صَحِبْتَ الدُّجَى واعْتَادَكَ النَّجْمُ والبَدْرُ
أَمَـا آنَ يـا لَـيْـلُ انْـجِــلاَؤُكَ عـن iiسَـنًا
رَأَيْـتُـكَ يـا وِجْـدَانُ تَسْـبَحُ في iiالدُّجَى
شَـجَـاكَ ظَـلاَمٌ طَـالَ حتى iiتَـعَــوَّدَتْ
فـَيَـا قَـلْـبِ ذُبْ مِـمَّا تَــرَاهُ وَيَـا iiدَمِـي
ودَاعٍ دَعَـانِي جُـنْـحَ لَيْـلٍ إلى iiالأَسَـى
بِـرَبِّـكَ دَعْــنِي! فـَالـشَّـجِـيُّ iiمُـعَـذَّبٌ
فإنْ زِدْتَـنِي فـوقَ الـَّذِي فِـيَّ لم iiيَعُـدْ
وليـس لِعَـانٍ في حِـمَى الليلِ رَاحَـةٌ
بِـرَبِّــكَ دَعْـنِـي للــفُــؤَادِ ومـا iiبِـــهِ
* * ii*
أيـا لَـيْـلُ لا تُـثْـقـِلْ عَـلَـيَّ ولا iiتَـزِدْ
ولـولا نـجـُـومٌ في سَمَاكَ iiمُضِيـئَـةٌ
ولا ذَكَرَ البَالُ الحَبِيبَ ولا iiجَــرَتْ
تَذَكَّرْتُ قلبًا كَمْ حَبَاني مِنَ iiالهـوى
فـَلـَمَّا بـَدَا مِـنِّـي السُّـلُـوُّ أَسَـى iiبِـهِ
وإذ جَاءَنِي يبكِي ويَرْجُفُ iiلَوْعَـةً
فَيَا وَيْحَ قَلْبَيْنِ اسْتَحَالاَ مِنَ iiالأَسَى
شُغِفْتُ بِبَـدْرٍ صَـدَّنِي عَـنْهُ iiبُعْـدُهُ
شُغِفْتُ، وإنِّي قد شُغِلْتُ عَنِ الوَفَا
فيا مُهْجَتِي هاذي حَيَاتِي iiسَبَيْتَهَا
* * ii*
أَيَا لَيْـلُ كَـمْ أَزْرَتْ بِعِـزَّةِ iiأُمَّـتـي
ولَوْ أَدْرَكَتْ مَا اسْتَيْأَسَتْ مِنْ iiحَيَاتِها
وكيفَ لِمَنْ ضَلَّ السَّـبيلَ بِرَأْيِه
مَتَى عَشِقَ المَجْدَ الذَّلِيلُ أَوِ iiارْتَقَى
إذا خَفَضَ الهَامَ انكِسَارًا وذِلَّــةً
ولَوْ كان في دُنْيَاهُ يُبْصِرُ أو iiيَرَى
ولِلنَّـفْـسِ أوهـامٌ وللعقـلِ عِلَّــةٌ
فَوَا عَجَبًا مِنْ تَابِعٍ ظِلَّ iiغيـرِهِ
أَلَمْ يَـرَ كيف اللهُ دَمَّـرَ iiصُنْعَــهُ
وأنَّا ضَلَلْنَا بالغَريبِ iiسَـبـيـلَـنَـا
وأَهْوَاؤُنَا أَهْدَتْ إِلَيْنَا iiشُرُورَهَا
وأَنَّ لنا نُورًا سَلَوْنَاهُ iiفانْـبَـرَى
فَمَنْ جَـاءَهُ مِـنَّا سَـمَا iiبِفُـؤَادِهِ
ونحنُ به كُنَّا ولولاهُ ما iiصَفَتْ
* * ii*
أَخَا السُّهْدِ لا تَجْزَعْ لَقَدْ أَوْشَكَ iiالضِّيَا
عَزَمْتُ وما بَعْدَ العزيمةِ iiحَائِـلٌ
وكيف لعَزْمِي أن يَضِلَّ وإن iiأَبَى
أُوَاجِهُ نفسي إن تَمَنَّـتْ iiوبُغْيَـتِـي
أَلاَ فاشْهَدِي نفسي عَلَيَّ إذا iiهَوَتْ
وإنْ أنا لَـمْ أَعْبَـأْ بِرُشْـدٍ iiوشَدَّنِـي
|
|
أَخَا السُّهْدِ لا تَحْزَنْ، لَقَدْ أَوْشَكَ الْفَجْرُ!
فإنَّ شُجُـونَ اللَّيْلِ ضَاقَ بِـهاَ iiالصَّـدْرُ
وأَرْضُـكَ قَـفْـرٌ ليس يُـشْـبِـهُــهُ iiقَـفْـرُ!
عَلَيْهِ نُـفُوسٌ لَيْسَ فيِ طَـوْقِـهَا iiصَبْـرُ
تَوَقَّفْ، ويا وِجْدَانُ ما مُهْجَتِي iiصَخْرُ!
فَقُلْتُ: أَمَا يَكْـفـِيـكَ مَا كَانَ يَا iiعُـمْـرُ
وَسِـرْ لِخَـلِيٍّ لَيْسَ فيِ صَدْرِهِ جَـمْـرُ!
لَدَيَّ فُـؤَادٌ، وانجَـلَى عَـنِّيَ الصَّـبْــرُ
وَلـَيْـسَ لِـعَـانٍ أَنْ يُضيءَ لـه iiفَـجْــرُ
وَزُرْ خَالِيًا ما هَاجَ أشْوَاقَـهُ iiالشِّعْــرُ!
* * ii*
شُجُونِيَ أَشْجَـانًا فَيَهـْجُـرَنِي iiالبِشـْرُ
وبَدْرٌ لـَمَـا كـان الفـُؤَادُ ولا iiالفِـكْــرُ
دُمُوعِيَ مِنْ ذِكْرَى ولا هَاجَنِي iiالذِّكْرُ
ورَوَّى حَيَاتِي مِنْ هَوَاهُ النَّدَى iiالغَمْرُ
وأَحْـزَنَنِــي أنِّـي لـِذَلـِـكَ iiمُـضْطَـرُّ
نَذَرْتُ لَهُ نَـذْرًا فـلَمْ يَـشْـفِـهِ iiالنَّذْرُ
هَـبَاءً، وأَصْمَى ما بِقَلْبَيْهِمَا iiضُرُّ
بنَفْسِي نَأَتْ رَغْمًا فأَنْهَكَهَا iiالسَّيْرُ
وأَخْفَيْتُ ما لَمْ أُبْدِ، حتى قَضَى الدَّهْرُ
فلا تَنْسَ أيَّامًا طَوَى حُسْنَها iiالهَجْرُ
* * ii*
شُجُونٌ، وأَرْدَتْهَا خُطُوبٌ بها iiكُثْرُ
فـإِنَّ لها مِـنْ بَعْـدِ ذِلَّـتِـها iiنَصْرُ
وأَنْـكَـرَهُ أنْ يَسْـتَـبِـيـنَ لـه الأَمْـرُ
مَعَارِجَهُ مَنْ دَأْبُهُ في العُلاَ صِفْرُ
بها شَهِدَ الماضي،ويَشْهَدُهَا iiالعَصْرُ
بِعَيْنَيْهِ لا عَيْـنَيْ سِـوَاهُ بَـدَا iiالخَيْـرُ
وفَرْطُ سَقَامِ العقلِ إنْ شَابَهُ iiالكِبْـرُ
يُفَاخِرُ فَخْرًا ليس مِنْ بعـدِه iiفَخْـرُ!
وأَعْوَانُهُ في الشر ليس لهم iiحَصْرُ
وأَنَّا به قد مَسَّنا السُّـوءُ iiوالضَّـيْرُ
وغَابَ هُدَانَا مِثْلَمَا غُيِّبَ iiالطُّهْرُ!
عَلَيْنَا دُجًى في قَلْبِهِ الشَّجْوُ والوِزْرُ
ومَنْ جَاءَ مِنَّا غَيْرَهُ سَعْيُهُ iiخُسْرُ
صُدُورٌ، ولا كان الضِّيَاءُ ولا iiالبِرُّ
* * ii*
ولا تَسْأَمِ الدنـيـا، فبعـد غَـدٍ خَيْرُ
وقَرَّرْتُ أمرًا ليس مِنْ بعده iiأَمْرُ
فؤادِيَ أو دُنْيَا بأسرٍ هِيَ الأسْرُ
إذا لَمْ تَرُمْ خَيْرًا فيَقْهَرُهَـا iiالخَيْرُ
حَيَاتِي! فَبَعْدَ الْيَوْمِ لم يَبقَ لي iiعُذْرُ
إلى الهَوْنِ وِجْدَانِي فَمَا لِغَدِي iiذِكْرُ |
عنوان القصيدة: صَحِبْتَ الدُّجَى
بقلم د. محمد ياسين العشاب
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب