في ذاكرة فئة من الناس أمثلة ووقائع على موضوع اليوم من كل المراحل, لكنني سأقدم الفكرة لأصحاب القرار حماية للمؤسسات وتجنبا لضعف الأداء وحماية لمصالح الناس من أن تكون عرضة للتجارب ممن لا يملكون مؤهلات سوى الظرف وأنهم خيار سياسي أو إداري لبعض المراحل, والأمر ليس خاصا بمرحلة معينة لكنها فكرة عامة يمكن استدعاؤها عندما نجد أي نموذج سلبي لا سمح الله.
 هناك من يقدمون أنفسهم في مسارات ومراحل على أنهم الحل ويحظون بالبركة والرضى وبعدما تدور العجلة وتحملهم الظروف الى مواقع المسؤلية يقدمون نماذج سلبية ويكونون بمثابة مقالب بحق الناس, وحتى من لم يمارس فسادا يعتبر نفسه مدللا محصنا ولهذا يدير ظهره للعمل وهو يعتقد أنه في مهمة وطنية وأنه مهما عمل فهو يحظى بالحماية, وأن الرضى الذي حصل عليه بمثابة ضوء أخضر لإضفاء القداسة الوطنية على كل ما يفعل.
والبعض من هؤلاء لا يجد الردع والحساب أو حتى التوجيه ممن بأيديهم مفاتيح البركة ومنح الرضا, أما الثمن فتدفعه الدولة والناس, ولهذا نناشد مانحي البركة والحصانة ومن يقدمون التزكيات لشغل المواقع سواء بالانتخاب أو التعيين أن لا يكون هدفهم فقط إبعاد شخص أو فئة بل أن يتقوا الله تعالى في البدائل, وأن يدركوا أن من يتم تنصيبهم في أي موقع يحملون تفويضا باتخاذ القرارات والتصرف بشؤون الناس, وهم وجه الدولة الذين يتعامل معهم الناس, والمال أو القرارات التي يتحكمون بها هي أموال ومقدرات عامة لها حرمة أكبر وأهم من القداسة والرضى الذي يأتي بفلان أو علان.
 القضية ليست في أن تبارك شخصا وتمنحه طريقا نحو المواقع بل في جوهر المسؤولية وقيمتها, ووجود أي شخص لا يحظى بالبركة وصاحب كفاءة أقل ضررا سياسيا من شخص مبارك لكنه لا يراعي القانون أو مصالح الناس, ومن أجل الأردن ومصلحته ندعو أصحاب القرار الى مراجعة أوضاع وأداء الاشخاص المباركين, فمن كان يعتقد أن الرضى حماية له من اخطائه أو كان صاحب أداء غير مناسب فإن الواجب على الأقل توجيهه مع أن الأصل أن يكون القانون هو الحكم والفيصل فيمن يتجاوز على مصلحة الدولة والناس.
 أما الرضى والبركة فنرجو أن يتم منحهما لمن يحمل القدرة والكفاءة   وحتى عند البحث عن عامل سياسي فليكن مصاحبا له النزاهة والكفاءة والحرص على المال العام فهذا من السياسة ايضا, أما مبرر الحماية لمن يثبت خروجه على القانون بحجة أن الدولة لا تأكل رجالاتها فهو مبرر يحتاج الى مراجعة. فالدولة قد لا تأكل رجالها لكنها لا تسمح لهم أن يأكلوها أو أن يعتدوا على صورتها وهيبتها ومصالح الناس.

المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   سميح المعايطة