يا مُنيَةَ الروح 

 
يَا مُنْيَةَ الرُّوحِ ضَيَّعْتُ المُنَى تِيهَا
ولَوْعَةَ الأَمْسِ مَنْ لِلنَّفْسِ يُرْدِيهَا!  
قَدْ كُنْتُ آوِي إِلَى حُبٍّ سَمَوْتُ بِهِ
مِنَ السَّعَادَةِ أَسْمَى مَنْزِلٍ فِيهَا
يَسْلُوكَ نَبْضِي إِذَا مَا الْعَيْشُ أَوْقَفَهُ
عَلَيْهِ أَوْ حَرَّكَتْ نَفْسِي دَوَاعِيهَا
فَالْقَلْبُ مُضْطَرِبٌ وَالحسُّ مُغْتَرِبٌ
وَالرُّوحُ شَائِقَةٌ مَنْ سَوْفَ يُحْيِيهَا
لاَ تَسْتَقِيمُ علَى حَالٍ يُعذِّبُهَا
بِالْبَيْنِ أَوْ تَهْتدِي إِلاَّ ببَارِيهَا
دَعَا الْوِصَالُ فُؤَادِي فَانْزَوَى خَجِلاً
يَا وَيْحَهُ! ضَلَّ كِبْرًا وَانْزَوَى تِيهَا
لا يَخْجَلُ الْقَلْبُ مِنْ نُورٍ دَعَاهُ سِوَى
إِنْ كَانَ يَهْوَى مِنَ الدُّنْيَا دَيَاجِيهَا 
أَوْ صَفَّدَتْهُ شُجُونُ الأَرْضِ وانْتَصَرَتْ
حَيَاتُهُ لِحَيَاةٍ كَان يَجْفُوهَا  
فَبَاتَ فيِ سَلْوَةٍ عَنْ رُوحِهِ حَجَبَتْ
عنْهَا الضِّيَاءَ هُمُومٌ ذَاقَ قَاسِيهَا
أَرِقْتُ لَيْلاً بِهَا حَتَّى صُرِفْتُ بهَا
عَنِ الضِّيَاءِ وأَرْدَى الْقَلْبَ عَادِيهَا
حَتَّى نَضا عَنْهُ أَثْوَابَ الْهُدَى فَبَدَا
مُجَرَّدًا ضَائعًا مَعْنَاهُ مَشْدُوهَا 
وَهَامَ فِكْرِي شَرِيدًا وَانْطَوَتْ كَبِدِي
عَلَى شَجَاهُ وآلامٍ يُعَانيهَا 
وَكَمْ رَغِبْتُ إِلَى نَفْسِي بمَحْضِ هَوًى
بِهِ انخدَعْتُ، فَلَمْ أَلْبَثْ أُجَارِيهَا
لَوْلاَ رَأيْتُ ضِيَاءً لاحْتَمَلْتُ بِمَا
تُسْدِي إلَيَّ مِنَ الزَّلاَّتِ عَاتِيهَا
عَدَوْتُ مِنْهَا إِلَيْهَا وهْيَ حَائِلَةٌ
دُونِي وَدُونَ مَعَانٍ كَمْ أُرَجِّيهَا!
فَيَا مُنَى الرُّوحِ أَبْعِدْهَا وَحُلْ أَبَدًا
بَيْنِي وَبَيْنَ ظُنُونٍ لَسْتُ أَرْجُوهَا
قَدْ ضِقْتُ ذَرْعًا وَأَفْكَارِي مُقَيَّدَةٌ
بهَاجِسٍ مِنْ ظُنُونِ النَّفْسِ يُعْمِيهَا
وَلَيْسَ يَحْجُبُ قَلْبِي غَيْرُ سارِيَةٍ
منَ الأَمَانِيِّ تَدْعُونِي وَأَدْعُوهَا
وَلَيْسَ يَحْجُبُنِي عَنْهَا سِوَاكَ فَحُلْ
بَيْنِي وَبَيْنَ سَنَاهَا، وَامْحُ سَارِيهَا

 عنوان القصيدة: يا مُنيَةَ الروح 

بقلم د. محمد ياسين العشاب


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر   الآداب