الشيخ محمد بن أمين ميرداد الحنفي 1324 - 1411هـ

تربى رحمه الله في هذه الأسرة الفاضلة، المهتمة بالعلم والعلماء، فترعرع أيضا محبا للعلم وأهله، وقد غرس فيه اباه منذ الصغر حب العلم الشرعي، كما رباه على الأخلاق الحسنة، والصفات الحميدة، وقد بدأ مشواره العلمي بالدراسة على يد والده، فدرس عليه المذهب الحنفي والحنبلي، كما أخذ العلم عن جملة من أهل العلم الفضلاء، منهم: الشيخ عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ سعيد محمد يماني، والشيخ عيسى محمد رواس.

عقب أن أخذ الشيخ نصيبا جيدا من العلم الشرعي بدأ بالتدريس في المسجد الحرام، فكانت له حلقة درس بعد صلاتي العصر والعشاء، يؤمّها الكثير من طلاب العلم، ومن أبرز تلاميذه الذين تعلموا وحفظوا القرآن عليه: الشيخ عبد الله عبدالغني خياط، ومنهم: الشيخ علي خياط، والشيخ حسن بدوي، والشيخ محمد غفوري، والشيخ سعيد مكاوي، وقد استمرت دروسه في المسجد الحرام حتى عام 1405ه، حيث منعه المرض من الاستمرار فيه، وكانت دروسه تعقد بين بابي السلام والدريبة، درس فيه الفقه الحنفي من كتاب مراقي الفلاح وكتاب المختار للموصلي وغيرهما، كما كانت لديه حلقة خاصة لمدارسة القرآن الكريم لطلابه الحفظة.

تعلم رحمه الله بالمدرسة الفخرية لتحفيظ القرآن الكريم مايقارب عشر سنوات، كما درس بالمدرسة الرحمانية الابتدائية قرابة أربع سنوات، وفي عام 1342ه تولى الإمامة بالمسجد الحرام، كما درس في المدرسة العزيزية بحي الشامية حتى أحيل إلى التقاعد، وكان يعمل مأذونا شرعيا لعقد الأنكحة .

عرف رحمه الله بسعة العلم، وكانت دروسه متسمة بالبساطة والسهولة حتى يفهمها العامة، كما كان رحمه الله على درحة عالية من حسن الخلق، وجميل الخصال، وكان يخدم الناس بما يستطيع، وكان مرجعا للفتوى على المذهب الحنفي.

مات رحمه الله بمكة يوم الجمعة 11 من جمادى الآخرة عام 1411ه، وصلي عليه في الحرم، ودفن بالمعلاة.


المراجع

makkahscholars.org

التصانيف

مكة المكرمة  علماء   العلوم الاجتماعية   رابطة العلماء المسلمين