اتساءل هذه الايام ان كانت السياسة الخارجية العربية في اجازة او في غرفة العناية المركزة. اذ ليس من المعقول أن يترجرج العالم بكل هذه التوجهات السياسية والدولية التي تنبّئ عن حرب قادمة لا محالة وتظل السياسة العربية الخارجية ينحصر دورها في استقبال اسياد الحروب وتوديعهم في صالات المطار وفي المؤتمرات الصحافية التي تقام على عجل وكأنها في قاعة الترانزيت.

نعم ففي الوقت التي تتحرك فيه القطع الحربية الامريكية والبوارج الحربية قبالة الشواطئ الاسرائيلية كحارس وفيّْ لاي طارئ ممكن ان تتعرض له دولة اسرائيل تبدو الدول العربية وكأنها بمنأى عن هذا المشهد العسكري وعن ايماءاته.

وفي جانب آخر تتوجه قطع حربية اسرائيلية عبر قناة السويس العربية ذاهبة الى شواطئ الخليج للتدرب على المشاركة في الضربة الحربية المتوقعة لايران وبمقابل هذا لا تجد تصريحاً سياسياً عربياً واحداً يشير الى رأي السياسة الخارجية العربية يشير الى مثل هذه الحركات العسكرية القافزة لاسرائيل.

وفي الوقت الذي تقوم به القوات الاسرائيلية بالتدرب في مناوارات على حرب حقيقية قادمة مع سوريا واحتلال القرى الحدودية السورية وتدمير الجبهة الشمالية لاسرائيل والتي تشمل سوريا وقوات حزب الله فاننا لا نجد اي حالة استنفارية عربية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

لا بل يذهب ليبرمان صبي المقاهي وربيب الحانات الى تهديد الاسرة الحاكمة في سوريا دون ان يهتز عرق لسياسى عربي واحد ويأخذ مثل هذه التهديدات على محمل الجد.

والسياسة العربية بوزراء خارجيتها وما أكثرهم تنحصر فعالياتهم بحضور المؤتمرات الدولية التي تقام بدعوة من الدول التي تقبض على رقبة العالم هذه الايام ونحاول أن نرى المسؤول العربي في هذه المؤتمرات ونبحث عن دوره فلا نجد سوى طأطأة الرأس وحمل ملفات الموافقة على كل ما تمليه هذه المؤتمرات من فكاهات دولية هدفها الاول والاخير حماية مصالحها الاستراسياسية.

مطلوب من الملوك والرؤساء العرب وهم هذه الايام يعدون العدّة لحضور القمة العربية المزمع اقامتها في ليبيا أن يتخلوا عن الانشاء اللغوي قليلاً وان يحدقوا بعين جادة الى المخاطر القادمة عى هذه المنطقة والاجندات الخرائطية الجديدة التي قد تقترحها اي حرب قادمة على المنطقة.

مطلوب من الزعامات العربية أن تخرج وزارت الخارجية العربية من سباتها ومن غرفة العناية المركزة التي دخلتها كي تتحرك وسط حقول الالغام الكثيرة التي باتت تهدد حياتنا بشكل مفضوح.

اذ لا يعقل ان تحيط بنا كل هذه الكوارث الاقليمية المحتملة ونظل نقيم في الالف باء الساذج للفعل السياسي.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور