars.org
التصانيف
مكة المكرمة علماء العلوم الاجتماعية التاريخ