في الدول الغربية يصعب ان تبث الفضائيات عندهم مثل مسلسل "عايز اتجوز" ، حيث يتحدث المسلسل في خلال ثلاثين حلقة عن فتاة تجاوزت الثلاثين ، وهي تبحث بطريقة كوميدية عن عريس قبل ان يفوتها قطار الزواج. ذلك ان الانثى الغربية تحقق ذاتها الانثوية قبل الزواج من اي شخص ، وبالطريقة التي تريد. وبالتالي هي ليست بحاجة لفكرة "الستر" ، والقبول القسري بأي كان تحت وطأة كابوس العنوسة.

لكن الأنثى العربية في زمن تقلب الاعراف الاجتماعية وتغير ملامحها وظروفها ، اضافة للظروف الاقتصادية التي تعيشها المجتمعات العربية ، باتت تعاني بشكل جدي من تلك الانثى التي تقيم في البيت وقد تجاوزت بعمرها الثلاثيني ولم تلتحق بقطار الزواج.

ان الاقبال الجماهيري على هكذا مسلسل على بساطة وطرافة تناوله لمشكلة من هذا النوع يؤكد وجود قنابل انثوية موقوتة تنتشر في البيوت العربية.

وفي احصائية نشرت خلال هذا العام عن ظاهرة العنوسة عندنا هنا في الاردن ، كشفت الاحصائية عن وجود "96" الف عانس ، اعمارهن تجاوزت الثلاثين. هذا عداك عن الاحصائية الاخرى التي لم تشمل الفتيات اللواتي تجاوزن سن العشرين.

وفي مجتمع محافظ مثل مجتمعنا الاردني يبدأ هاجس العنوسة بعد سن العشرين ، حيث تبدأ الأنثى بتلقي الأسئلة المربكة من الجارات والأقارب عن عريس الغفلة،

ان الأنثى التي تقف وسط الحلقات الاجتماعية وهي تقبض على جمر تربيتها ودينها ، تسعى الى الحصول على الشهادة الجامعية ، مثلما تسعى الى تحقيق ذاتها بالحصول على عمل يبرر وجودها ، تقع وحينما تنتهي من هذه الانجازات في فخ العنوسة.

هذا يحدث بسبب الشاب الذكر الذي تجاوز سن الثلاثين ، ويريد ان يتزوج من فتاة تصغره بعشر سنوات ، يفعل هذا مستنداً على قاعدة التوفير في العمر ، بمعنى بما ان القاعدة تقول ان الانثى تهرم قبل الرجل ، فالصحيح ان اي زوجة يجب ان تصغر زوجها بما لا يقل عن عشر سنوات. لتحقيق التوازن العمري في الزواج.

ان مسلسل "عايز اتجوز" الذي يتناول اشكالية اجتماعية عربية معقدة بطريقة ظريفة وخفيفية ومضحكة في اغلب الاحيان ، هو مسلسل يكشف عن عورتنا الاجتماعية ازاء مشكلة العنوسة التي تعاني منها الانثى العربية.

والغريب ان مسمى العانس لا يمكن ان يمس الذكر الذي فاته قطار الزواج ، وربما هنا يكمن اساس المشكلة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور