أظهر تقرير للجنة تحقيق حكومية شُكّلت لمعرفة أسباب تسمم 25 طفلا يتيما من مؤسسة الحسين للرعاية الاجتماعية قبل يومين، وجود خلل ومشاكل كبيرة على المستوى الصحي داخل المؤسسة التي ترعى أطفالا أيتاما، منهم رُضّع، وتقدم لهم الخدمات التعليمية والاجتماعية والإنسانية والصحية وغيرها.
التقرير الذي كشفت عن مضمونه "الغد" أول من أمس، عزا الأسباب إلى "عدم استخدام الوسائل السليمة في التعامل مع الأطفال بالمؤسسة، وانعدام النظافة الشخصية، والإهمال في غسل وغلي قوارير الرضّع، إضافة للنقص الشديد في أعداد العاملين، ما تسبب في حدوث إهمال وتقصير انعكس على الأطفال". كما أكد التقرير أن إصابة الأطفال نتجت جراء إهمال جسيم لهم، من حيث الرعاية الشخصية، وخصوصا للرضع منهم.
وقد أدى ذلك إلى مأساة إنسانية، أدخلت 25 طفلا إلى المستشفى، بعد إصابتهم بفيروس "الروتا".
لم يتوقف الأمر عند ضعف الرعاية الصحية، وإنما امتد أيضا إلى ضعف التحرك الحكومي لمعالجة إصابة الأطفال بهذا الفيروس. إذ بحسب المعلومات، فإن بداية الإصابة بالمرض كانت الخميس الماضي، إذ أصيب طفلان؛ تلاهما خمس حالات جديدة في اليوم الذي يليه، ليرتفع العدد إلى 15 حالة يوم السبت الماضي، ومن دون اتخاذ أي إجراء، لا من قبل المشرفين على المؤسسة، ولا من قبل الجهات المعنية. ولاحقا، وبعد تأخير، وبتدخل من جهات ليست ذات علاقة، وفق المصادر، حصل التدخل، ونُقل الأطفال المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج.
هذا التباطؤ ليس غريبا على الكثير من الجهات الحكومية! فالبعض منها يتحرك تحت الضغط فقط، وبعد أن تتفاقم الأمور إلى درجة كبيرة، ويصبح إصلاحها صعبا، إن لم يكن صعبا جدا. وهذا ما حصل في المؤسسة؛ حيث غابت الشروط الصحية والسليمة عنها وهي التي تعد دارا لرعاية الأيتام، من دون انتباه من أحد، أو اهتمام من المسؤولين. وبعد تفاقم الأوضاع، وقع المحظور، فأصيب أطفال أيتام، منهم رضع، بالفيروس الذي من أسباب الإصابة به غياب النظافة والشروط الصحية المناسبة.
الآن، ستتسابق الجهات المعنية للتنصل من المسؤولية، وكل جهة ستحمّل الأخرى المسؤولية. وستتشكل لجان تحقيق، لكن بعدها ستعود الأمور إلى سابق عهدها! نحن بحاجة إلى متابعة مستمرة، ورقابة دائمة، تلزمان الجميع بتطبيق القوانين والأنظمة والتعليمات والشروط، وتحاسب كل جهة أو شخص مقصر أو مخالف من دون هوادة.
الحمد لله أن الأطفال بدأوا بالتعافي من المرض، ومنهم من خرج من المستشفى بعد أن شفي. فرحمة الله خففت من حجم المصيبة، وليس الإجراءات المتبعة.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة محمد سويدان جريدة الغد