نستطيع احياناً وبقوة التذكر والحنين في المكان البسيط ان نقيم حفلاً استذكارياً لقامة مثل قمة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ، واستحضار الشاعر واجلاسه مخفوراً بالمحبة بين كل هذا الحضور من محبي شعره.
هذا ما حدث مساء امس الاول حين اقام المركز الثقافي العربي في جبل اللويبدة امسيته الاستذكارية بمناسبة مرور عامين على وفاة درويش. كان الحضور العماني مكتظاً بفنانين وكتاب وطلبة جامعات وبسطاء ، وقد تبادر الى ذهني سؤال بمناسبة عزوف الناس عن حضور الامسيات التي تنظمها الاماكن الرسمية المختصة بالامسيات الثقافية ، وارجعت سبب هذا الحضور المكتظ هو بساطة المكان الذي تقترب مناخاته من مناخات البيوت البسيطة. وغياب فكرة الادلجة الصارمة عن المكان.
ليلة امس الاول في المركز الثقافي العربي كان محمود درويش حضراً بالمطرزات التي كتبت قصائده على لوحات وضعت على جدران المكان ، مطرزات قدمتها الجمعية العربية ، وكان محمود درويش حاضراً بطلته البهية من خلال الكلمة الحميمية التي القاها القاص والروائي قاسم توفيق.
وازداد حضور درويش الحاحاً حينما اطل في عرض على الشاشة وهو يقرأ بمقطع من احدى قصائده ، وكانت بحة الصوت الدرويشية تستحضره من تلك الربوة التي اقام فيها قبره في رام الله ، لتعيده حاضراً في الشعر ، والى الجملة الشعرية المدهشة.
محمود درويش عاد الى عمان وطنه الثاني يوم امس الاول حين قام الفنان الاردني المتميز نصر الزعبي بتقديم بعض قصائد درويش مغناة على انين العود والحسرة الخشبية في اوتاره.
وفي عرض مسرحي مقتطف من مسرحية للفنانة اسماء مصطفى شاهدنا درويش يتشكل مع الحلاج في حركة الستائر المرتعشة وهي تشف عن الغيب الذي يظل يرهق روح الصوفي الشاعر ، وسط موسيقى اقتربت احياناً من موسيقى الزار.
وبين المقاطع التي قدمت في الحفل كان هناك استلالات قدمتها عريفة الحفل من مقولات كتبت على اثر وفاة درويش باقلام العديد من الكتاب الشعراء الاردنيين والعرب ، ستظهر لاحقاً في كتاب عن درويش سينجزه المركز الثقافي العربي.
ليلة امس الاول في المركز الثقافي العربي كانت ليلة دروشية بامتياز حضر فيها درويش بقوة شعره وعانق كل محبيه.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة خليل قنديل جريدة الدستور