أسندتُ للريح ظهري فالتوت iiقدَمي
فطاحَ رأسي وأمْسكتِ الترابَ iiيدي
وأعلنتْ بي قبورُ الطفّ iiصرختَها
وما توسّلت محتاجاً iiمروءَتهم
عَضَضْتُ كفّي على ما فيّ مِن iiوجعِ
وما سَعيْتُ لهم زُلْفى iiتقرّبني
واثاءبَ الوقتُ في ساعاتِ iiأزمنتي
وراحَ يحفرُ بالسكّينِ iiخاصرتي
تجمْهرَتْ بعضُ أشلائي على iiطرُقي
فاحتجْتُ صوتاً ينادي أذنَ iiقافيتي
ويرسمَ الحرْفُ وجْهي في ضبابِ غدي
فأمْسكتْ في عَصا الترحالِ iiأشْرعتي
فكلّما جئْتُ نحْوي واقتربْتُ iiإلى
وكلّما قلتُ صبْراً يا مقاومتي
وكلّما حاولَتْ دنيايَ ترضيتي
والحزْنُ يحْملُ قهْراً جرْحَ iiذاكرتي
شاخَتْ مدائنُ قلبي في تباعدِها
وما تناسيْتُ مَنْ بالموْتِ iiقايَضني
وبحْتُ بالسّرِّ للأجيالِ في iiكُتبي
فما استطَعْتُ سكوتاً والرّصاصُ iiعَلا
وما غزَتني جنودُ الخوْفِ مذْ iiرفعَتْ
وَترْتقي للسُّها نُعْمى iiبشائرِنا
وينبُتُ الحُلمُ في أجفانِ iiمُغتربٍ
وما لبسْتُ قميصي مُذ تضرّجَ في
أنا الذي في بياني صرْتُ iiأوّلَهُمْ
ركضْتُ في مَرْبِعِ الأشْعارِ iiمُفترِشاً
فهِمْتُ فيهِ وأنّى شئْتُ iiأطلبُهُ
وما غضضْتُ جُفوني عن iiشوارِدها
فتَّشْتُ في سَفرِ الأيّامِ عنْ iiوَطنٍ
فما وجدْتُ سوى النّكراتِ iiتحْكُمُنا
وألفُ ألفِ حُسيْنٍ رافعاً iiعَلماً
باعُوا عَلياًّ مع الزّهرا بلا iiثمَنٍ
وَيسْجنونَ ودعْوى زيْفُ iiحُكْمِهُمُ
وَيشنقونَ على السَّاحاتِ بي iiعُمراً
هُمْ بائِعُونا وفينا كُلّهُمْ iiعَطٌش
هُمْ صادرُوني ورَاحوا يقمَعون iiفمي
صَلّوا عليَّ وَدَانوني iiعَلانيةً
هُمْ صَادروني وتأريخي iiبأجمَعِهِ
فهلْ سألتمْ لبئْرِ النفْطِ عن iiوَطنٍ
سَلوا حَريرَهُمُ كَمْ غازَلَتْهُ iiيَدُ
سلُوا الفنادقَ عن كاساتِ iiليْلِهِمُ
تبّاً لمثلِهُمُ أنْ يحْكموا بلداً
وعن موانيء فجْري شعْبنا ارْتحَلوا
فلّوجةَ العِزِّ يا أرْضاً iiلهيْبتِها
ويا سماءً بها الشُّهداءُ قد iiعَرَجُوا
كنّا ضَياعاً وَعشْنا في iiتَخبُّطِنا
دسْنا على الجمْرِ والآهاتُ iiتعْصُرُنا
وما تعِبْنا وبعْنا للدّعاةِ iiثَرىً
فاجْتاحَ صوْتُ أذانِ الفجْرِ iiوَكَرَهُمُ
هي الصلاةُ أقمْنَاها iiمُكبِّرةً
ثارَ الشّبابُ وفينا الغيرَةُ احتدَمَتْ
نأبى ننَامُ على ضيمٍِ يَطيحُ iiبنا
في كلِّ ضاحيةٍ قامَتْ iiمُظاهرةٌ
فأقسَمَ الماردُ الجبّارُ iiمُنتفِضاً
لا لنْ تظلّ بنا iiتعلو شرائِعُهُمْ
|
|
فاستمْسَكَتْ بِعُرى أوْجاعِها iiهِمَمي
فصاحَ قبلي بدمْعِ النازفاتِ iiفمي
وما تقرّبتْ من خوْفي إلى iiصَنمي
وقد تجانفْتُ عنهم والفؤادُ iiظمي
وكمْ تصبّرْتُ حتّى ينتهي برَمي
وعشْتُ من سأمٍ يُفضي إلى iiسأمِ
واستنفر الريح ناقوسي من iiالهرم
دهْري ويكتبني في سطرِهِ iiقلمي
وأعلنتْ أنّها للآن لم iiتَنَمِ
ليسجدَ الجرحُ فوق الجرْحِ منْ iiألمِ
ومنْ ذهولي تحاكي شيبتي iiسُدُمي
والبحْر يَهرُبُ في جلبابِهِ iiوَرَمي
نفسي تجزّئني في سيفِها iiظُلمي
يقومُ ألفُ رُغالٍ يبتغي iiقِمَمي
يعودُ جسّاسُ يُضري النؤيَ iiبالضّرمِ
وفيّ تجْري دهاقاً صَحْوَةُ iiالحُلمِ
فشدَّني كهْفُ آلآمي إلى iiعَدمي
وباعَ رَأسي إلى سيّافِهِ iiالوَرِمِ
بها شتَمْتُ أنا أكذوبةََ iiالنُّظُمِ
وقلتُ يا نفسُ صبْراً بالثرى iiالتَحِمي
كفّي السلاحَ لتُمْحى دوْلةُ iiالتُّخَمِ
وَيُكْتبُ المَجْدُ في مبيضَّةِ iiاللَّمَمِ
وكي تقومَ على بابِ المُنى خِيَمي
دمٍ كِذابٍ وَعرَّاني به iiندَمي
وقد تسيَّدْتُ أقرَاني على iiحِكَمي
ثوْبَ الجمال لتزهو روْعةُ iiالكَلِمِ
وما عَصَتني القوافي حُرَّةُ iiالعِصَمِ
بها اكتحَلْتُ ابتهاجاً وهي لمْ iiتنمِ
وعنْ فناءٍ به أرْمي نزيفَ دَمي
وصوْتُ شمْرٍ رغا في ساحةِ iiالحَرَمِ
وَصوْتُ زينبَ يطْوي ظلمَةَ iiالأكَمِ
ويزرَعُون بذورَ الشّرِّ في iiاللُّحَمِ
أنّا رَضَعْنا مِنَ الإرْهابِ في iiنَهَمِ
وهُمْ أذلُّ بنا مِنْ كوْمةِ الوَضَمِ
إلى الدِّمَاءِ تناسَوا قمَّةَ iiالقِيمِِ
زُلْفى إلى الفرْسِِ والحَاخامِ iiباللُّجُم
حتّى يَذرّوا على أنْقاضِهِمْ iiرِمَمي
فعِشْتُ بينَ دروبِ الموْتِ iiكالحُطَمِ
يمُوتُ جُوعاً ويحْيى سَيّدُ الكَرَمِ
بهِ تُكابرُ جَهْراً شِلَّةُ الخَدَمِ
كيفَ استباحُوا وباعوا عزّةَ iiالشِّيَمِ
صِرْنا نُسَاقُ بهِ للذَّبْحِ iiكالبُهُمِ
ما بينَ مَطْرودٍ غَدا أو بينَ iiمُتَّهَمِ
تعْنو القرونُ وَتعْنو هيئَةُ iiالأُمَمِ
تقيمُ عرْسَ الفِدا في الأشْهرِ iiالحُرُمِ
حتّى أفقْنَا وشبَّتْ ثوْرةُ الحِمَمِ
والناسُ سكْرى تبيعُ الحَقَّ iiبالوَهَمِ
لها رجَعْنا وأيْقضْنا لذي iiالصّمَمِ
وصاحَ كَفّي لكفي للرّدى iiاقتَحِمِ
لنا المَلائِكُ ترْقى آخِرَ السُّدُمِ
وقد تزاحَمَتِ الأكْتافُ للقسمِ
وكلُّ حقٍّ ببابِ الزُّورِ iiمُهْتضَمِ
هزّتْ عروش البَغا مَطْلوقةَ iiالحُزُمِ
عهْداً ليَعْلو على تيجانِهمْ عَلمي
ويَعْتلي الحكْمَ مَحْكومٌ من iiالعَجَمِ
|
عنوان القصيدة: رياحُ الرّحيلِ
بقلم خلف دلف الحديثي
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب