اعتباراً من اليوم لن أصدق بطاقات الدعوة التي يحضرها اليّ ابن الجيران او ابن احد الاقارب ، ولن اصدق تلك العبارات المكتوبة بلون ذهبي ينم عن البهجة والافراح وانا اقرأ فلان ابن فلان يدعوكم لحضور حفل زفاف ابنه. وفلان ابن فلان يدعوكم لحضور حفل زفاف كريمته في قاعة كذا وبتاريخ كذا.

اعتباراً من اليوم لن أصدق الجاهات العشائرية التي تنصب لها بيوت الشعر ، تلك الجاهة التي تعرف مسبقاً أن اهل العروس والعريس قد عادوا للتو من المحكمة الشرعية وكتبوا عقد الزواج ، وان حضور الجاهة بهذه الطريقة الممسرحة ما هو الا طريقة وحيدة لاشهار الزواج.

اعتباراً من اليوم لن أصدق الضجة العرسية التي يقوم بها اهل العريس في احتلال الشارع الرئيس ومد حبال الكهرباء ، واستدعاء الفرق الشعبية وممارسة التطبيل والغناء واطلاق الزغاريد لمدة ثلاث ليال حد البكاء احتفالاً بزواج حبة العين الذي نهب جيوب العائلة كي يحقق مجد الباءة.

اعتباراً من اليوم لن أصدق الفاردة التي يبث من خلالها حمقى العائلة شغبهم في الزغاريد والزعيق حد الخروج من نوافذ السيارات والتطاول الفج على التنظيم المروري.

اعتباراً من اليوم لن اصدق الحناء ، ولن اصدق تلك العجينة الساذجة التي تلصقها أم العريس على جدار بيت ابنها العريس كي تتأكد من ثبات العروس في بيت الزوجية المقترح ، ولن أصدق الذبائح وتلك اليد التي تغمس راحتها بالدم كي تطبعها على جدار البيت كطقس وثني.

اعتباراً من اليوم لن أصدق تلك القاعة التي سميت ظلمأً قاعة الافراح ، بينما هي في الاصل قاعة الكوارث الاجتماعية المقبلة. ولن أصدق هذا التزاحم في الغناء والرقص والغمز واللمز على العروس وتسريحاتها وعلى العريس وطلعته. وتلك المراقبة القاهرة التي تطلقها احدى الامهات لتلك البنت التي من الممكن أن تكون عروسا جيدة ومقترحة لابنها الذي عجز وكلَّ وهو يبحث عن عروس.

اعتباراً من اليوم لن أصدق تلك العبارة التي يطلقها احد العقلاء من أهل العريس "الحمد لله مرّ العرس على خير".

اعتباراً من اليوم وازاء الاحصائية التي نشرتها "الدستور" حول الألاف المؤلفة من احصائيات الخلع والطلاق في عام واحد فقط هو العام الفائت. اعتباراً من اليوم لن أصدق هذه الزيجات الكرتونية التي تقوم على التجريب الذي يدمر البيوت بحجة فارق الاعمار ، أو بحجة الصعوبات المعيشية.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور