قد يكون بعضنا سمع بالحكاية الرمزية، التي تقال احيانا حول قائد من قادة الحزب الشيوعي السوفييتي، في ذروة مكانة موسكو الشيوعية، إذ قام بزيارة الى دولة إسلامية آسيوية من ذات الشعوب الكبيرة والمشاكل الكبيرة، وتجول فيها واطّلع على اسلوب حل المشكلات وإدارة شؤون الناس، ثم عاد الى موسكو.
وفي اليوم التالي لعودته دخل عليه رفاقه من القيادة الى المكتب فوجدوه يتحدث عن قدرات المسلمين الذين زارهم، وانه آمن أن الله تعالى موجود، مما أثار صدمة رفاقه وغضبهم، لكنه برر تحوله بأن ما راه من فوضى وعقم في التعامل مع المشكلات ومواصفات المسؤولين وكيف يصبح الفرد مسؤولا وكيف يدير امور تلك الشعوب الكبيرة وكيف ان الناس تسمع الكلام الجميل، لكنها لا ترى فعلا منظما، وبالرغم من كل هذا فإن تلك الدول مازالت حيةـ والحياة تدور عجلتها، وهناك انتخابات وحكومات وشعوب وهتاف، مع ان المنطق ان تلك المقدمات تقود الى كوارث على البلاد والعباد، ولهذا أيقن انه لولا عناية الله ورحمته بالناس ورأفته بتلك الشعوب لكانت في اوضاع لا تليق بالبشر.
تلك القصة الرمزية ينقصها القول ان من سنن الله تعالى بعباده، والتي يسير عليها الكون، ان البشر هم من يصنعون حياتهم، وأن الله تعالى يجعل البشر يذوقون نتائج فعل ايديهم، وان رحمته تستوجب دائما الدعاء والعمل. لهذا تجد بلدان امتنا تتراكم مشاكلها، إذ تضيع ادنى فرص التعلم وتكرر اخطاؤها وتسلم العديد من مفاصل امورها الى من يزيدون البؤس بؤسا.
كسر الجرة
نسمع في الامثال ان أي بيت يكون فيه شخص ثقيل ومؤذٍ من جار او ضيف ثم يغادره ويتركه الى الابد يقوم الناس في البيت او الحي بحمل جرة او اكثر وكسرها اثناء مغادرته.
هذا الفعل، هل هو تعبير عن فرح برحيل الشخص او الاسرة او الجهة التي تكون رديئة الفعل ولا تحسن عملها ولا تعطي لمن حولها ما يستحقون، ام ان كسر الجرة هو نوع من الفعل الذي يعطي الامان للناس بأن عودته الى الحارة او البيت مستحيلة كما هي عودة الجرة الى كامل صحتها مستحيلة، لأن الفخار ليس من السهل تجميعه بعد كسره، بخاصة أن الفرح برحيل الجار السلبي او الضيف الثقيل يكون مصدر طاقة للشخص في ان يرمي الجرة بكل قوة على الارض لتتحول الى قطع صغيرة تتناثر بما يجعلها تاريخا غير قابل للعودة.
لكن تطبيق هذا المثل في عالم السياسة في امتنا يجعلنا نحتاج الى مصانع كبيرة لإنتاج جرار الفخار او يجعلنا نحجم عن كسر الجرة لرحيل أي مرحلة لأن المراحل القادمة ليس بالضرورة انها افضل حالا.
متقاعدو التربية                   
مع اليوم الاخير من الشهر الماضي اصدر وزير التربية قرارا بإحالة كل موظف في الوزارة زادت خدمته على 30 عاما إلى التقاعد، باستثناء معلمي الميدان، اعتبارا من اليوم التالي الاول من الشهر الحالي.
العديد ممن شملهم التقاعد استغربوا ان تصلهم الكتب، قبل يوم من موعد الإحالة، وبعضهم يستحق الدرجة الخاصة مع نهاية العام بعد 14 عاما في الاولى، ولديهم، كما يقولون وعود قاطعة بهذا وبعضهم، ومنهم مديرة في محافظة الكرك، وصلت الى المرحلة الاخيرة من جائزة المدير المتميز.
جميع اعتبارات غابت عن الوزارة مما يستدعي ان يجد هؤلاء تفهما لحقوقهم من الوزير، فالتقاعد حق للوزارة لكن من دون ان يكون له آثار سلبية على حقوق المشمولين به.

المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   سميح المعايطة   العلوم الاجتماعية