يومُ الحسابِ اليومَ يا قذافي - فانعمْ به، في نشوةِ استخفاف
نلتَ المصيرَ، وكنت تهزأ ساخراً - في قمةٍ، بنهايةِ الأسلاف
وتقول جاء الدورُ.. فانتظروا.. ولم - تعبأ بقولٍ نمَّ عن إنصافِ
لكن مضيت على طريقك عابثاً - تستتبعُ الإسراف.. بالإسرافِ
وتقول: من أنتم.. ؟ وتنسى أنهم - نعمَ الرجال.. ذوو جوابٍ شافِ
صبروا وبعض الصبر يطوي تحته - نارَ انتظارٍ مرّة الأوصافِ
وتفرقوا في الأرض لم تحفل بما - عانوه من بادِ الأسى، أو خافِ
ومضت عقود في الظلام، وليبيا - في الأسر تنزِف صفوة الأشراف
لم يخل بيت من بلاءِ مصيبةٍ - عصفت به في فورةِ استنزاف
أو تخل نفس من نكالٍ سامها - جلادها.. فيه النكال الصافي
لكن حسابات المصالحِ لم تزلْ - تطفو، وتظهر حِنكة الأحلافِ
أترى سينسى الناس عهداً لم يكن - غيرَ السنين من البلاءِ عجافِ؟
ومدمرٍ، ما كان قط معمراً - إلا السجون.. تعجّ بالآلاف
| متجبّر.. في كل ما من شأنه - قهرٌ يمارسه بلا استنكاف
متفلسفٍ.. لكن تنوء بجهله - شمّ الجبال.. وتستجير فيافي
اليوم جاوبك الرجال.. لأنهم - هم صفوة الأحرارِ يا قذافي
من راح في أنبوبِ صرف يتقي - ذل المصير.. وسطوة السيّاف
فهو الأحقُّ بوصف جرذٍ هاربٍ - من شعبه، في خسةِ الإخلافِ
وهو الجديرُ بأن يساق لحتفه - في موكبٍ لغدِ القصاصِ موافي
أنسيت في «بوسليم» من أسقيتهم - كأس الردى، في غدرةِ الأجلاف؟
أو سقتهم للحتف ممن غادروا - متغربين..، بسطوة الإرجاف
أو نلت ممن قال حقاً مخلصاً - ليذوق سوط اللومِ.. والإعناف
أو رحت بالزحف الكذوب ملاحقاً - من راح في صمت وفي إعفافِ
يبني، فتهدم ما بناه، تكلفاً - وتذيق ليبيا حسرة الإتلاف
حتى يفرَّ مثقف ومؤهل - وتظل تنعم بالثراء.. الضافي
ويقومَ أهلك وحدهم في نعمةٍ - مرموقةٍ، موفورةِ الأطراف
والناس تغرق في الشقاء، ومن ينل - حظاً كبيراً، نالَ حد كفاف
لم تبنِ جيشاً للبلادِ معززاً - يعلي مواطن.. حرةَ الأكناف
ويقيمُ مجداً في البلاد.. وعزة - وترصُّ أكتاف.. إلى أكتاف
لكن حشدت كتائباً.. وجعلتها - مسعورة تجري بشرّ مطافِ
ليست لغيرك في الحياة.. حياتها - أو موتها.. في رعشةِ استشراف
لم تعرف الشرف الرفيع، ولم تعش - يوماً لغير.. القتل.. والإسفاف
فاهنأ بهم.. من بعد ما أشبعتهم - ذلا، وما استظرفت من إلحافِ
واغنم نهاية كل باغٍ غرّه - زيف الجليس، وخدعةُ الهتّافِ
وتزلُّفُ الأوغاد في غرب الخنا - كي يغنموا مالاً.. من الإجحاف
وخديعة العرّافِ.. حين جعلته - حكماً.. أتجهل خِدعة العرّافِ؟
هذا مصيرك.. قد نسجت خيوطه - بيديك.. فاحصدْ حكمة الألطاف
واتركْ سطوراً للذين نصحتهم - بدمشق يوماً، في قِرى الأضياف
قل: لن يدوم الظلم.. لكن ينتهي - في لحظةٍ، ويذوق موت زؤافِ
ويعود للأرض السلامُ.. وتنتشي - ألفافها.. في بهجةِ الألفافِ
وتطل شمس بالضياء.. نقيةً - بالجوهر المتألّقِ الشفافِ
لم تغشها سحب الظلام، وإنما - سحبٌ تمور برقَّةِ الأصداف
وتعود للشعب البلاد بأسرها - مزهوّةً.. ريّانةَ الأعطاف
اليوم يومٌ في الزمان مبجّل - فاهنأ بيوم الحسم..يا قذافي
بقلم سعد عطية الغامدي
المراجع
ar.islamway.net
التصانيف
الآداب شعر
| | | | |