فى الحوار القيم الذى أجراه الأستاذ فودة مع الدكتور عبد المنعـم يونس ، وقد نشر بالعـدد ( 700) من المسلمون 10/3/1419 الموافق 4/7/1998 طرح الأستاذ انس السؤال التالى على الدكتور يونس .
- فى كتاب محمد قطب حول " نظرية الفن الإسلامى " قدم أمثلة لأدب اعتبره إسلاميا للشاعر الهندى طاغور ولكاتب يستغرق فى وصف الحياة المسيحية . فما نظرتكم لهذا الأدب ؟
وجاء جواب الدكتور بالنص :
- نحن أيضا نعتبر أن كل أدب لايتصادم مع العقيدة ويرتقى هو أدب إسلامى حتى لو كان صاحبه غير مسلم " . ومن حق الدكتور يونس أن يقول ما يشاء دون حجر على رؤيته ، ولكن الواقع النقدى والتنظيرى للأدب الإسلامى يقطع بالاستقراء أنه " رأى فردي " أو " أدب كادي " كما دعا الاستاذ إقبال عروي , وكتب الدكتور عبده زايد فى بحثه الطويل ، وكنت أنا الأكثر تحمسا فى لقاء المغرب لهذا المصطلح ( الأدب الكادي ) و قد نشرت " المسلمون " ذلك .
***
وما ذكرته آنفا إنما ياتى عرضا خلوصا للوصول إلى حقيقة ما ينسب للأستاذ محمد قطب من ذهابه إلى أن أدب طاغور وسينج وأمثالهما من غير المسلمين يعد " أدبا إسلاميا " لما فيه من مضامين وقيم إنسانية " وهذا مالم يقله محمد قطب ، وربما جاء هذا الخطأ فى نسبة هذا الحكم إليه بسبب النظرة العجلى إلى هذه النصوص التى أوردها فى كتابه " منهج الفن الإسلامي " وذلك فى فصل من الكتاب عنوانه ( فى الطريق الى أدب إسلامى ) دون قراءة ماعلق به على هذه النصوص ، وقد راجعت ما لا يقل عن خمس طبعات من كتاب الاستاذ قطب فوجدت التماثل الكامل بينها جميعا .. وبين يدى الآن الطبعة السابعة ( دار الشروق 1987 ) ، وأنقل منها بعض ما قله محمد قطب .
1- " والفن الإسلامي – من ثم – ينبغي أن يصدر عن فنان مسلم ، أي إنسان تكيفت نفسه ذلك التكيف الخاص الذى يعطيها حساسية شعورية تجاه الكون والحياة والواقع بمعناه الكبير ، وزود بالقدرة على جمال التعبير " ص182 .
2- وعن أدب طاغور وسينج وغيرهما من أدب غير المسلمين ذى المضامين الإنسانية يقول " أنه – بكل مافيه من جمال وروعة – يقوم ابتداء على قاعدة أدنى وأصغر من القاعدة التى ينبغى أن ينشأ عليها الفن الاسلامى الكوني الإنساني الشامل المتكامل الذى يشمل كل الوجود وكل الإنسان " ص 183 .
ويقول عن طاغور" .... وهو – فى هذا الشأن يلتقي مع المنهج الإسلامي ، ولكنه – مع ذلك لا يخرج تماما من دائرته ، فهناك نقط التقاء كثيرة بين طاغور والمنهج الإسلامى ، نقط التقاء جزئية كلها ، ولكنها تكفي لإيجاد روابط المودة بينه وبين هذا المنهج بحيث يذكر معه فى حدود هذا الالتقاء " .
والخلاصة أن محمد قطب يشترط أن يكون الأديب مسلما حتى يكون أدبه " أدبا إسلاميا " ، وهذا ما استقر عليه النقاد والمنظرون للأدب الاسلامي .
أما أدب غير المسلمين – الذى يعبر عن قيم إنسانية ومثل عليا - فهو أدب " موافق " أو "كادي " وفى ذلك تفصيل طويل مسجل فى بحثي الذى قدمته في ملتقى الدار البيضاء بعنوان ( مسلمية الأديب شرطا لإسلامية الأدب ).
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب مجتمع