التعديل الذي أدخله مجلس النواب على "القانون المؤقت لقانون معدل لقانون التعليم العالي والبحث العلمي لسنة 2010"، والذي حظر بموجبه على الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة عقد اتفاقيات تعاون علمي مع الجامعات الإسرائيلية، تعديل إيجابي ومناسب، ونتمنى أن يبقى هذا التعديل، وأن لا يجري شطبه في مجلس الأعيان.
ويأتي هذا التعديل، ليزيد من زخم حملة المقاطعة الدولية الأكاديمية لإسرائيل. فمؤخرا، ونتيجة للممارسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب العربي الفلسطيني، ونتيجة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للمقدسات ولحقوق الإنسان، وممارسة أسوأ سياسات الفصل العنصري، اشتدت حملة دولية تدعو لمقاطعة أكاديمية لإسرائيل على كل المستويات. ويشارك في هذه الحملة، أكاديميون معروفون ومشهورون، ولهم بصمات كبيرة في حقولهم العلمية والأكاديمية، في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها.
وكانت جمعية الدراسات الأميركية التي تضم أكثر من خمسة آلاف أستاذ وباحث أميركي، قررت مقاطعة إسرائيل احتجاجا على سياسة الدولة العبرية إزاء الشعب الفلسطيني.
وقد أثرت هذه الحملات فعلا على إسرائيل، فوجدنا الكثير من المسؤولين الإسرائيليين البارزين، الرسميين والأكاديميين، يشنّون حملة مضادة لإفشال حملات المقاطعة، وخصوصا الغربية التي تعري إسرائيل وسياسة الفصل العنصري التي تنتهجها، وتضعها في موقف الدفاع، بعد أن كانت هي وحلفاؤها، في موقع الهجوم على مدار عشرات السنين.
قد يقول قائل إن الخاسر من حظر توقيع اتفاقيات تعاون علمي بين الجامعات الأردنية والإسرائيلية هي الجامعات الأردنية، لأن نظيرتها الإسرائيلية متفوقة علميا على كل الأصعدة، فالذي يستفيد من العلاقات الأكاديمية هي الجامعات الأردنية وليست الإسرائيلية. ولكن، من يقول إن الجامعات الإسرائيلية تشرع أبوابها للجامعات الأردنية، وتسمح لها بنهل العلم والمعلومات والخبرات منها ومن مراكز أبحاثها؟ فكما هو معروف، إن أي علاقات أكاديمية مع إسرائيل لن تساعد جامعاتنا، فالجامعات الإسرائيلية ككل المؤسسات والهيئات الإسرائيلية تسعى إلى اختراق المجتمع العربي ومنه الأردني، بحيث تكسر الحاجز النفسي والديني والقومي العربي المناهض لإسرائيل، وخصوصا في أوساط الشباب. ولذلك، فإن التركيز الإسرائيلي في اتفاقيات التعاون والتبادل الجامعي على مؤتمرات، وندوات، وفعاليات عامة، يشارك فيها شباب أردنيون وإسرائيليون، لا يبحثون قضايا وأبحاثا علمية، وإنما يحاولون "كسر الفجوة" بينهما بحسب تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين.
العلم، والتعاون الأكاديمي، ممكن فعلا، ومن دون مسؤولية سياسية مع العديد من الجامعات الغربية والعربية المتقدمة علميا وأكاديميا. فلتتوجه جامعاتنا نحو هذه الجامعات، وتبتعد عن الإسرائيلية التي لا هم لها سوى الترويج لإسرائيل ومحاولة كسر الحواجز التي تعيق تقدمها داخل المجتمعات العربية.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة محمد سويدان جريدة الغد