حدودنا مع إسرائيل ما زالت بين الفينة والأخرى ترشح بالأخبار العدوانية التي تنعكس بشكل عدواني جارح على المناطق الحدودية ، فأحياناً يشب حريق من الجهة الفلسطينية المحتلة سرعان ما يمتد حتى يصل الى الحدود الأردنية ، ويدفع تكاليف ذلك الحريق - الذي هو على الأغلب بفعل فاعل صهيوني - المواطن الذي يجاور تلك الحدود المحتلة من أرضه وزرعه.

والأمر يتعدى ذلك أحيانا الى تلويث يقوم به العدو الإسرائيلي لمياهنا ، فيتجرع المواطن بعض ذلك التلويث التي تظهر آثاره لاحقاً من خلال أمراض عجيبة وغريبة ، لها ايقاعها المخبري الموجع.

وأحياناً يصل الأمر الى "جرثمة" مزروعاتنا على تلك الحدود ، كي تتلف بعض مزروعاتنا ، وأنا هنا لا أبرئ "دودة" البندورة التي أفسدت محصولنا الزراعي هذا العام من إفك العدوان الإسرائيلي.

وقبل أيام قامت اسرائيل بتفجيرات على الحدود المتاخمة لحدودنا ، وظن كل مواطن اردني سمع بتلك التفجيرات أن ذلك بسبب هزة أرضية ، بينما فسر العدو الصهيوني ذلك بأنه نتيجة تفجيرات لألغام مزروعة في الأراضي المتاخمة لحدودنا.

ولعل الطفل الأردني تامر العجارمة "12" عاماً من منطقة أم البساتين ، دخل في رعب تلك التفجيرات التي سترتسم جرحاً غائراً في روحه الطفولية ، ذلك أنه وفي لحظة إحداث تلك التفجيرات سقط من سقف كراج انهار جراء اهتزازات سببها ذلك الانفجار.

وبالطبع ولأن اسرائيل تعتبر نفسها أكبر من أي توضيح مُسبق يمكن أن تمارسه على حدودها مع الأردن ، لم تكلف نفسها اخبار السلطات الأردنية بتلك التفجيرات التي أرعبت المواطنين.

والطفل الأردني "براء" الذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى البشير ، هو بالتأكيد ضحية تجاوزات لعدو همه الأساسي تقويض أمن الأردن ، وتحطيم معنويات شعبه ، بتلك الإجراءات الكيدية.

والحال فإن الحكومة الأردنية مطالبة بوضع حد لتلك العنجهية الإسرائيلية ، ولمثل ذلك التطاول الحدودي الذي لم يعد محتملا ، ذلك أنه ليس مطلوباً من الحكومة الأردنية أن توضح "خزعبلات" الإجراءات العدوانية الصهيونية على الحدود الأردنية ، بل أصبح من المطلوب التعامل مع مثل تلك التجاوزات بجدية رسمية حكومية لا تحتمل التأويل.

إنه ديدن اليهود في الاعتداءات الخبيثة التي تحتاج منّا ومن حكومتنا الأردنية وقفة حازمة.

والاعتذار كل الاعتذار للطفل براء العجارمة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  خليل قنديل   جريدة الدستور