بعد اربد والسلط ستكون الكرك مدينة الثقافة الاردنية للعام القادم، وربما من حق اي مدينة قادمة ان تستفيد من اي ثغرات كانت في التجارب التي سبقتها. لهذا تحدثت بعض الفاعليات الثقافية في الكرك منذ شهور عن رغبتها في العمل مبكرا لأن الوقت (الرسمي) يبدأ من شهر نيسان القادم، اي بعد اربعة شهور على بدء العام.
وطالبت الفعاليات الكركية من الحكومة ووزارة الثقافة ان تساعدها في الاستفادة من الوقت والبدء مبكرا عبر تقديم جزء من المبلغ المالي الذي تقدمه الحكومة، وهو مليون دينار، حتى يتسنى للجهات الرسمية والشعبية القائمة على تنظيم الفعاليات ان تنجز مبكرا بهدف رفع سوية الاحتفالية التي تعني في النهاية خدمة الثقافة الاردنية.
الوزيرة وعدت بالتجاوب، لكن شيئا من هذا لم يحدث. ما نتمناه ان تبادر الحكومة الى تبني هذا النهج ليس مع الكرك فقط، بل مع كل المدن التي ستكون في الاعوام القادمة، لأن هذا يجعل اللجان العاملة تمتلك وقتا اكبر للتخطيط والتنفيذ والعمل. وربما من حق المدن ان تحصل على المبلغ خاليا من التكاليف الادارية التي تمنح لموظفي الوزارة، كعمل اضافي، او غيرها من المبالغ التي تكون على حساب صافي المبلغ الذي يفترض ان يخصص لتطوير الحياة الثقافية في مدننا الاردنية.
من حق الشباب المتحمس الراغب في الانجاز للثقافة الاردنية ان يجد من الحكومة ووزارة الثقافة كل تعاون وان يتم تجاوز الشكليات ما دام الانفاق يتم وفق الاصول وتحت رقابة وأسس ولا ضرورة لتضييع عدة شهور يمكن فيها للمدن ان تنجز ما يحقق فكرة المدينة الثقافية.
وفي سياق الحديث عن الكرك أيضاً؛ فإنّ المطلوب من وزارة السياحة ان توجه عيونها الى منطقة سياحية طبيعية في المدينة هي منطقة عين سارة التي منحها الله تعالى عين ماء قديمة ومستمرة، وفيها ما يشبه الشلالات الجميلة والاشجار، وهي منطقة شفا غورية يعلمها اهل المحافظة جيدا، وحتى في ايام شهر رمضان فإن الناس تأتي ساعة الافطار ومع كلٍّ طعامه وشرابه للجلوس في المنطقة الجميلة.
بلدية الكرك تحاول تأهيل المتنزه الموجود، والمنطقة بشكل عام، لكن الامر لو وجد دعما ماليا من الحكومة ووزارة السياحة لكان بالإمكان إحداث نقلة نوعية في المكان الذي يمتلك مواصفات طبيعية كبيرة، وجمال يمكن ان يتحول مع العناية والرعاية الى منطقة جذب سياحي للسياح، ومتنفس مهم، وربما وحيد حتى لأبناء الكرك من مدينة ومحافظة.
خلال الزيارة الاخيرة للملك إلى الكرك كان الحديث عن ضرورة دعم السياحة لتكون جزءا من عملية التنمية في المحافظة، وربما لو وجدت هذه المنطقة الجميلة دعما يحقق ما تتحدث عنه البلدية من تطوير وتأهيل، لكنا بعد فترة وجيزة امام موقع سياحي مهم بشلالاته وأشجاره وخدمات ومطاعم يجد فيها السائح والاردني ما يستحق الزيارة وقضاء ساعات طويلة هناك.
وزيرتا السياحة والثقافة مدعوتان لإنصاف المنطقة والاستجابة لمطالب المدينة والمحافظة في قضايا عامة وخدمات جوهرية، فهذا ادنى حقوق هذه المحافظة المظلومة تنمويا، كما هي حال محافظات اخرى.
المراجع
alghad.com
التصانيف
صحافة جريدة الغد سميح المعايطة