يا شام نصرك بسامٌ iiمُحيّاهُ
أتاك يبرق غراء iiمواكبه
وَهْيَ الحسان فلا بغي ولا iiبطر
أتاك تسبقه أخلاقه درراً
ولم تلوثه وهو الحسم iiشائنة
لأنه نصر أنجادٍ iiغطارفةٍ
ما أكرم النصر تحميه فضائله
والنصر كالناس هذا سيد iiعجبٌ
* * *
يا شام مجدك صنو الشمس من iiسعة
وقبلنا سطرَ التاريخُ iiروعتَه
وحسبه أن رب العرش iiباركه(1)
محسَّدٌ وكذا العلياء iiيحسدها
وحاسد الشمس ترديه حسادته
* * *
يقول في الشام أهلوها وحُقَّ iiلهم
ونحن في الشام للطاغين iiمقبرةٌ
وإن أتى معتدٍ تغريه iiسطوته
وإن عتا ساعةً في غفلةٍ سرقت
رأساً ولصاً وسفاحاً وطاغيةً
وتاجه من شقاء الشعب iiمختلسٌ
يرى الرجالَ عبيداً تحت iiإمرته
قمنا له قدراً يجتث شأفته
للريح تحملها والشمس iiتصهرها
فلست تعرف قبراً ضمّ iiجيفته
* * *
يا شام ولت عهود الظلم في ضعةٍ
كأنها وهي خجلى منه تلعنه
دكت معالمه حتى غدت بدداً
أما الغبي الذي اختاروه قائدهم
ولم يكن قط بشاراً ولا iiأسداً
مات اللسان الذي ملت iiمسامعنا
كأنما مسخته نفسه حجراً
في رعبه قبل وقع البيض مصرعه
كأنه وهو في الأغلال مرتهن
لم يغنه قصره وهو المنيع ولم
وما حماه غبي من iiعقائده
وراح يسألها عوناً iiوتخذله
أصنامه(5) وهي من زيف ومن دجل
فهم وقد هلكوا أقذاء مزبلةٍ
من يزرع الشر تحصده iiمناجله
* * *
لن تعبد الشام يا بشار بعد هدىً
إلا الإله الذي تعنو الوجوه iiله
لأنها آمنت إيمان iiمحتسبٍ
كل الديانات يعرو الوهن بردتها
فيزهد الناس فيها زهد ذي iiإحنٍ
وديننا وحده المحفوظ فهو هدىً
والشام من جنده تفديه في شغفٍ
والشام رَبْعُ رباطٍ فهو ملحمة
ما اشتد إلا تحداه iiفأرجعه
* * *
"إني أرى وفؤادي ليس يكذبني"(7)
في الشام نصراً كما نرجوه ملحمة
تمتد في الناس قبل الأرض أنعمه
كأنما هو رأد الشمس iiطيَّبه
في عرسه الخالدون الصيد iiأوسمة
عمرو(8) وعامر(9) والفاروق(10) قد سجدوا
أما أمية(12) فازدانت iiبفرحتها
وهنأت حلب سيفاً(14) به iiافتخرت
* * *
وصاح في الشام حادٍ نحن من iiصنعوا
لقد بذلنا له والبذل iiشيمتنا
وشامنا اليوم للإيمان خالصةٌ
جيئوا إلينا بغاةَ الرفد iiتكلؤكم
* * *
يا شام صوني انتصاراً قد ظفرت iiبه
كأنه كل ما ترنو القلوب له
يصوننا النصر إن صُنا iiحقيقته
فإن غفلنا تولى غير مكترثٍ
والنصر يدنو وينأى تلك iiسنته
وأنت يا شام أهلٌ للوفاء له
والدهر قاض، وحقٌ ما iiيقرره
قد قال: للشام عهد لا تخيس به
في صونها النصرَ تحميه iiفوارسها
* * *
يا شام تبقين كالأفلاك iiشامخة
أما عداك فأشباحٌ قد iiانقرضوا
تبقين يا شام في سعدٍ وفي iiغلبٍ |
|
الحق مبناه والإيمان معناهُ
والعدل والنبل بعض من iiسجاياه
والنصر أجدره بالحمد أزكاه
بل دونها الدر أعلاه وأغلاه
والنصر يطغي ويطغي المال والجاه
وأن مهديه لما أخلصوا iiالله
وأشأم النصر تخزيه iiخطاياه
وذاك نذلٌ غريق في دناياه
* * *
ومن علو ومن نور iiوشاحاه
في أصغريه وحياه iiوفداه
والمصطفى(2) فهو يمن مذ عرفناه
من أول الدهر من هانوا ومن iiشاهوا
وتلك وَهْيَ القصاص العدل عقباه
* * *
السيف نحن ومن ناداه لبَّاه
فكل طاغية فيها دفناه
قمنا إليه فدِناها ودناه
منا بتفريطنا حتى iiرأيناه
يقول لي الملك أدناه iiوأقصاه
والصولجان فم ينعى ضحاياه
والمحصناتِ الغوالي من iiسباياه
في عسف عاصفةٍ تذرو iiبقاياه
والأرض من كرهها إياه تأباه
فقبره لعنةٌ والعار مثواه
* * *
آثامُه الصانعاتُ العارَ تنعاه
لأنه السوء أقساه وأشقاه
واستسلمت وهي لا تحصى سراياه
فانظره والذل عرّاه وأخزاه
فالشؤم والجبن أنى كان بُرداه
منه طويلاً وعيناه وكفاه(3)
من خوفه فغدا نصباً iiرجمناه
والرعب نصر(4) لنا قِدْماً iiملكناه
يرى الثواني التي تترى مناياه
يعنه جندٌ ولم تسعفه قرباه
فإنها الزيغ أغراه iiوأغواه
لا اللات أجدته أو أجدته عُزّاه
صرعى تناديه لكنا iiصرعناه
تصيح من كرهها الأقذاء iiويلاه
وشر ما زرع الإنسان طغواه
* * *
محض هو الحق مجلوّاً iiشهدناه
مختارة ليس فيها قط إكراه
شهم عليه من الإيمان أسناه
مكراً وشكاً وتحريفاً بلوناه
فثم من سكتوا عنها ومن iiفاهوا
وذاك عهد من المولى iiعرفناه(6)
كالسيف في كفِّ مغوار iiدعوناه
من البلاء الذي ما انفك iiيغشاه
خزيان تبكي دماً كالمهل iiعيناه
* * *
ومن يكنْ صادقاً تَصْدُقْه رؤياه
البشر وجهٌ له والسعد iiسيماه
والحق والعدل والحسنى iiعطاياه
مزن الربيع فحلاه iiوجلاه
جلوا وجل وهم في الفضل iiأشباه
وخالد(11) هملت بالشكر iiعيناه
ويوسف(13) قام والبشرى iiمحياه
كان الهمامَ الذي الأهوال iiتخشاه
* * *
هذا الفخار الذي بالصبر شدناه
واليوم نحصد ما كنا iiزرعناه
ومأمنٌ للورى وقفاً iiجعلناه
قلوبنا قبل إحسان iiنذرناه
* * *
فيه المنى وهي أرضى ما iiرجوناه
وصرحُ عزٍّ كما نهوى بنيناه
فنحن ضيفٌ عليه ما iiحفظناه
ولا تلمهُ، فإنا من أضعناه
ونحن نختار مأتاه iiومنآه
والشاهد الدهر سِفراً قد قرأناه
والعدل إبحاره والعدل iiمرساه
والعسر يتبع جلاه iiبجلاه
والروح مَهرٌ له والصبر iiزلفاه
* * *
علاك في ذروة منهن تيَّاه
وقائدٌ هالكٌ تبكيه iiقتلاه
وفي امتدادٍ لأن الحافظ الله |
عنوان القصيدة: نبقين يا شام
بقلم د. حيدر الغدير
المراجع
alukah.net
التصانيف
شعر الآداب