الشباب عماد النهضات، وهم أهل العزائم والشجاعة والإقدام والتضحيات.
وقد كانوا حَمَلة الدعوة الإسلامية الأولى وأنصار الحق. فإن عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من الشباب، حين كذّبه معظم شيوخ مكة!!
يقول أبو حمزة الخارجي: وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شباباً.
والنبي صلى الله عليه وسلم يَعُدُّ السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله، ومنهم: "شاب نشأ في طاعة الله"
وحين نقرأ سير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن معظمهم كانوا من الشباب. فأبو بكر الصديق كان من أكبر الصحابة، أسلم وعمره 38 سنة، فكيف بصغار الصحابة كعليّ وسعد والزبير وأبي جندل وأبي بصير والحسن والحسين وأسماء ذات النطاقين....؟
ويكفي أن نقرأ هذا النص من تهذيب سيرة ابن هشام حتى نعلم كم كان للشباب، دور عظيم في حمل رسالة الإسلام والجهاد في سبيلها:
"وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (يوم أحد) سَمُرة بن جندب، ورافع بن خديج أخا بني حارثة، وهما ابنا خمسَ عشرة سنة، وكان قد ردّهما، فقيل له: يا رسول الله، إن رافعاً رامٍ. فأجازه. فلما أجاز رافعاً قيل له: يا رسول الله، فإن سمرة يصرع رافعاً. فأجازه. وردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، والبراء بن عازب، وعمرو بن حزم، وأسيد بن حضير، ثم أجازهم يوم الخندق وهم أبناء خمس عشرة سنة."
ولنعلم أخيراً أن الذين جاهدوا الكفر والطغيان في سورية هم من الشباب من أبناء العشرين، وتحتها وفوقها، فمنهم من قضى نحبه، في ساحة الجهاد، ومنهم من اعتُقل، ومنهم من ينتظر.
والآن إلى نبذ يسيرة من أخبار بعض شباب الصحابة رضي الله عنهم.
علي بن أبي طالب
بدأ يعيش في كنف الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو في السادسة من عمره، يتأدب على يديه، ويتعلم منه معالي الأخلاق... ونزل الوحي، وكان علي في العاشرة من عمره، فسابق إلى الإيمان.
لم يعرف اللهو واللعب، فضلاً عن السجود لصنم... لقد اختاره الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم على التوحيد والطهر والسمو.
ومنذ أيام البعثة الأولى كان علي يصحب النبي صلى الله عليه وسلم إلى شعاب مكة يصليان معاً في خفية عن أعين قريش.
وعرف دخائل حياة النبي صلى الله عليه وسلم فأحبه كل حب، وأُعجب به كل إعجاب!
وقد منحه الله تعالى قلباً زكياً، وعقلاً متفتحاً، وذاكرة قوية، وذكاءً وقّاداً.
واعتاد على الزهد والتقشّف... حتى إنه بعد زواجه من فاطمة رضي الله عنها، شكت فاطمة ما تلقى من أثر الرحى، وأُتي النبي بسبْي، فجاءت تطلب منه من يخدمها من السبايا... وجاء النبي صلى الله عليه وسلم عليّاً وفاطمة وقال لهما: "ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعاً وثلاثين وتسبحان ثلاثاً وثلاثين، وتحمدان ثلاثاً وثلاثين..." رواه أحمد والشيخان.
ويوم خيبر قال صلى الله عليه وسلم "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله..." ودفع الراية إلى علي، ففتح الله عليه. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
ويوم الهجرة كان الفدائيَّ الذي نام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمره يومئذ 23 سنة، وعرّض نفسه للقتل ونقمة قريش، ثم أكرمه الله بأن جعل على فراشه فاطمة.
وجاهد في بدر وكان علي أحد الثلاثة الذين بدؤوا المبارزة (هو وعمه حمزة، وابن عمه عبيدة بن الحارث)، فقتل خصمه شيبة بن ربيعة.
وفي الخندق، هو الذي بارز كبش الكتيبة عمرو بن ود العامري، فقتله. وكان عمرو قد شهد بدراً ونذر أن لا يمس رأسه دهناً حتى يقتل محمداً!!.
ولازم علي أبا بكر وعمر وعثمان في الحكم فكان المستشار والوزير والمعين.. ولطالما قال عمر: لولا علي لهلك عمر!
عُرف عليّ بالذكاء الحاد، لا سيما في شأن القضاء.
وكان صاحب فصاحة نادرة، وبلاغة عالية، وخطابة فذّة، وشجاعة تُضرب بها الأمثال.
ولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم القضاء في اليمن.
وكان زاهداً، كريماً جواداً، شاكراً لأنعم الله.
قتله عبد الرحمن بن ملجم في الكوفة.
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
ولد عبد الله قبل الهجرة بعشر سنين، وهاجر مع أبيه عمر وكان – كأبيه – قوياً، ذكياً، حريصاً على العلم، حريصاًً على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
حاول أن يشترك في غزوة بدر، لكن النبي صلى الله عليه وسلم ردّه لصغره، وكذلك حدث في غزوة أحد، ولكنه أذن له في غزوة الخندق، ولم يكن يغيب عن غزوة بعد ذلك... وحضر معارك اليرموك والقادسية وجلولاء وحروب الفرس وفتح مصر...
وكان كثير الحفظ والرواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ثاني السبعة المكثرين للرواية.
وكان كريم اليد، كريم النفس.
أصبح ضريراً آخر حياته.
توفي وهو ابن 84 سنة.
الزبير بن العوام
أسلم وهو ابن ست عشرة سنة.
إنه حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية... وأول من سلّ سيفه في سبيل الله. وكان فارساً مغواراً، لم يتخلف عن غزوة واحدة! وكان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء من الصحابة.
تلقى التعذيب على دينه, من عمه، فكان يصبر ويقول: لا أرجع إلى الكفر أبداً.
وهاجر إلى الحبشة.
كان في صدره مثل العيون، من كثرة الطعن والرمي.
وقَتَلَ يوم بدر عمه نوفل بن خويلد بن أسد
وفي أحد وفي قريظة يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي!
وفي الخندق قال صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا, فذهب على فرس فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية ففعل، ثم الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير" رواه الشيخان.
وكانت له شجاعة نادرة في اختراق صفوف المشركين يوم حنين ويوم اليرموك واليمامة، وكان له دور عظيم في فتح حصن بابليون وتمكين عمرو بن العاص من استكمال فتح مصر.
وكان كريماً سخيّاً، يكثر الإنفاق في سبيل الله.
رضي الله عنه وأرضاه.
الصحابية المجاهدة ذات النطاقين
إنها أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، صحابية بنت صحابي، وحفيدة صحابي، وزوج صحابي (هو الزبير)، وأم صحابي (عبد الله) وأخت صحابية (زوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة الصّدّيقة)، رضي الله عنهم أجمعين.
كان عمرها يوم أسلمت أربع عشرة سنة، ولم يكن قد سبقها إلى الإسلام إلا ستة عشر صحابياً وصحابية.
عندما تزوج منها الزبير كان فقيراً، فكانت تعينه على خشونة العيش، حتى فتح الله عليه وصار من أغنياء الصحابة.
وعندما هاجرت إلى المدينة كانت حاملاً، وحين وصلت إلى قُباء وضعت ابنها عبد الله فكان أول مولود للمهاجرين في المدينة، وكان أول ما دخل جوفه ريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حنّكه ودعا له!
وكانت من الجود والكرم بما يضرب به المثل، فكانت لا تمسك شيئاً إلى الغد.
وكانت عاقلة مضحّية، فحين خرج أبوها مهاجراً بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره 6000 درهم، ولم يترك لعياله شيئاً، فلما علم والده أبو قحافة برحيله – وكان لا يزال مشركاً، وكان كفيف البصر – جاء إلى بيته وقال: والله إني لأراه فجعكم بماله بعد أن فجعكم بنفسه، فقالت: كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً. ثم أخذت حصى، ووضعته في الكوّة التي كانوا يضعون فيها المال وألقت عليه ثوباً، وأخذت بيد جدّها وقالت: انظر كم ترك لنا!
والموقف الذي اشتهرت به حملُها الزاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طريق الهجرة، ولما أرادت أن تربط المِزْوَد لم تجد خيطاً مناسباً فشقّت نطاقها نصفين، وربطت المزود بأحدهما وربطت السقاء بالآخر، فسُمّيت ذات النطاقين, ودعا لها النبي صلى الله عليه وسلم أن يبدلها الله بهما نطاقين في الجنة.
وموقفها الجليل الآخر هو حضّها ابنها عبد الله على مقاومة الحجاج وقولها: إن الشاة لا يضرّها سلخها بعد ذبحها... وذلك حين قال لها: أخاف أن يمثّلوا بي.
ثم دعت لابنها: اللهم ارحم طول قيامه وشدّة نحيبه في سواد الليل والناس نيام.
اللهم ارحم جوعه وظمأه وهو صائم.
اللهم ارحم برّه بأبيه وأمه.
وقد قُتِل في يوم وداعه لأمه، ثم صلبه الحجاج... وبعد ثلاثة أيام مرّت أمام جثّته المصلوبة وقالت: أما آن لهذا الفارس أن يترجَّل!! فأمر الحجاج بدفنه.
توفّيت أسماء عن مئة عام، ولم يسقط لها سنّ ولا ضرس، ولم يغب من عقلها شيء!.
سعد بن أبي وقاص
إنه أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشّرين، وبطل القادسية وفاتح المدائن...
أسلم وهو في السابعة عشرة من عمره.
ولم يكن ينصرف إلى اللهو الذي يحبه الفتيان، بل يصرف همّه إلى بري السهام والتمرس بالرماية..
وحين أسلم تعرّض لأقسى التجارب، وهو الذي قال: كنت برّاً بأمي فلما أسلمتُ قالت: يا سعد ما هذا الدين الذي أحدثت؟ لتدعنَّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيَّرَ بي، فيقال: يا قاتل أمه... وأصبحتْ وقد جُهدت... فقلتُ: يا أمّه! تعلمين والله لو كان لك مئة نفس، فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني. إن شئت فكلي أو لا تأكلي! فأكلت. رواه أحمد ومسلم والترمذي.
وقد بذل سعد نفسه ووقته وماله في سبيل الله.
وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله،
وكان مستجاب الدعوة، فقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" رواه الترمذي والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي.
وحدث أن رجلاً شهد عليه شهادة زور في عهد عمر بن الخطاب، وكان سعد والياً على الكوفة، فقال سعد: اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً فأطِلْ عمره، وأطل فقره، وعَرّضه للفتن، فكان الرجل يقول بعدئذ: شيخ كبير مفتون أصابته دعوة سعد. وكان بعد أن سقط حاجباه على عينيه من الكبر يتعرّض للجواري في الطرق يغمزهن!. أخرجه البخاري.
جهاده: وقد شهد سعد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبلى فيها بلاءً حسناً.
ففي بدر كان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع السهم في كبد القوس ثم يقول: اللهم زلزل أقدامهم، وأرعب قلوبهم، وافعل بهم وافعل، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم استجب لسعد.
وفي أحد كان سعد ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان صلى الله عليه وسلم يناوله النبل وهو يقول: ارم فداك أبي وأمي، حتى إنه ليناوله السهم ماله من نصل، فيقول: ارمِ به. رواه البخاري ومسلم.
وهكذا في كل معركة أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأيام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. لكن المعركة العظمى التي ارتبط ذكرها بذكر سعد هي معركة القادسية التي قادها سعد ضد الفرس المجوس. فقد نظّم سعد الجيش، وجعل على كل عشرة عريفاً، وأمّر على الرايات رجالاً من أهل السابقة، وعيّن مسؤولاً عن القضاء والفيء، وآخر عن الوعظ والإرشاد، ومترجماً يتقن الفارسية، وكاتباً، وعيوناً، ومجموعات للإغارة، ورسلاً للمفاوضة.
واستمرت المعركة ثلاثة أيام ونصفاً، لقي المسلمون فيها مقاومة شرسة من الفرس، واستشهد ربع جيش المسلمين، وكان النصر المبين. وكان عدد جيش المسلمين 35 ألفاً، وجيش الفرس 120 ألفاً.
وبعدها فتح سعد المدائن في معركة حاسمة أخرى.
وحين حضرت سعد الوفاة، كان في العقيق بجوار المدينة المنورة، فدعا بخَلَقِ جبة صوف فقال: كفّنوني فيها، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر، وإنما خبأتها لهذا اليوم... ودُفن في البقيع. رضي الله عنه وأرضاه.
عبد الله بن عباس
ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وحين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يزد عمره على الثالثة عشرة، ومع ذلك حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم 1660 حديثاً، وكان ترتيبه الخامس من بين السبعة المكثرين لرواية الحديث الشريف.
حنّكه الرسول صلى الله عليه وسلم بريقه، فكان أول ما دخل جوفه ريق النبي صلى الله عليه وسلم. ومنذ بلغ السابعة من عمره لازم النبي صلى الله عليه وسلم... يُعدّ له ماء وضوئه، ويصلّي خلفه، ويكون رديفه في السفر.
وكان يحمل بين جنبيه قلباً واعياً، وذهناً صافياً، وحافظة قوية.. وكان قوي الحجّة، سريع البديهة، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل.
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تابع عبد الله بن عباس طلب العلم من الصحابة... قال: كان إذا بلغني الحديث عند رجل من الصحابة أتيتُ بابه وقت قيلولته، وتوسّدتُ ردائي عند عتبة داره، فيَسْفي عليَّ الريح... ولو شئت أن أستأذن عليه لأذِن لي... فإذا خرج ورآني قال: يا بن عم رسول الله، ما جاء بك؟! هلا أرسلتَ إليّ فآتيك؟! فأقول: أنا أحق بالمجيء إليك، فالعلم يؤتى ولا يأتي!
وكان يمسك بركاب دابة زيد بن ثابت فقيه الصحابة، ويأخذ بزمامها فيقول له زيد: دع عنك يا بن عم رسول الله، فيقول: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا، فيأخذ زيد يد ابن عباس ويقبّلها ويقول: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا صلى الله عليه وسلم.
قال مسروق بن الأجدع (أحد كبار التابعين): إذا رأيتَ ابن عبّاس قلتَ: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدّث قلت: أعلم الناس.
وكان له مجلس يجيب فيه من سأله في القرآن وقراءاته، وفي التفسير والتأويل، وفي الفقه والفرائض، وفي العربية والشعر. وقد يعقد مجلساً للتفسير، وآخر للفقه، وثالثاً للمغازي، ورابعاً للشعر، وخامساً لأيام العرب، وسادساً للمواعظ والتذكير.
وكان عمر بن الخطاب يدنيه في مجلسه الذي يعقده لحل المعضلات، والاستشارة في الأمور الجليلة، ويقول عنه: إنه فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلبٌ عَقول.
من أقواله: إن فرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظمُ من الذنب، وإن حزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب.
وكان كثير العبادة صوّاماً قوّاماً.
وكان يحضر مجالس أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، تلك المجالس التي يحضرها كبار الصحابة. وحين وجد هؤلاء في أنفسهم، من حضور عبد الله معهم، ولهم أولاد في مثل سنه ولا يؤذن لهم بالحضور، أراد عمر أن يريهم مقام ابن عباس، فسألهم جميعاً عن معنى سورة النصر... وكان تفسير ابن عباس لها أنها أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فقَدَ ابن عباس بصره في أواخر حياته، ثم توفي وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
النعمان بن بشير
هو أول مولود للأنصار بعد الهجرة.
ولد في جمادى الأولى في السنة الثانية.
وحين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم كان عمر النعمان تسع سنين.
من الأحاديث التي رواها: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبين ذلك أمور مشتبهات..."
كان مجدّاً في طلب العلم. واشتُهر بالفتوى والقضاء.
ولاه معاوية – رضي الله عنه – على الكوفة، تسعة أشهر، ثم عيّنه قاضياً في الشام.
وكان كريماً سخيّاً يُحسن إلى الفقراء والمساكين.
توفي سنة 65 شهيداً في بعض المعارك.
الغلامان البطلان معاذ بن عمرو ومعوذ بن عفراء
إنهما فتيان من أبناء الصحابة، بلغهما أن أبا جهل كان يسبُّ رسول اللهصلى الله عليه وسلم فعزما على قتله، انتصاراً للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفتُّ فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرّاً من صاحبه: يا عم، أرني أبا جهل. فقلت: يا بن أخي، فما تصنع به؟ قال: أُخبرتُ أنه يسبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجّبت لذلك. قال وغمز لي الآخر فقال لي مثلها. فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل فقلت: هذا صاحبكما! فابتَدَراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه: أي أصاباه إصابةً بالغة، ثم جاءه عبد الله بن مسعود فأجهز عليه.
وابن مسعود نفسه أسلم وكان عمره دون العشرين، وكان ضئيل الجسم، ذكي العقل، زكي النفس، محبّاً للعلم، وملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ملتزماً بسنّته... وكان من فقهاء الصحابة.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب مجتمع