أسابيع قليلة وسينتهي العام 2009 الذي اعتمدته الدولة عاما للزراعة، ومن الضروري ان نجد لدينا مسارا تقييما نحدد من خلاله ما أنجزته الحكومة على هذا  الصعيد، وهل كانت الحكومة جادة وهل كان لديها مسار علمي للإنجاز والاهتمام والرؤية ام انها اكتفت عبر وزارة الزراعة وكل الجهات المعنية بالحديث عن عام الزراعة وإعلان التزامها النظري بالشعار والتوجيهات الملكية.
حتى نكون منصفين، فإن الحكومة لم يكن مطلوبا منها موسم زراعي جيد لأن هذا مرتبط بالأمطار وإرادة الله تعالى، وليست مسؤولة عن إنجاز معجزات لقطاع مكتظ بالمشكلات ويعاني من مشكلات متراكمة. لكن اول اشكال التقييم أن تكون الحكومة امتلكت رؤية لإنجاز تحول في مسار القطاع الزراعي، وان تكون قد بدأت طريقا للخروج من مشكلات القطاع وتحويله الى قطاع حقيقي له دور اقتصادي اجتماعي.
التقييم يحتاج الى عملية علمية تقوم بها اطراف المعادلة الزراعية، لذلك ندعو الى تقييم ما انجزته الحكومة لإنجاح فكرة عام الزراعة، وألا يذهب العام من دون محاسبة او مكافأة من انجز، لأن الشعار لم يكن حالة ترفيه بل دعوة لاعطاء الاولوية لإنقاذ الزراعة والبدء بحل مشكلاتها المتراكمة.
من الواجب ان يعلم الاردنيون إنْ كانت حكومتهم تعاملت بجدية وبشكل منتج مع فكرة عام الزراعة ام انها مررت الشهور باجراءات عادية لم تكن تحتاج الى ان يكون للزراعة عام او شهر او يوم، وربما من المفيد ان نجد إجابات عن اسئلة كبيرة تخص الزراعة ومنها:ـ
1- ماذا فعلت الحكومة لحل مشكلة التسويق واظهار فكرة شركة التسويق التي يسمع الناس عن قرب ظهورها منذ عدة حكومات وما تزال حتى اليوم فكرة فاقدة للحياة. والتسويق وبخاصة لصغار المزارعين واحد من المشكلات الكبرى، والشركة من الحلول المفصلية لهذه المشكلة.
2- ماذا فعلت الحكومة لرفع نسب زراعة الحبوب والأعلاف، وهو مشروع كبير جدا نسمع عنه. وكانت هنالك افكار لزراعة الشعير وتشجيع الناس على زراعة القمح، فهل أحرزنا تقدما وهل كان التحفيز حقيقيا وهل يتناسب ما يقال مع ارقام تقول اننا نستورد 99% من الحبوب؟
3- ماذا فعلت الحكومة لإعادة الاعتبار لقطاع الزراعة كقطاع اقتصادي اجتماعي تعيش منه نسبة ليست قليلة من المجتمع. ونسأل عن الرؤية والاجراءات التي تمت.
 
4- وماذا عن كفاءة الوزارة من حيث الادارة والكفاءات والآليات والارشاد وغيرها من القضايا التي يعلم كل الوزراء انها مشاكل حقيقية وان العديد من المديريات في حالة ضعف من حيث القدرات والاليات واستغلال الكفاءات.
 
5- وماذا عن الاوضاع المعيشية للمزارعين، وعن قدرات الجهات الممثلة للمزارعين وعن الكثير من المشاكل التي تسمعها الحكومة من كل المزارعين بما فيها العمالة الزراعية.
 
6- واخيرا هل كان الفريق الوزاري المعني بإحداث نقلة في قطاع الزراعة في مستوى هذه المهمة ام انه مثل الكثير من المواقع لتصريف الاعمال.
 
الكثير من الاسئلة يمكن ان يتم طرحها لتقييم اداء الحكومة في تجسيد عام الزراعة، ومنها ايضا ما يتعلق بالاستراتيجية ومدى ما تم تطبيقه منها، لكن المهم ان يجد المواطن وبخاصة المعني بالزراعة ان الجهات المسؤولة وضعت يدها على جروح الزراعة وبدأت طريقا نحو الحلول. وان عام الزراعة كانت له اثار حقيقية ولم يكن عنوانا في الصحف وجزءا من تصريحات الوزراء، بينما المشاكل كما هي وخطواتنا محدودة التأثير، كما كان الامر عبر عقود مضت حولت الزراعة الى عبء على اهلها وعلى الدولة، بعد ان كنا مجتمعا زراعيا. 
فهل كان هذا العام عاما للزراعة ام عاما تحدثنا فيه عن الزراعة ومشاكلها؟ هذا ما يجب ان نعرفه جميعا.

المراجع

alghad.com

التصانيف

صحافة   جريدة الغد   سميح المعايطة