بعد عصر يوم رمضاني تلقيت اتصالا من سيدة اردنية فاضلة, اتصالا كان غاضبا بل اكثر من غاضب, وتقول انها اتصلت لتعبر عن قهرها وتفش غلها من مشهد او مشاهد تراها في منطقة سكنها لبعض الوافدات للاردن من اكثر من جنسية ممن يعملن في مجالات (الترفيه!!!!)، واللواتي يشاهدهن بملابس لا يجوز ان تكون مشاهد في اي مجتمع عربي او مسلم, وهذه الفئة من الوافدات يسكنّ في شقق ضمن احياء سكنية ويترك وجودهن اثارا سلبية على واقع المنطقة ويخرجن ويعدن في اوقات تتناسب مع اعمالهن والقدرات التي جعلت منهن عمالة ماهرة يتم استيرادها باجور وامتيازات.
هذه السيدة الاردنية الغاضبة والمتأثرة باجواء رمضان قالت كلاما كثيرا وصعبا لكن ما يصلح منه للنشر حسب قانون المطبوعات سؤال توجهه الى مجلس الافتاء والجهات المعنية من هذه الظواهر التي ليست خاصة بأماكن عمل هذه العاملات بل في الاماكن التي يسكنّ فيها والمجتمع الذي يعشن فيه.
وربما لو وسعنا اطار القضية فان الظواهر غير الاخلاقية سواء كانت في اماكن مغلقة او في اشكال شبه معلنة لغايات اصطياد الزبائن, هذه الظواهر يفترض ان تتم محاربتها بل منع اي ابواب تؤدي اليها او اسماء حركية لها من بعض مراكز المساج او اي شكل يحمل ترخيصا, فالامر ليس مرتبطا فقط بالامر الشرعي والدين على اهميته بل هو باب افساد للمجتمع ونشر المظاهر الرديئة لتتحول بعد حين الى امور اعتيادية لكن على حساب قيم المجتمع وأخلاقه.
والامر الخطير اذا تحولت مثل هذه الظواهر في اي مجتمع الى عمل ووظيفة ومصدر دخل للبعض, او تتحول الى مصددر رزق وتجارة لكنها تجارة بقيم المجتمع وبنيته التحتية الايجابية المرتبطة بعاداته وتقاليده ودينه وتماسكه, ومثلما تتم عمليات مكافحة المخدرات او حتى التدخين الذي نص القانون على حظره في الاماكن العامة فان هذه التجارة حتى وان كانت محدودة فيفترض ان يتم منعها وعقاب العاملين فيها، لان الامر اذا بقي سيكون مدخلا لادخال عناصر محلية له واستغلال الكثير من العوامل الاقتصادية والاجتماعية للتجنيد لهذا المجال الخطير والمقرف على حد سواء.
العديد من الزملاء في مختلف وسائل الاعلام اشاروا الى بعض جوانب الظاهرة, ونحن هنا لا نقول ان الظاهرة واسعة او محدودة لان الحكم يكون عبر دراسات؛ لكن ما هو مؤكد ان هناك ما يستحق المتابعة والعلاج ابتداء من التدقيق على منح تأشيرات الدخول واقامات العمل، والامر سهل فبعض الجنسيات لا تأتي الفتاة منها الى عمان للعمل في بناء المفاعل النووي او الكشف عن الصخر الزيتي بل هي جنسيات لها اعمالها وسجلها في هذه المجالات وحتى التدقيق والرقابة على الجهات التي يعملن بها, اقول هذا واعلم ان هناك نوعا من المتابعة لكن ما اقصده ان تمتلك توجها للحد من هذه الظاهرة ومنع وجود تجارة من هذا النوع او ان تكون عمان عنوانا لمثل هذه التجارة لاسمح الله. او حتى ان يكون وجود بعض الممارسات مدخلا للبعض للتعميم.
لا نتحدث عن مجتمعات من الملائكة لكننا نبحث عن حالة نمارس فيها جميعا ادوارنا لحماية مجتمعنا ومنع اي ظاهرة سلبية, اما الاردنية الفاضلة الغاضبة فأشكر لها غيرتها على وطنها ومجتمعها لكن في هذا المجتمع الكثير الكثير من الخير والمشهد الذي اثار غضبها يقابله الاف مشاهد الخير والاحسان والتقرب الى الله تعالى وصلة الرحم والتكافل وبناء المساجد وكفالة الايتام وغيرها من اشكال الخير التي يجب ايضا ان تثير فينا مظاهر الاعتزاز بمجتمعنا وان كان هذا لا يمنعنا من البحث عن حلول لمشكلاتنا.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد سميح المعايطة