دخلت عملية تجميل الفنانات مرحلة التغول ، وصارت الفنانة تسأم من خلقتها فتبدأ بتقبل اقتراحات خاصة من مدير أعمالها ، أو من أخصائي التجميل بتعديل خلقتها ، أو ملامح وجهها تحديداً بما يتناسب مع أشكال خاصة بفنانات عالميات.

وبهذه الطريقة بدأت المستشفيات الخاصة تتقبل العمليات السريعة الخاصة بمنح الفنانة ملامح جديدة. وقد أُتيح لي مؤخراً أن أطلع في أحد المواقع على وجوه فنانات عربيات قبل الشهرة ، وبعدها فاكتشفت أنه من الصعب أن تصدق بأن هذه الصورة هي للفنانة ذاتها. بسبب الفرق الهائل قبل عملية صيانة الوجه والملامح ، وبعدها.

فالفنانة التي تحولت إلى مشهد راقص يستجدي الإغراء والخلاعة ، هي لا تملك هذا الأنف الذي تراه ، ولا تملك أيضاً تلك الخدود ، التي هي منتفخة بفعل عمليات مدروسة ، وهي لا تمتلك اتساع العينين بهذا الشكل ، ولا لونهما الذي يتغير بعدسات صناعية.

فالعيون ذات اللون أللوزي هي محض عدسة لاصقة ، وكذلك الزرقاء والخضراء ، وحتى الرموش التي تتراقص فوقهما هي صناعية.

حتى الصدر العامر الذي تراه يترجرج هو في الأصل محشو بمادة السليكون التي تمنحه الحجم الذي تريد.

إننا إذن إمام فنانة مزورة الخلقة استطاعت بواسطة الفبركة الإعلانية والحفلات ذات الأجر العالي والخرافي أحياناً ، أن تقترح الشكل الذي تريد. وأن تتسيد "البوستر" بملامح هي من ألفها الى يائها محض تزوير.

والأمر لا يتوقف عند هذا الحد فهناك عمليات شفط الدهون ، التي أدت إلى وفاة فنانة مصرية قبل سنتين ، وهناك العمل الدؤوب عند بعض الفنانات في محاربة الهرم بعمليات التجميل التي تحاول أن تعيد الفنانة الى صباها.

وكثيراً ما نشاهد بعض الفنانات اللواتي يرفضن رفضاً قاطعاً الانصياع إلى تجاعيد الزمن في ملامحهن فيبدأن بعمليات تجميل تظهر الوجه وكأنه مسخوطاً بسبب كثرة الشد في الملامح. وحين تبدأ الحديث تشعر بأن فمها قد فقد طواعيته في النطق ، فيبدو الكلام محزوقاً ومبتسراً.

ان الفنانات العجائز اللواتي يرفضن بصمات الزمن فوق ملامحهن ، تحولن إلى مخلوقات فضائحية بسبب عمليات التجميل التي ضربت الرقم القياسي في تعديل خلقتهن.

وفي العودة إلى زمن الفن الجميل نلحظ ان فاتن حمامة ظلت فاتن حمامة ، وأن هند رستم ظلت هند رستم ، وكذلك شادية ومديحه يسري ويسرا والراحلتين سعاد حسني ومديحه كامل.

والسبب طبعاً ان فنانات الزمن الجميل هن في الأصل جميلات ولم يحتجن الى مشارط الأطباء كي يرممن ملامحهن التي هي في الأصل جميلة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور