قال تعالى : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } (الحج:27).

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف - كما ذكر الطبري - أن إبراهيم عليه السلام قام من مقامه، ونادى في الناس قائلاًَ: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجُّوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك.

( الضامر ) قليل لحم البطن، والضمور من محاسن الخيل، لأنه يُعِينُها على السير والحركة؛ وهو في الآية اسم لكل ما يُرتحل عليه.

( الفج ) لغة الشق بين جبلين، وهو الطريق؛ والمقصود به في الآية، أن الناس يقصدون هذا البيت من كل حَدَب وصوب. ووصف سبحانه الفج بأنه { عميق } أي بعيد؛ فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يحن شوقًا إلى رؤية الكعبة والطواف حولها، فالناس يقصدونها من سائر جهات الأرض .

خدمة ضيوف الرحمن جزء رئيسي ومهم من مهام الدولة السعودية على مختلف مراحلها، هذه الخدمة كانت و ما زالت تؤكد على الدور والمهمة الإستراتيجية التي تتحملها المملكة حيال الإسلام والمسلمين حجاجا ومعتمرين .الاستعداد المبكر والتخطيط السليم يعكس درجة اهتمام ومتابعة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز و ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز والحكومة السعودية بضرورة إيلاء العناية الكبيرة لموسم الحج لتمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم على أكمل وجه وفي أفضل الظروف .

لقد وضع الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ، رئيس لجنة الحج العليا النقاط على الحروف حين قال "ما دام ملك البلاد خادما للحرمين الشريفين فكل مواطن خادم للبيتين" ولذلك يسمى ملك البلاد باسم خادم الحرمين الشريفين إجلالاً لهما وإدراكا للمسؤولية الكبيرة التي تستحقهما . هذه الخدمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها الا الحجاج أنفسهم الذين يرون على أرض الواقع معالم الخدمة وقيمتها، ويرون كيف تسهر الدولة السعودية بكافة مرافقها ومسؤوليها لخدمة الإسلام والمسلمين .

تميز موسم الحج لهذا العام بالسهولة والانسيابية واتسمت الاجواء في مكة المكرمة بالإيمان والروحانية على الرغم من وجود آلاف البشر الذين اختلفوا في الألسنة والجنسية وتوحدوا على العقيدة الاسلامية ، بلغ عدد حجاج هذا الموسم عام 2007، مليونين ونصف المليون ولم تسجل وقوع أي حوادث وا لتخلص من الازدحام الشديد عند رمي الجمرات بسبب التوسعة الجديدة في عملية بناء الجسور حيث يعود ذلك الى مشروع تطوير الجسر الذي أنجزت منه ثلاث مراحل وأضحى منشأة حضارية ونقلة هندسية في المشاعر المقدسة وشاهدا على الاهتمام والرعاية اللتين توليهما حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لضيوف الرحمن. واستوعب الجسر الحشود الهائلة من الحجاج الذين توافدوا تباعا لرمي الجمرات وقيام قوات أمن الحج داخل الجسر بتحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة بحيث لايكون هناك تداخل بينهم و بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج .

إن ما حدث في حج هذا العام لإثمار لإنجازات عملاقة كلها تخاطب راحة ضيوف الرحمن في دولة سخرت قيادتها الغالى والنفيس لخدمة الحرمين الشريفين، فقد وفرت الدولة كل إمكاناتها وقدراتها، ووضعت لذلك خططا استراتيجية دائمة لجعل الحج ميسرا دون عناء يذكر.

وقدمت السلطات في المملكة العربية السعودية والقائمين على راحة الحجاج كل السبل والوسائل من اجل راحة الحجاج وقد تمثلت الخدمات في توزيع المنشورات واللافتات الارشادية في جميع الطرقات التي كانت تحث الحجاج على عدم التزاحم خاصة عند رمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى وكذلك توفير مياه الشرب ودورات مياه صحية في المواقع الرئيسية بالإضافة إلى وجود شاحنات موزعة في مناطق تواجد الحجيج تقوم بتوزيع مياة للشرب وعصائر وتمور مجانا . ويلاحظ نجاح قوى الأمن المنتشرة في تنظيم حركة السير وتقديم يد العون ، أما المشاكل الرئيسية التي واجهت اغلبية الحجاج هي استغلال اجور الباصات والتكسيات . على سبيل المثال اردت الذهاب من منطقة الحرم الشريف إلى العزيزية فقد دفعت 75 ريالا. لهذا اتمنى ان تقوم السلطات في المملكة العربية السعودية والقائمين على الحج بتوفير وسائل نقل عامة لنقل الحجاج إلى الاماكن التي يرغبون بالذهاب اليها من أجل التجوال أو التسوق ويتم تحديد الاسعار وأن لا تترك تبعا لمزاجية أصحاب المركبات ، أما ي إحدى المشاكل التي تواجه الإعلاميين عدم توفر خدمة الانترنت من أجل إرسال التقرير الإخبارية .

وواجه حجاج بيت الله الحرام وخاصة الحجاج الرومان بعض المشاكل تمثلت في ضيق المساحة المخصصة لهم في منى وعدم اخبار الحجاج بحاجتهم إلى اغطية تقيهم برد الصحراء وهذه مسؤلية الجهة المنظمة " مؤسسة طيبة العالمية " وكذلك التأخر في تقديم وجبات الطعام .

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

أدب   الآداب  مجتمع