يمكننا كأردنيين في ظل كل ما يجري أن نحدد لأنفسنا مسارا أردنيا نتجاوز من خلاله كل التداعيات المحلية والخارجية، وأن نخرج من دائرة غير مغلقة وقائمة على مبدأ الصراع وربما الاستقواء والتي قد لا تصل بنا الى النهايات السعيدة التي نتمناها، وربما يكون من المناسب الوقوف على المحددات التالية:
- علينا أن نبني المعادلة الإصلاحية على قاعدة أردنية وطنية تأخذ بعين الاعتبار ثوابت الدولة وهويتها، كذلك أن نمتلك الإرادة السياسية التي تجنبنا تكرار المماطلة والتعثر وسياسة الدوران في حلقات مفرغة.
- تحديد أجندة الإصلاح والأهداف النهائية يجعلنا نعرف مقدار الإنجاز، فقانون الانتخاب وما معه من التشريعات السياسية يجب تحديدها في قائمة، نعمل للتوافق حولها.
والتوافق يعني حالة وسطية وليس رضوخ كل الأطراف لرأي جهة واحدة؛ فالتوافق سلوك ديمقراطي لا يتبعه الحرد والخروج من الحالة الإجماعية إلى خلاف جديد.
-  علينا أن لاننسى أن الأردنيين يغضبهم ضعف آليات مكافحة الفساد، ويرضيهم أن يجدوا أمامهم نماذج عملية في معاقبة المفسدين، بعد حرب كلامية خلال عقدين من الزمان.
- جزء من غضب الأردنيين حرصهم على قوة دولتهم وهويتها، وأن لا تكون الدولة الأردنية ساحة لدفع أثمان لحل قضايا الآخرين وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
- أما الملف الاقتصادي؛ فإن علينا أن ندرك أن خيارات الدولة فيه محدودة، فأي حكومة لن تكون قادرة إلا على بعض الحلول التي قد توفر فرص عمل أو تزيل الظلم التاريخي في ضعف التنمية في أرجاء المملكة، لكن علينا أن ندرك أن الأردن لن يتحول إلى دولة غنية، وأننا لن نتحول إلى عالم الرفاه النفطي.
إننا بحاجة أن نحدد الحدود القصوى المطلوبة للإصلاح الاقتصادي، وأن نملك خريطة طريق للتخفيف على الناس لكن ليس من خلال نهج المعونات والصدقات بل من خلال عملية اقتصادية قابلة للحياة.
- يحتاج الأردنيون الى حالة طمأنينة سياسية، ليس فقط على ثوابت الدولة وهويتها بل على المؤسسية وقوة مفاصل الدولة، وأن يعاد النظر بكل شخص يسند إليه موقع قيادي، لأن ما يقوله الأردنيون خوف على قوة المواقع القيادية وقدرتها على التأثير.
- في زحمة ما يجري حولنا، فإن من الضروري أن نفكر بطريقة وطنية لإصلاح داخلي، بعيدا عن أي استقواء على الدولة بما حولنا من ظروف، وبعيدا عن أي قناعة لدى أي كان بأن الدولة في حالة ارتباك أو ضعف يجب استغلالها لتحقيق المراد، لأن هذا التفكير، إن وجد، سيخرج بفكرة الإصلاح إلى إطار آخر من الميكافيلية وأشياء اخرى.
لا بديل من الإصلاح،  لكننا نريده إصلاحا بلغة أردنية وضمن محددات مصالحنا الوطنية، بعيدا عن لغة الاستقواء على الدولة أو شراء الوقت وهدر الفرص.

المراجع

ammonnews.net

التصانيف

جريدة الغد   صحافة  سميح المعايطة   العلوم الاجتماعية