تطور مدينة القاهرة من نهاية العصر الفاطمي إلى نهاية العصر المملوكي 923 هجري 1517م .
مدينة القاهرة في العصر الفاطمي "358 إلى 567هـ" .
أنشأ جوهر الصقلي مدينة القاهرة عام 358 هجري على شكل مربع وذلك تأثر بعمارة بلاد المغرب فقام بإنشائها شمال عواصم مصر التاريخية الثلاث (الفسطاط ، العسكر ، القطائع) فقام ببناء أسوارها من الطوب اللبني بحيث يجعل فارسين يسيرين عكس بعضهما فوق السور حسب ما رواه المقريزي واستمر ذلك السور طيلة ثمانين سنة وبنى بالقاهرة من الداخل شارع عظيم عرف بشارع المعز جعل عن يمينه أو شرقه القصر الشرقي وفى غربه القصر الغربي وفى الجنوب الشرقي الأزهر ولقد تجددت هذه الأسوار زمن الوزير بدر الجمالي فبناها من الحجارة ووسع الأسوار وجعل الأبواب تتقدم فنجد من الشمال بابا النصر وباب الفتوح وفى الجنوب باب زويلة وباب الفرح وفى الشرق باب البرقية وباب القراطين (الباب المحروق) وفى الغرب باب سعادة وباب القنطرة حيث توجد عند قنطر تصل بينه وبين ميناء المقس على خليج أمير المؤمنين .
القاهرة في عهد وزارة صلاح الدين 564هـ-567هـ (1168م – 1171م
قام صلاح الدين بتجديد أسوار القاهرة الفاطمية فقط وجعل سمكها من الحجارة أقل من سمك سور الفاطمي القديم بحيث يسير جندي من المشاة واحد فقط.
القاهرة في عهد حكم صلاح الدين (567هـ - 589هـ) (1171م– 1193م
نلاحظ أن صلاح الدين قد غير مفهوم القاهرة الفاطمية الشيعية القائم على أساس أن القاهرة للأسرة الحاكمة وللأمراء وللقواد وللجيش الشيعي فقط دون سائر المصريين الذين يدخلون للبيع والشراء فقط دون السكنة فقام بهدم السور الجنوبي وذلك لتلتحم مدينة القاهرة مع باقي عواصم مصر الثلاث السابق الإشارة إليهم وبنى سور خارجي ضم عواصم مصر التاريخية الأربع (الفسطاط – العسكر – القطائع – القاهرة) وقام بإنشاء قلعة الجبل شرقي القاهرة في السور على نشز من جبل المقطم وحصنها خارجياً فقط وجعلهاً مقراً للحكم وبذلك انتقل الحكم من القصور الفاطمية الزاهرة إلى قلعة الجبل (571هـ - 579هـ) قام بمصادرة أموال الفاطميين من الأمراء والقواد بعد أن ألقى القبض عليهم وحبسهم وصدرت أموالهم لصالح بيت المال نتج عن توسعه القاهرة من ناحية الغرب خليج أمير المؤمنين الذي أصبح يمر وسط المدينة أمر صلاح الدين الناس بأن يخططوا القاهرة فارتفعت كثافتها السكانية من المصريين وإنشاء خط للإفرنج بالقاهرة وهم الأسرى الصليبيين الذين رفضوا العودة إلى بلادهم وعملوا في بلاد الشرق وعرف المصريين خطهم باسم خط النصارى وقام صلاح الدين بنقل خطبة الجمعة والصلاة الجامعة من الأزهر في الجنوب إلى جامع الحاكم في الشمال وأنشأ برج الظفر في الجهة الشمالية الشرقية (ثلاثة أرباع الدائرة) وأنشأ في الجهة الشمالية الغربية برج المقس المستدير على النيل .
القاهرة في عهد خلفاء صلاح الدين (589هـ-648هـ) (1193م–1250م)
تولى الحكم الملك الكامل في عام (615هـ - 635هـ) (1218م – 1233م) فقام باستكمال قلعة الجبل فأنشأ الأجزاء الباقية منها وهى الجزء السكنى وجزء الإسطبلات وجزء الميدان المعروف بالميدان الأسود أو قره ميدان وقام بنقل دار الوزارة الفاطمية من داخل القاهرة إلى دار الوزارة الأيوبية بالقلعة وأمر بتحويل دار الوزارة الفاطمية إلى دار العدل للقضاء وأنشأ المدرسة الكاملية بشارع المعز للتعليم الحديث ثم تولى الحكم الصالح نجم الدين أيوب (637هـ - 647هـ) (1235م – 1249م) فقام بإنشاء مدرسته الصالحية بشارع المعز واستغل الروسوبات الطمية الفعلية في جنوب القاهرة والتي كونت جزيرة الروضة فأنشأ بها قلعة .
القاهرة في عهد المماليك (648 – 923هـ) (1250 – 1517م) :
نلاحظ أن القاهرة المملوكية في عصر الظاهر بيبرس (658هـ - 676هـ) فنجد الظاهر بيبرس يقوم بعدة أعمال بالقاهرة كان أولهما أن أخرج أفراد البيت الفاطمي من السجن وقام بجعلهم يبيعون ممتلكاتهم وقصورهم وضياعهم لبيت مال المسلمين بيعاً شرعياً ثم أمر أمراء المماليك
أن يشتروها من بيت المال شراء شرعياً ، أنشأ مدرسته الظاهرية بشارع المعز وأنشأ مسجده الدفاعي في شمال القاهرة خارج أسوارها في منطقة الحسانية فأدى إلى توسعها من جهة الشمال فيما بعد وفى عهده غلب اسم مصر القاهرة أو القاهرة مصر على باقي عواصم مصر التاريخية وفى عهده تم إنشاء خط للمغول المسلمين الذين وفدوا إلى مصر نتيجة زواج السلطان الظاهر بيبرس من ابنة السلطان بركة خان زعيم المغول القفجاق الذهبية ثم أنشأ الميدان الصالحي نسبة للسلطان الصالح نجم الدين أيوب وذلك في منطقة غرب القاهرة حيث الجزر والأرض الرسوبية التي كونها نهر النيل وسمى هذا الميدان بهذا الاسم لاعتراف المماليك بفضل أستاذهم نجم الدين عليهم ونجد أن باقي سلاطين المماليك اهتموا بالعمارة والإنشاء في القاهرة فنجد المنصور قلاوون ينشأ مجموعته المعمارية بشارع المعز (قبة ومدرسة بيمارستان) ونجد في عهد السلطان كتبغا أتت هجرات وثنية مغولية من إيران فأنشأ لهم خط فثار عليه الشعب المصري وأحرق خطهم وقام بخلع السلطان كتبغا مما أدى في النهاية تولى السلطنة الناصر محمد بن قلاوون والذي قام بعدة أعمال كان أهمها أن حدد أسوار القلعة وحدد أسوار القاهرة وأنشأ مسجده الجامع بالقلعة وأنشأ مدرسة بالقاهرة وأنشأ قناة للمياه لتصلها إلى القلعة بدلاً من قناة صلاح الدين وعمل من أجل ذلك أربع سواقي ترفع المياه إلى القلعة عبر سور صلاح الدين لم يتبقى منها سوى ساقية عرب اليسار .
وفى عهد السلطان الظاهر برقوق جعل الناس تقوم بشراء الأراضي من بيت المال واستبدالها بعد أن كانت للأمراء فقط وفى عهد السلطان قانصوة الغوري قام بعمل قناة لتوصيل المياه إلى القلعة بدلاً من قناطر الناصر محمد وقام بتجديد سور مجرى العيون الذي أنشأه الناصر محمد وتجدد على يد السلطان قايتباي ثم الغوري وأخيراً على يد محمد على .
ملاحظات هامة :
الجزر الرسوبية من عهد الظاهر بيبرس إلى عهد الخديوي إسماعيل لم يتم التغير في حركتها إلا نادراً .
كانت المباني تبنى في القاهرة بالأحجار والأخشاب وكانت شوارعها تعبد بالبلاطات الحجرية الملساء وكانت شوارعها تضاء بالمسارج الفخارية والمشكاوات الزجاجية .
كانت أغلب الأبنية في العصر الأيوبي والمملوكي للسلاطين يبنى واجهاتها الرئيسية على الشوارع الرئيسية بينما المنشآت المعمارية للأمراء كانت تبنى وجهاتها الرئيسية في الشوارع الجانبية .
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب مجتمع