لقد ذكر بعض المؤرخين أنه كانت في المسجد الحرام ظلة للمؤذنين (مكبرية) يؤذن تحتها المؤذنون يوم الجمعة إذا خرج الإمام ، فكانوا يجلسون تحتها لتقيهم من الحر والبرد ، قال أبو الوليد الأزرقي : « أول من عمل الظلة للمؤذنين، التي على سطح المسجد يؤذن فيها المؤذنون يوم الجمعة، والإمام على المنبر عبد الله بن محمد ابن عمران الطلحي، وهو أمير مكة في خلافة الرشيد هارون أمير المؤمنين، وكان المؤذنون يجلسون هناك يوم الجمعة في الشمس في الصيف والشتاء، فلم تزل تلك الظلة على حالها، حتى عمر المسجد الحرام في خلافة جعفر المتوكل على الله أمير المؤمنين في سنة أربعين ومائتين، فهدمت تلك الظلة وعمرت وزيد فيها، فهي قائمة إلى اليوم» أي إلى عهد الأزرقي .
غير أن الفاسي في شفاء الغرام يقول عن عهده : «ولا أثر لها اليوم» .
وقد انتقلت المكبرية فوق بئر زمزم ، فقد كانت عليها ظلة للمؤذنين ، قال الفاسي : « لم أدر من أقام ذلك على هذه الصفة » ثم ذكر أنه أُجري إصلاح كبير بل عمارة جديدة في هذا البيت وأحواضه والظلة التي فوقه للمؤذنين .
وفي التوسعة السعودية الأولى في عام 1379هـ هدم البناء الذي كان فوق بئر زمزم ، والذي كان فيه تلك الظلة (المكبرية) .
وقد عمل غيرها الآن في العصر السعودي الزاهر وهي عبارة عن بناء مواجه للكعبة المشرفة من الناحية الجنوبية، يبعد عنها بنحو 25م، وهو مكان مرتفع مخصص للمؤذنين، واجهته الأمامية من الزجاج، حيث يمكن مشاهدة المؤذن وهو يؤذن، كما يمكن للمؤذن مشاهدة الإمام في الصلاة.
ويتوفر بها جميع عوامل الراحة والأجهزة الحديثة والتكييف، وقد تم الانتقال إليها عام 1388هـ ، بعد أن كان المؤذنون يقومون بالأذان في المنائر السبعة، بمعدل اثنين في كل منارة، ويوجد قسم خاص في المكبرية للاتصال بين مكبرات الصوت عند الإمام ؛ للإخبار عن صلاة الجنائز ؛ وللاتصال عند اللزوم.
ويحضر المؤذنون الذين عليهم النوبة للمكبرية قبل موعد نوبتهم للأذان بساعتين أو ثلاث ساعات.
وفي صلاة التراويح يقوم كل مؤذن بالتكبير لخمس تسليمات ، وفي صلاة التهجد كل ثلاث تسليمات.
وفي العادة يوجد في كل نوبة للأذان من 2-3 مؤذنين متواجدين في المكبرية، حيث يقوم أحدهم بالأذان والآخر بالإقامة والتكبير والاحتياط بالتكبير في صلاة الجنازة وهكذا، حسب نظام معين معد من قبل رئيس المؤذنين .
المراجع
makkawi.com
التصانيف
مكة المكرمة ابواب و مآذن معالم مكة المكرمة التاريخ