بعد ان صارت شخصية الانتحاري الذي يضع الحزام الناسف على بطنه ويضغط على نابض التفجير كي يقتل حياة كاملة لمجاميع انسانية بريئة وكاملة الحضور في حياتنا من المظاهر الاعتيادية في بعض دول العالم مثل العراق وافغانستان واخيراً الصومال صار من الواجب على كل الجهات الاجتماعية والدولية ان تدرس العقلية التي تقدم على مثل هذا التفجير الانتحاري. خصوصاً وان بعض المرجعيات الدينية المتطرفة تعمل على محاولة تفقيه العمليات الانتحارية نضالياً وجعلها من الاعمال الجهادية التي تدخل صاحبها الى الجنة الموعودة.

والمشكلة انه وبعد كل عملية انتحارية نحاول ان نفهم سر هذا الافتداء عند الانتحاري فلا نجد اي سبب مقنع لهذا التفجير البدني القاتل. فأن يدخل الانتحاري الى احد المساجد السنية او الشيعية ويقوم بتفجير نفسه وسط المصلين فهذا هو التناقض بعينه اذ كيف يمكن للجهاد ان يسمى جهاداً حينما يكون التفجير داخل المكان الذي يتضرع فيه العبد الى خالقه.

وكيف يمكن ان يكون العمل الانتحاري نضالياً حينما يكون التفجير وسط سرداق عزاء. وكيف يمكن ان تكون فكرة الموت مركبة ومعقدة الى هذا الحد حيث يعمل الانتحاري هنا على الحاق الاحياء بالميت الذي من اجله نصب سرداق العزاء. وتتم توسيع حفرة القبر وتتعدد الجنازات.

وفي كل يوم تقريباً تظهر لنا النشرات الاخبارية حالة تفجير لانتحاري مسلم وسط مجموعة مسلمة ، نشاهد هذا في باكستان وفي افغانستان وفي العراق وفي الصومال ونحاول ان نجد العدو الحقيقي للانتحاري فلا نجد سوى العديد العديد من الابرياء.

واول امس نفذت امراة عملاً انتحارياً في شمال شرق بغداد حيث استهدفت استراحة تتوقف عندها المواكب الحسينية في تلك المنطقة. وكانت حصيلة هذا التفجير 41 قتيلاً 106و جرحى بينهم 11 من النساء والاطفال.

نود ان نعرف السبب النضالي والجهادي لمثل هذا النوع من العمليات الانتحارية وعلاقته بالمعتقد الديني الاسلامي الصحيح. نود ان نعرف هؤلاء الذين يسرنمون جيلاً كاملاً من الشباب والفتيات في عمليات انتحارية تؤدي الى الجنة.

نود ان نعرف هؤلاء الكهنة الجدد الذين بدأوا ينتشرون في عواصم العالم كي يبشروا باسلام جديد يقوم على قتل الابرياء وقتل الانفس. ذلك ان ظاهرة الانتحاري باتت تشوه الاسلام وتدخله في الفتنة التي كانت نائمة وتم ايقاظها بكل هذه العمليات الانتحارية.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور