بدأ علم البارساكيولجي بالتجذر في مجتمعاتنا العربية والعالمية عموماً، وصارت المعرفة بالطاقة الكامنة في النفس البشرية تتوسع في مناهج ومدارس وكتيبات وتنظيم دورات لتدريب النفس البشرية على فن استقبال الحياة والتفاؤل، وصار هناك مؤسسات لتنظيم مثل هذه الدورات تقيمها في معظم عواصم العالم.
والمهم في هذا المقام هو معرفة ان لكل منا طاقة كهرومغناطيسية تبثها أجسادنا، وان ثمة هالة نورانية تحيط بحضورنا البشري أنّا ذهبنا، وأن هذه الهالة تعتمد في وجودها على احتمالين هما اما أن تكون ايجابية فتفيض على من حولها ايجابية قادرة على منح الفرح والبهجة، أو تكون سلبية فتعمل على بث الكآبة على كل من يتواجد في اطار اشعاعاتها.
وتصدق هذه النظرية تماماً حينما نستعرض تجارب نعيشها، فيقول الواحد منّا حينما يلتقي بالصدفة أحد الشخوص، ودون أن يتبادل معه أي نوع من الحديث، أن هذا الشخص ومنذ رأيته لم ارتح اليه ولم يدخل "لي على قلب". وتصدق هذه النظرية حينما تتعود على مجالسة بعض الشخوص بحكم المعاشرة القسرية مع الاصدقاء، لكنك في كل مرّة تراه مقبلاً تتعوذ تلقائياً من الشيطان بسبب هذا الحضور. وتكتشف مع توالي اللقاءات أن هذا الشخص محاط بطاقة سلبية لها قدرة على تحطيم كل الايجابيات التي تحيط بها.
وعلى العكس من ذلك فان صاحب الطاقة الايجابية حينما يقبل عليك فانه يدخل البهجة الى قلبك، ويجعل روحك تستنفر وهي باحثة هي الاخرى عن طاقاتها الايجابية كي تتوازى مع تلك الطاقة.
فالصديق الذي وحينما تراه يجعلك تتحرك باتجاهه وانت تلثمه بالتقبيل والعناق وانت تفرح بحضوره هو الصديق صاحب الطاقة الايجابية، والصديق الذي يجعلك تنهض من قعدك وانت تمد له يداً بلاستيكية كي تصافحه وانت تشعر تجاهه بالغيظ فهو صاحب الطاقة السلبية.
والحال فان النفس البشرية هي مساحة رحبة للطاقتين الايجابية والسلبية، وان من المهم عند الفرد البشري تدريب طاقاته التثورية على انهاض طاقاته الايجابية، وان مجتماعتنا العربية تسعى على الاغلب لتفادي الطاقة الايجابية والتركيز بشكل يبدو شبه متعمد لايقاظ طاقاتها السلبية، وربما من هنا نجد ان الطاقة السلبية تغلف كل علاقاتنا، وتعيث فساداً وشجارات ومناكفات كيدية وتصنع ضغائن.
اننا بحاجة بالفعل الى العودة الى الحفر عميقاً في منجم الذات البشرية التي نتعايش معها كي نثور طاقتها الايجابية بعض الشيء التي ستكون كفيلة بانقاذنا من كل هذا البؤس الذي صار يحط فوق صدورنا صبح مساء.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة خليل قنديل جريدة الدستور