يقول الخبر الذي قرأته في صحيفة "الامارات اليوم" التي تصدر في دبي ان بلدية دبي صادرت - خلال حملة تفتيشية على الاسواق - "16" نوعاً من الكحل ، جميعها غير مسجّل لدى البلدية ، ستة منها تحتوي على مواد سامة ، تسبب الاصابة بالسرطان وامراض العيون والجلد".
وهذا الخبر يعيدنا فعلاً الى العديد من البضائع الأمية المنتشرة في العواصم والمدن العربية دون حسيب أو رقيب ، والتي تشتمل هي الاخرى على مواد سمية قاتلة ومسرطنة. وفي جولة قامت بها كاميرا التلفزيون الاردني قبل أشهر في برنامج يهتم بصلاحية ونظافة المواد التي تباع للمواطنيين في دكاكين واسواق العطارة ، كشف البرنامج عن اساليب بدائية جداً في تحضير بعض الادوية المصنعة من الاعشاب الى الدرجة التي يمكن ان تفكر وانت تراقب ادوات هذه المصنعية أنك لم تغادر عصر ابن سينا بعد.
وقد كشف البرنامج عن أُمية بائع مواد العطارة وعدم معرفته بالآثار الجانبية لاي دواء وان معرفة خواص الدواء العشبي يرتبط بالفهم المهني المتوراث لهذه الاعشاب ، كما كشف البرنامج عن أن بعض المواد هي سمية بامتياز ، وأن تناول اربع حبات من زيت الخروع على سبيل المثال تقتل الذي يتناولها على الفور.
وذا اردنا توسيع مساحة الاضاءة على المواد المسرطنة علينا أن نستعيد تحذيرات طبية تقدم لنا يومياً عبر وسائل الاعلام عن المواد الصابغة لبعض المأكولات ولكن ما من أحد يستمع. فأنت يمكن أن تلاحظ هذا الركام من المواد المعلبة المنتهية الصلاحية تباع في فراغ ظهيرة يوم الجمعة على ارصفة اسواقنا باسعار زهيدة توجب الشبهة. وأنت يمكن لك أن تلاحظ ان جميع المواد التي تباع لاطفالنا في البقالات الساذجة والنائية هي مواد أهم ما يميزها الوان الصبغة التي تصنع بها ابتداء بالشسيبس وانتهاء بكافة المواد الشرابية التي يتناولها اطفالنا.
اننا نعيش في زمن سرطنة المواد المصنعة بهيلمان كيميائي وكل ما نحتاجه هو المتابعة الصحية الحثيثة والقدرة على المصادرة والمنع.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة خليل قنديل جريدة الدستور