عندما يغيب الأديب.. الإعلامي.. عن الساحة لا بد أن يترك ذاك الغياب فراغا ليس من السهل تعويضه على عكس غياب الأديب .. الأديب الذي ربما كان تفاعله مع أدبه دونما حاجة إلى الإعلام أو أنه قد يكون زاهدا في الإعلام وهذا ما عايشناه كثيرا مع بعض الأدباء الذين لا يهمهم مسايرة الإعلام والإعلاميين لإبداعاتهم.. محمد صادق دياب الذي كان عصيا على التصنيف ظل هكذا في حياته إلى أن توفي رحمه الله. إذ إنه ليس الأديب وليس الإعلامي وليس هو أستاذ علم النفس وليس من كتب الأغنية وليس المؤرخ لمعشوقته جدة وليس «ابن البلد» أو «إبن الحارة»، وليس هو أيضا ذلك الغائص حتى النخاع في عشق طمي بحيرة الأربعين التي كانت أقصى حدود حارات جدة الأربع وكان هو واحدا من أبناء أعرق حاراتها «حارة البحر».. رغم مولده في حارة اليمن قبل انتقال الأسرة إلى حارة البحر ثم إلى مدخل باب شريف من الناحية الجنوبية «جوار مقهى أبو دواود» ، ثم انتقلت الأسرة إلى شارع طارق بن زياد في الهندواية، ومن ثم أمام «قهوة القاهرة» في الهندواية أيضا وهو بيت الدياب الأشهر والذي اشتراه فيما بعد المصرفي الكبير .. العقاب رحمه الله وفيه مطبعة الحرمين القائمة حتى الآن منذ أكثر من اربعين عام. ببساطة هو ليس واحدا من أولئك لأنه كلهم في الوقت نفسه .. هو كل أولئك مجتمعين.
 
 
محمد صادق دياب الذي عايشته في مرحلة انتقال أسرة الدياب من «حارة البحر» إلى باب شريف ثم الهندواية. وفي حي الشاطىء حيث نشأت إلى جوار العم صادق دياب رحمه الله وأبنائه محمد وأحمد وصالح الذي كان مجايلي الأقرب، العم صادق ومقهاه الشعبي الذي كان يجاور «قهوة القاهرة» التي كان والدي الطباخ هو صاحب المطعم الذي يتوسطها وجارنا يمنة الصحافي الصديق أحمد سعيد مصلح وأخواه سعود ومحمد .. أحمد كانت له أشواط شهرة عظيمة في جريدة المدينة من خلال زاويته اليومية «الصحفي المتجول» .. وليس بعيدا منا كان الكثيرون. 
 
كنت طالبا في ابتدائية «المنصورية» الملامسة لمقهى عم صادق وفي هذه الساحة أمام المنصورية كنت أرى محمد صادق دياب ومدرسنا السوداني للغة العربية «الاستاذ عوض» وكابتن فريق الهلال بحري مجيد بادي وغيرهم وهم يلعبون كرة القدم ونحن صغار نشتري الآيسكريم و «الحمر» من خالة حمامة رحمها الله، التي استوطنت تلك الساحة فيوم تبيعنا وتارة تشارك في لعبة الكرة وتارة تستخدم صافرتها وأحيانا تضربنا بباكورتها الراكدة دوما على جانب عربتها «البوفيه المتنقل»، كان أولئك طوال العام يلعبون الكرة بينما يحيلون تلك الساحة في الأعياد ساحة كرنفال وألعاب من بينها «المزمار» وهم يلعبونه فنا ورياضة بحكمة أحد أهم ألعاب الأكشن الشعبية المحتاجة للحركة والمجهود والتي كان محمد صادق دياب أحد أربابها.. قبل أن تتحرك أسرة الدياب إلى شرق ساحة المنصورية الابتدائية للسكنى في «شقة» وكان هذا أمرا طارئا وجديدا «السكنى في شقة» ، كانت عمارة محمد علي مغربي المجاورة لعمارة الكيكي هي من ضم هذه الشقة. أذكر يومها أنه عاد من أمريكا قادما بعد الدراسة أخوه أحمد ثم عاد أخوه صالح من ايرلندا متمنطقا بالجيتار الذي كان يهوى العزف عليه وكنت أتابعه بحكم المجايلة. وعن علاقة محمد صادق دياب بالكرة في بداية حياته لعب في نادي «الهلال البحري» في حارة البحر حيث واصل اللعب له حتى الانتقال إلى حي الشاطىء انتقل إلى النادي الأهلي لاعبا، وكان يستعان به كلاعب في نادي «بور سعيد» في المدينة المنورة.
 
مـن هـو ؟
محمد صادق دياب كانت آخر أعماله الإعلامية رئيس تحرير مجلة «الحج والعمرة» منذ العام 1426 وكان قبلها رئيسا لتحرير مجلة «اقرأ» الأسبوعية التي كانت تصدر عن مؤسسة البلاد وتولى رئاسة تحريرها «من 11 صفر 1418هـ إلى بيع الثاني 1420 هـ» ، قبلها ترأس تحرير مجلة «الجديدة» التي كانت تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث 4/1420هـ حتى 5/ 1424هـ، وهي تلك الفترة التي قال فيها «أنا رئيس التحرير الوحيد الذي يستطيع الخروج من بيته قائلا لزوجته أنا ذاهب إلى الجديدة !. هو من مواليد جدة «حارة اليمن» عام 1363هـ «1942م» وتلقى تعليمه الابتدائي حتى الثانوي. فيها ثم حصل على بكالوريوس التربية وعلم النفس من كلية التربية جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1390هـ. / 1970 ابتعث بعدها إلى الولايات المتحدة حيث حصل على الماجستير في علم النفس التربوي من جامعة ويسكنسن عام 1396 / 1976.. عمل بالتدريس في الفترة من 1390هـ إلى 1400هـ ثم مديرا للتوجيه الطلابي متدرجا في الوظائف التالية.. وكان مدرسا في معهد أعداد المعلمين بأبها عام 1390هـ.. مدرسا في معهد إعداد المعلمين بالطائف عام 1391هـ.. مدرسا في معهد إعداد المعلمين بجدة عامي 92، 1393هـ.. وعمل محاضرا في كلية المعلمين بمكة المكرمة 1396/ 1401هـ.. ثم موجها ورئيس قسم توجيه الطلاب وإرشادهم في إدارة التعليم بالمنطقة الغربية بجدة من عام 1401هـ / 1981م حتى تقاعد مبكرا عام 1414هـ / 1994م.. عمل فترة طويلة في المجال الصحافي حيث رأس قسم المحليات في صحيفة «المدينة» ثم مشرفا على ملحق الأربعاء خلال الفترة من (1408 ــ 1410هـ) وهي المرحلة الذهبية لملحق الأربعاء الثقافي والذي شارك في تأسيسه إلى جانب الراحل عبدالله الجفري وعلي الحسون وربما يحيى باجنيد، ثم انتقل رئيسا للقسم الثقافي في جريدة البلاد ومنه إلى مجلة «سيدتي» التي صدرت في البدء من لندن حيث كان مدير تحرير مكتبها الإقليمي في المملكة.
 
ولمحمد صادق دياب الكثير من المؤلفات منها: 
الأمثال العامية في الحجاز (1399هـ).. 16حكاية من الحارة 1402.. (مجموعة قصصية).. ساعة الحظ تدق مرتين (1404هـ).. عباقرة الفن والأدب «جنونهم وفنونهم» .. التاريخ والحياة الاجتماعية، جدة 1423هـ. 
موعد مع الموت!
ومن أجمل ماكتب محمد صادق دياب وما يتناسب والموقف اليوم ما كتبه عن الموت في إحدى مقالاته دلنا عليه ابنه بالتبني في الصحافة وحيد جميل «المحرر» في مجلة سيدتي، ننشره عزيزي القارىء كما هو:
قد يكون الموت واقفا بجوارك دون أن تدري، ولعله يمر من أمامك فتتبعه، أو يركض خلفك فتسمح له باللحاق بك.. نقترب ونبتعد، وتظل خيوط مصائرنا بيد مبدعها وخالقها، وقد مررت قريبا من تخوم الموت أثناء زيارة لي للمغرب 
ــ مؤخرا ــ بدعوة من وزارة السياحة والخطوط المغربية للتعرف على المغرب، وبصورة خاصة شماله: طنجة وتطوان وأصيلة، وكان من المقرر ــ في طريق العودة ــ أن أتناول طعام العشاء مع بعض الأصدقاء مساء الجمعة الدامي في مطعم فندق «فرح» الذي هاجمه الإرهابيون، لولا أن تعديلا طرأ على البرنامج جعلني أقضي تلك الليلة في الرباط بدلا من الدار البيضاء ليكتب الله لي النجاة من أن أكون ضمن ضحايا الموت المجاني الذي تعرض له الأبرياء هناك. في اليوم التالي كنت أشاهد بوابة ذلك الفندق المدمرة، واستنشق رائحة الموت الذي مر من هناك، وصورة عامل الفندق البسيط الذي كان ينتصب كل مساء أمام البوابة بقوامه الممشوق وابتسامته المرحبة ليعود إلى بيته قبل الفجر، ورنات بعض قطع الدراهم المعدنية في جيبه تطمئنه على قوت يومه.. ياه لست أدري ماذا فعل به سماسرة الموت، كيف تجرؤوا على دفع «البقشيش» هذه المرة رصاصا في جيب ذلك الرجل الفقير الذي لا يدري بأي ذنب قتل، ومن أجل ماذا، ولماذا؟
قالـوا عنـه 
وفيما يقال عن الراحل يقول صديقه ورفيق أسفاره عائليا الإعلامي بدر العباسي الذي شوهد طوال أيام تلقي العزاء في صف العزاء وإلى جانبه من أشقاء وإخوة المشوار مع الكلمة يحيى باجنيد وعاصم حمدان وسامي خميس وغيرهم:
أن تكون صديقا لمحمد دياب رحمه الله هذا يعني أن تكون حاملا في الأساس لمقومات الصداقة وليس شرطا أن تكون من فصيل الكتاب والمفكرين والإعلاميين لتكون صديقا له بل أن تكون صديقا بمعنى الكلمة تعرف معنى الصداقة الذي لا يقبل الكسر، هو رقم صحيح رحمه الله.. والصداقة عنده رقم صحيح أيضا لا يقبل الكسر أو التجزئة.. طوال عمري مع الإعلام كنت أسافر معه حيث كما يقول الحكماء لا تعرف صديقك إلا في سفر عرفته ثم عرفته ثم عرفته إنه دائما الليبرو واللاعب الأكبر في كل موقعة وكل مكان ولقاء. 
كما تحملني في جميع أخطائي معه ومع الغير وسبحان الله الذي أكرمه بزوحة تتشابه معه في أشياء كثيرة أبرزها الطيبة .. كذلك بناته الثلاثة غنوة وسماح وسوسن.
ويقول عبد الله باجبير: يقول لورانس داريل في «رباعية الاسكندرية»: إن الناس هم نبت المدن.. ويقول: إن أية مدينة هي حالة ثقافية.. ويقول: المدن تسكننا أكثر مما نسكنها. وصديقنا المبدع محمد صادق دياب يعزف على هذه الإيقاعات الثلاثة.. ويدخل مدينتنا جدة، من هذه البوابات الثلاث.. فجدة عنده ليست مكانا فقط ولكنها ديناصور ضخم يتنفس ويتحرك ويتقدم ويتغذى إنها كائن حي يصح ويمرض وينام ويستيقظ ويحلم ويتوهم، وتاريخ جدة الطويل العريض قماشة واسعة يخيط منها دياب ثياب جدة المطرزة بالناس والحكايات.. والشوارع والحارات والبنايات متعاملا مع المدينة التي عاشته كما عاشها كقلب يحقق فيضع في التاريخ مسارات الحياة التي عاشها الأجداد والآباء ويعيشها الأبناء والأحفاد.
نعم جميعا نعرف جدة.. ولكن محمد صادق دياب يعيد تعريفنا بجدة فنكتشف من خلال صفحات كتابه الضخم «جدة» التاريخ والحياة الاجتماعية: إننا أمام عالم أكبر كثيرا مما تخلينا وأهم كثيرا مما عرفنا.. إنه كمن يقدمك إلى نفسك فتكتشف في هذا النقش خفايا لم تكن تعرفها.. خبايا غابت عنك.. وأهم ما في الكتاب في رأيي هو الاهتمام بالحياة الاجتماعية في جدة أو الجزء الخاص بالحياة الاجتماعية في جدة.. فهذه حياة الناس الذين صنعوا جدة كما صنعتهم وهي حياة تتطور وتفقد ملامحها بمرور السنين فكثير من الشخصيات والمهن والأسماء تختفي تدريجيا وقد تغيب إلى الأبد.. ولهذا فإن محمد صادق دياب يعيد ترميم التاريخ ويعيد صبغ الملامح ويحدد مسارات الحياة فتعود تنبض من جديد.
وإذا كان المؤرخ التقليدي يهتم بأسماء الحكام والزعماء والملوك والقادة والوقائع فإن دياب يهتم بالعمال والبسطاء وأصحاب المهن.. وأنت تستطيع بهذا أن تسميه المؤرخ الشعبي في مقابل المؤرخ الرسمي!، إن محمد صادق دياب يقدم لنا جدة التي نعرفها ولا نعرفها ويوظف الذكريات ليعيد الحياة إلى الماضي.. ويؤرخ لنفسه ولنا حتى لا ننسى جذورنا أو نتجاهلها.. ويا له من جهد عظيم. 
ويقول محمد الدبيسي :
حقا للحارات فضاء.. ولأزقتها ضجيج.. ولردهاتها ضياء.. ولالتواءات مخارجها شمس.. تشكل ظلال الرجال.. وتفرز نماذج من النابهين!
موضع إنساني.. يضج بمتناقضات الحياة.. ويحتوي أطيافها.. ويتمثل نظامها.. إنه حيز يختزن المهادات الأولى.. لأجساد المدن وحياتها ونظام تفكيرها.. و(خصوص) ينظم في (عموم) وجهها الكلي.. ركض الناس وطابع فطرهم النقية هم.. كما هم.. بلا ألوان ولا أقنعة! أطياف الإنسانية بكل تناقضاتها؟، استحواها كبار الساردين فدون (محفوظ) روائعه بحبر نضحته أزقتها.. وصاغته أصواتها.. واستمضرته الأرواح الراكضة في أفيائها!، نواة لجغرافيا المدن.. وسمات لكليات البنية المجتمعية.. ونسق أصيل للكل الظاهر.. والخارج والواضح! في حارات مدننا.. اختلاجات يتجاوزها الزمن.. دون أن نسجل سيرها وتواريخها؟
ودون أن تستوعب إيماضات حيواتها؟ أو تحرر هواجس ظلت مبثوثة في تكاياها.. وزواياها.
والمقاهي بين جنباتها.. وتناهت رغبات أبنائها في كسر طوق حميميتها.. وانصهرت في نسيج التحديث الاسمنتي والحضارة الخرسانية واقتلعت عروقها بأسنة آلات الهدم!
وانصاعت بكبرياء مجروح.. لنص التطوير؟
• من هكذا أجواء.. أظنها تقارب حقيقة الحارة.. أو تحاول أن تجس نبضها انطلق ابن حارة (البحر) في جدة.. (محمد صادق دياب).
• انطلق ابن البحار.. من أزقة حارة (البحر) اللدنة.. إلى شاطئ جدة الحالمة.
• ومن تكوينها البديع استنشق برئتين وروح وعينين.. رياح البحر.. وأسراره وحكاياه.. استوحى لغة المد.. والجزر.. وتهجى حديث الموجة للشاطئ واستشف واستوعب أغاني البحارة.. وإيقاع العودة من صدى المجهول في عرض البحر الكبير إلى شاطئ المدينة المستيقظة لبلد؟
• هكذا كانت بعض مكونات ثقافة الحجاز القديم تتشكل في حارات جدة ومكة والمدينة والطائف.
رحيلـه .. موتـه .. غيابـه 
كنت واحدا من تلك الثلة التي كانت تنتظر صندوق جثمان محمد صادق دياب القادم من لندن بالطائرة السعودية «رحلة 116» فجر الأحد 6/5/1432هـ ــ 10 / 4/ 2011م، كان منهم وحيد جميل، محمد بخش، حسن إسكندراني، نايف العلي، ناجي طنطاوي، وسوزان إسكندر التي احتضنت كاميرتها في الخامسة فجرا لتكون الوحيدة التي تصور الجثمان عند إطلالته في قسم الشحن في مطار جدة بعد أن فقد محمد صادق دياب اسمه وأصبحنا نتحدث عنه بـ «الجثمان» ذاك لأن الاسم هو أول من يكتسبه الإنسان في هذه الدنيا التي يجيئها صارخا باكيا ويغادرها فاقدا اسمه أول ما يفقد وغيره من يصرخ ويبكي ويولول عليه وعلى غيابه. ولنواصل المضي إلى بيته في حي النزهة ومن ثم إلى جامع الجفالي لصلاة الظهر وليشيعه أبناء جدة الأثيرة إليه وليجمع جثمانه أسماء جدة كبيرها وصغيرها، فكنت تجد هنا وهناك سعيد غراب وطارق كيال وأحمد عيد ويحيى باجنيد وأحمد اليوسف وعبدالمجيد علي تودري وأحمد فتيحي وعاصم حمدان وأمين قطان رغم اعتلال صحته، وجدة كلها عن بكرة أبيها.. وأنا أتابع النعش كان يدور في رأسي سؤال .. ترى فيم كان يفكر كل هؤلاء وهم يحملون جثمان عزيز عليهم يكون في مجمله نصف ذاكرة جدة ؟.. 
آخـر لقـاء 
قبل سفره إلى لندن للعلاج وتشخيص حالته الصحية بالإصابة بالمرض الخبيث كان قد جمعنا الدكتور محمد الحميدي في حفل عشاء في داره العامرة على شرف طارق الحميد رئيس تحرير «الشرق الأوسط» والزميل عبدالله مخارش وشاعر الأغنية سعود سالم وطلال باغر وحسن السراج وطلال منسي وغيرهم، كان هذا آخر لقائنا به رحمه الله، وتواصلت معه بعدها بأسبوع تقريبا لأدعوه للمشاركة معي في إدارة الأمسية التكريمية التي أقامها نادي مكة الثقافي الأدبي ممثلا برئيس مجلس إدارته الدكتور سهيل قاضي إلا أنه قال وبالحرف الواحد: «والله يا علي أنا تعبان .. ومسافر السبت إلى لندن» دون أن يقول إن الخبيث قد أدركه وأنه سيكون في رحلة علاجية.. رحم الله أستاذنا ومعلمنا الأكبر محمد صادق دياب رحمة واسعة.

المراجع

makkawi.com

التصانيف

مكة المكرمة  جدة   العلوم الاجتماعية