تظل الفقهيات السياسية العربية على الدوام اسيرة لبعض الاوهام على صعيد الكيمياء التي تتحكم اصلاً بمنح المكرمة السياسية لهذه الدولة او تلك. وعبر منصب دولي يمنح لهذه الشخصية او تلك. وتتناسى فقهيات المطبخ السياسي العربي أن اللوبي الصهيوني العالمي يظل واقفا بالمرصاد لاي شخصية سياسية عربية تحلم بتسلم اي منصب دولي.

وفي هذا الاطار يجيء الفشل الذي مُني به وزير الثقافة المصري فاروق حسني حينما طرح اسمه للفوز بمنصب رئاسة المدير العام لمنظمة اليونسكو.

وكان على دولة عريقة سياسياً مثل مصر تجنب مثل هذا الاحراج الذي منيت به جراء مثل هذا الفشل. كان على السياسة الخارجية المصرية ان تعرف وهي عارفة بالتأكيد ، ان مامن طرقة للوصول الى مثل هذا المنصب الا بالتنسيق مع المطابخ اليهودية العالمية التي استنفرت كل قواها الدولية لاسقاط حسني. وبالطبع فان "أمنا" مصر هي اكبر بكثير من اي تنسيق مع اي قوى صهيونية.

وانا استهجن كيف يندهش وزير ثقافة مصر فاروق حسني من عدم نجاحه في الفوز بالمنصب. وكيف لم يعرف مسبقاً ان الفشل كان بانتظاره. وانه لا يمكن لوزير ثقافة مصري قامت بلاده بتوقيع معاهدة صلح مع اسرائيل ، ولم يقم هو بأي مبادرة تطبيعية مع اسرائيل ان يفوز بمثل هذا المنصب.

والغريب ان الوزير فاروق حسني وضع اصبعه على الجرح تماماً حين اشار في حوار مع جريدة "المصري اليوم" امس الاول الى دور السفير الامريكي في اليونسكو وبعض دول اوروبا الشرقية واليابان واليهود في شن حملات مضادة لترشيحه ، مؤكداً ان التعصب والعنصرية واليهود الذين هاجموه بسبب القدس والتطبيع الثقافي هم السبب في الهزيمة. ويزيد حسني :"الشيء الوحيد الذي ضايقني في الخسارة هو انني كنت اريد ان اجلب النصر للشعب المصري ولم تذرف عيناي الدموع الا بعد وصولي مطار القاهرة".

ان الدموع الغالية التي ذرفها وزير الثقافة المصري تؤكد فشل القوى السياسية العربية في صناعة اللوبي السياسي العربي الذي يمكن له ان يناهض اللوبي اليهودي العالمي الذي يظل واقفا بالمرصاد لأي تقدم عربي في المناصب الدولية. وان السياسة العربية الخارجية تكتفي بتقديم اوراق الاعتماد واقامة الولائم وصرف المياومات.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور