يكثر السؤال – المشروع – عن سبب ما نحن فيه اليوم من انكسارات عسكرية واقتصادية وعلمية وتشتت فكري وتمزق في جسم الأمة حتى أضحت مِـزَقـاً متناثرة ضعيفة هزيلة لا تقوى على إطعام نفسها عوضا عن السيادة -لأنفسها- بعيدة المنال، السيادة و- الفتونة - على الشعوب المقهورة المقموعة بالحديد والنار...
هل لأن الأمة ليس لديها العلماء في كل المجالات.. هل لأنها فقيرة الموارد والثروات والمواد الخام لتصنيع كل شيء.. هل لأنها لا بحار عندها ولا أنهار ولا ماء في الأرض.. هل العدد البشري لا يكفي... هل وهل ..
والجواب - بعيدا عن الفذلكات والدبلوماسيات والتنظيرات - هو ما صور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حال أمتنا اليوم كأنه رأي العين بل أكثر لأنه عليه السلام لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.. وهي الحقيقة القائمة الشاهدة لا ينكرها ذو بصر وبصيرة.
*عن عبد الله بن عمر قال:
أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
{ يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن – وقد أدركناهن نحن -:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا
ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم
ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم }
بالله عليكم هل أبقى لنا نبينا ما نتحدث فيه ؟
*وعن ابن عمر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{ إذا تبايعتم بالعينة
وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع - أي الركون إلى الدنيا فقط في وقت يتعين فيه الجهاد -
وتركتم الجهاد
سلط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم }
وبيع العينة هو أن يبيع شيئا من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري ثم يشتريه قبل قبض الثمن بثمن نقد أقل من ذلك القدر.
*وعن ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت }
والحق تعالى يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}محمد
فهل المسلمون اليوم ينصرون الله ودينه ونبيه وشريعته حتى يتحقق نصر الله لهم.
والله تعالى يقول: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)}الأنفال
والتنازع بيننا أشد منه مع الأعداء الحقيقيين وها هي الدول تتسابق للمصالحة والمسالمة مع اليهود وتخطب ودهم ورضاهم وهم فيما بينهم، وقد قلبوا تطبيق معنى الآية القرآنية:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}الفتح
وتطيع دولنا والله أمريكا وتعصي رب أمريكا.. إنا لله وإنا إليه راجعون
فلا نلومنَّ إلا أنفسنا
وكما قال الله تعالى على لسان إبليس يوم القيامة:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)} إبراهيم
فلا نعلق كل ما يصيبنا من بلاءات على شماعة الغير وننسى أنفسنا
فينا نحن الداء وفينا نحن الدواء..
أعرف أن من الناس لا يعجبهم هذا الكلام ولكن فليعلموا أن ما يعجبهم هو سبب نكباتنا ومصائبنا وما وصلنا إليه أحبوا أم كرهوا هذه هي الحقيقة الماثلة.. هدى الله الجميع لما فيه رضاه.
**********************************
أستاذي الدكتور مأمون
السبب المهم في العزوف عن الكتاب في رأيي هو:
الوضع العام للأمة من إحباط، هزائم، فقر، جوع، مرض، قهر، طبقية، ، ،
يرافق كل ذلك ضعف الدافع الديني أو الجهل به وهو:
أن القراءة عبادة فقول الله { اقرأ } أمر فالقراءة واجبة شرعا وتركها إثم ومعصية ومخالَـفة للأمر الإلـهـي
الله تعالى سمى وحيه على رسولنا الأمي قرآناً من القراءة وسماه كتاباً من الكتابة في كتاب
ثم إن إعلامنا لا يهتم بهذا الجانب المهم في نهضة الأمة من خلال الفكر والثقافة والمعرفة الجادة
إعلامنا يعطي جل اهتمامه لتقديس الذوات ولتقديم الساقط من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والأغنيات وأخبار الممثلين ولساعات طويلة على شاشات الفضائيات ويقدمون الكلام التافه والحقير...
خذ مثالا الصحف تعرض صور - الفاجرات - مكبَّـرة وتأخذ ربه أو نصف الصفحة أو أكثر... وبالمجّـان
هل تعرض ولو صورة لغلاف كتاب مهم ومفيد ..؟!
في زعمي أن التجهيل والانحدار في كل شيء مطلوب عن سابق إصرار وترصد
* وجانب آخر أن الكتاب أيضا صار تجارة لتحقيق أرباح كبيرة تصرف الطبقات العادية من شرائه واقتنائه
* أقترح وقفيات للطباعة والتوزيع والنشر من قبل الأغنياء الذين يبنون المسجد بمليون دينار .. هذه المبالغ قادرة على نشر الكتاب بأثمان الكلفة أو حتى أقل من الكلفة
ولكن هذا باب غائب عن أذهان أصحاب المال وإذا أرادوا أنيذكروا في الدنيا فليكتبوا طبع على نفقة أو روح فلان ابن فلان
ألا يعرف هؤلاء أن ذلك من قول النبي عليه السلام ( أو علم ينتفع به )
الكلام يطوووووووووول
أشكرك يادكتور على إثارة هذا الموضوع المهم جدا
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب