اليكس وينز تذكروا هذا الاسم جيداً انه اسم قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني. الشاب الالماني الذي لم يتجاوز عمره "28" عاماً. والذي قام خلال جلسة محكمة في دعوى كانت قد اقامتها عليه المرحومة الشربيني بسبب تلفظه بالفاظ نابية وعنصرية بطعنها حتى الموت في وسط المحكمة.

اليكس وينز هو احد التفريخات العنصرية التي جاءت نتيجة فرعية لمجمل النتائج الكارثية التي خلفها صموئيل هنتيجتون في كتابه" صراع الحضارات" حيث اعتبر الاسلام هو العدو الحقيقي للحضارات بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي. انها تفريخات تجيء على حواف الحرب المعلنة على الاسلام وتفكيكه في العراق وافغانستان. حيث يتوقع ان تفرز هذه الظواهر العديد من المتطرفين في العالم من امثال "اليكس وينز".

اليكس وينز ومنذ ان اخذوه من معتقله الى المحكمة وهو يواري وجهه ويحجم عن مواجهة الكاميرات المصوبة اليه. وجاء في الاخبار التي بثتها وكالات الانباء ان وينز وخلال الجلسة الثانية التي عقدت لمحاكمته قد فاجأ هيئة المحكمة بضرب راسه بمنضدة مجاورة قبل ان يتدخل الحراس ويجبروه على التوقف. وجاء انفعال القاتل بعد ان اجبرته القاضية على كشف وجهه. ونزع النظارة الشمسية التاي كان يرتديها.

اليكس وينز الذي تحرك لقتل المغدورة الشربيني بسبب الحجاب الذي ترتديه يضطر هو الآخر وامام المحكمة كي يتحجب ولا يكشف عن ملامحه امام الحضور . لكن الفرق بين حجاب الشربيني وحجاب وينز ان الشربيني تحجبت ايماناً. ولم يغلق الحجاب عليها روحها ، بينما حجاب وينز هو ان روحه ولحظة قتل ضحيته قد انسحبت من الملامح المعلنة الى فعل تحجيب الروح ذاتها.

ان الشهيدة الشربيني التي قتلت ظلماً وعدواناً قد استطاعت ذاتها ان تتحول الى عقاب على الجاني بحيث تجعله يتحجب هو الآخر وان يتحاشى الظهور بملامحه على الملأ والناس. نعم لقد حلت الروح القتيلة في بدن الجاني وقامت بتقويض روحه من الداخل وجعلته يبدو مجنوناً امام كاميرات العالم جميعها وهو يدق رأسه بالمنضدة.

اليكس وينز هو عينة بسيطة من حالات عدوانية سوف تتمظهر بشكلها الجنوني والمفجع في عالمنا بسبب تعميق العداء العنصري والعرقي والانثي وبسبب رغبة عالمنا الغبي هذا في اعادة المجتمعات الانسانية الى مربعها الاول. مربع التخلف ومربع قضم مؤخرة التاريخ واجترار حماقاته.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور