في أسماء الأحجار ومصطلحاتها

عند العرب


فجَّرَ الإسلام طاقات العرب الكامنة، فانطلقت قبائلهم تنساح في البلاد شرقًا وغربًا، وبانتقالهم من جزيرتهم أخذت اللغة العربية بالانتقال أيضًا إلى مواطن هي غير مواطنها الأصلية التي شهدت نموها فيها، وشعر علماء اللغة بفداحة ما سيحدث إن تبدَّدت اللغة بتفرُّق أهلها، فانطلقوا هم أيضًا يتعقبون أبناء القبائل، وجُلُّهم من أهل البادية أو القريبين منها، يسجلون ما تحفل به لغاتهم من مفردات عديدة ومتنوعة، وبهذا فقد حفلت كتبهم ومعاجمهم بأسماء البادية ومصطلحات أهلها، من نبات وحيوان وطير وحجر وماء ومطر وبئر وظواهر فلكية وطبيعية، فضلًا عما يعبر عن مشاعرهم الذاتية.


وفي الوقت الذي كان فيه اللغويون يسعَون من أجل جمع أكبر قدر من ألفاظ أعراب البادية، كان ثمة تطور هائل يجري في المناطق الحضرية، والتجمعات السكانية، وقوامه استقرار أبناء القبائل في المدن، وهجرة الفلاحين إليها، وتخلُّق حاجات اجتماعية وثقافية جديدة لدى أبناء المدن تستدعي نشاطات حرفية واسعة لم تكن معروفة من قبل، ولم يجد اللغويون في حرفيي المدن غير أنهم من عوامها، وضرورة من ضروراتها فحسب، أما أن يكونوا مقصدًا لهم يلتقطون من أفواههم ما يكون مادة لعلمهم اللغوي الرفيع، فذلك ما تأباه تقاليدهم الثقافية بل الاجتماعية، حين كانت الحياة القبَلية في البوادي الفسيحة مصدرًا للقيم العليا في المجتمع العربي، من إباء ونخوة وكرم وسلامة في القول والعمل.


وكان من نتائج هذه الجفوة بين اللغويين و(عوام المدن) أن أخذت العربية تستقبل، منذ القرن الثالث على وجه التقريب، أسماءً ومصطلحات عربية عديدة، عبَّرت عن حاجة مجتمعات حِرفية نامية بسرعة فائقة، هذا بينما وقفت الحركة المعجمية واجمةً إزاءها، لا تأخذ بها، ولا تدخلها في نطاق عملها، بل تجاهلَتْها تجاهلًا كاملًا، فتغافلت عن تقييد أسماء العديد من المواد الداخلة في الصناعة، وسكتت - إن ذكرتها - عن إيراد أي تعريف بها، أو لخصائصها، أو مواطنها، ولم تأبَهْ لما كان يضعه أهل العلوم الطبيعية والصناعات والحِرف من مصطلحات تفرضها ضرورة العمل، وتوجبها مستلزمات الاتفاق على لغة علمية مشتركة، هذا مع أن أصحاب المعاجم اللغوية لم يجدوا حرجًا في إيراد أسماء أعلام الناس والقبائل والأقوام والمواضع الجغرافية مما هو داخل في نطاق الكتب المؤلفة في تلك الموضوعات.


ويظهر أن إحساسًا عامًّا بهذه المشكلة قد أخذ بالنمو لدى أهل العلوم البحتة والصناعات، وبخاصة في القرون المتأخرة، فسعَوا - بخط موازٍ تقريبًا - إلى توضيح معاني ألفاظهم المتداولة في كتبهم العلمية، ولعل من المناسب هنا أن نذكر أول محاولة جادة في هذا السبيل، وهي كتاب (مفاتيح العلوم) للخوارزمي (توفي 387 هـ)، ثم تلته طائفة من المصنفات، منها كتاب (التعريفات) للجُرجاني (توفي 740 هـ)، و(جواهر اللغة في المصطلحات الطبية)، و( بحر الجواهر) وكلاهما لمحمد بن يوسف الهروي (توفي نحو سنة 924 هـ)، وغير ذلك، ثم تولى أصحاب الشروح والحواشي سد هذا النقص المعجمي، فكان أكثر مضامين أعمالهم في تفسير لفظ، وشرح لمصطلح ورد في المتن المشروح، وهو ما يفسر عدم ظهور معاجم متخصصة في الطب والفلك والرياضيات والمنطق مثلًا، حتى بات من العسير على محقق كتاب في مثل هذه العلوم أن يستفيد من معاجم اللغة في شرح لغةِ ما يحقِّقه، فهي تدور في عالَم غيرِ عالَمه.


ولقد أدرك الخوارزمي فداحة هذا النقص، حين ذكر أنه إنما وضع كتابه ليتضمن "ما بين كل طبقة من العلماء من المواضعات والاصطلاحات التي خلت منها أو من جُلِّها الكتب الحاضرة لعلم اللغة، حتى إن "في أبواب المبرز في الأدب إذا تأمل كتابًا من الكتب التي صنفت في أبواب العلوم والحكمة، ولم يكن شدا صدرًا من تلك الصناعة لم يفهم شيئًا منه، وكان كالأمي الأغتم عند نظره فيه".


والأحجار الكريمة هي واحد من المجالات التي عُني العرب بدراستها منذ عهد مبكر، ووضعوا فيها رسائل مهمة تناولت مختلف جوانبها الفنية والعلمية والتجارية، وكان لكل جانب منها أسماؤه ومصطلحاته؛ فهي - أي الأحجار - داخلة في نطاق التجارة إذا ما عُدَّت بعض ما كان يتنافس الناس في شرائه، ويتواضعون على تقويمه، وهي تدخل - أيضًا - في نطاق الجغرافية فيما يتعلق بتحديد مواطنها وأماكن استخراجها، وفي الجيولوجيا فيما يتصل بتعليل تكوُّنها في الطبيعة، واكتسابها - من ثم - ألوانها وخصائصها الأخرى..إلخ، ولما كان أصحاب الخبرة قد اكتشفوا عدة طرق لتحسين خصائص بعض الأحجار ورفع أقيامها، أو لهندمة شكلها بالصقل أو التعديل، أو لتقليدها بوسائل مختلفة، فإن طائفة كبيرة من هذه المصطلحات قد وجدت طريقها إلى لغة المشتغلين بها، من تجار ومثمِّنين وعلماء وكيمائيين إلخ، مما كان سببًا في إثراء هذه اللغة بالعديد من المواد الجديدة، إلا أن هذه المواد لم تجد طريقها - للأسباب التي ذكرناها - إلى كتب اللغويين وأصحاب المعاجم، فنتج عن ذلك نقص فادح في تلك الكتب والمعاجم، لم يسده أحد فيما نعلم.


ولقد عُنيتُ منذ حين من الدهر باستخراج هذه الأسماء والمصطلحات من مظانها، وتتبع مراحل تطور المصطلح الواحد، بما يوضح تاريخ نشوئه ودواعي تطوره، وتاريخ ذلك كله، فاجتمعت لدي حصيلة طيبة، سميتها (معجم أسماء الأحجار ومصطلحاتها عند العرب)، وكان أكثر ما رجعت إليه في بحثي، واستفدت من مضمونه العلمي:

1- كتب الأحجار نفسها، وهي كثيرة، مثل: (منافع الأحجار) لعطارد الحاسب البغدادي (ت 206هـ/ 821م) و(الجواهر وصفاتها) ليحيى بن ماسويه (ت 243هـ/ 857م) و(الجواهر والأشباه) ليعقوب بن إسحاق الكندي (ت 260هـ/ 873) و(خواص الأحجار) لحنين بن إسحاق (ت 260هـ/ 873 هـ) و(كتاب الأحجار) المنسوب إلى أرسطو، وهو من تأليف أحد العلماء العرب في القرن الرابع للهجرة، كتاب (الجماهر في معرفة الجواهر) للبيروني (ت 440هـ/ 1048) و(أزهار الأفكار في جواهر الأحجار) لأحمد بن يوسف التيفاشي (ت 651هـ/ 1293م) و(نخب الذخائر في أحوال الجواهر) لمحمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري المعروف بابن الأكفاني (ت 749هـ/ 1348م) و(سر الأسرار في معرفة الجواهر والأحجار) لعمر بن الشماع الحلبي (ت 936هـ/ 1529م) و(قطف الأزهار في خصائص المعادن والأحجار) لأحمد بن عوض المغربي (القرن 11هـ/ 17م)، وغير ذلك من كتب مخطوطة لم يطبع أكثرها.


2- كتب الأدوية المفردة، نظرًا لما كان يعزى للأحجار من منافع طبية متنوعة، فقد عدها مؤلفو كتب الأدوية المفردة مما يدخل في نطاق بحثهم، ومن ثم حفلت كتبهم بجملة كبيرة من أسماء الأحجار وخصائصها، ويمكننا أن نشير هنا إلى (الحاوي) لأبي بكر الرازي (ت 314هـ/ 929م) و(القانون) لابن سينا (ت 428هـ/ 1037م) و(الصيدَنة) للبيروني و(المعتمد في الأدوية المفردة) ليوسف بن عمر الرسولي (694هـ/ 1295م) وغيرها.


3- كتب الكيمياء، وتدخل فيها كثير من المعلومات عن خصائص الأحجار، وهي - من ثم - حافلة بجملة وافرة من مصطلحاتها، مثل رسائل جابر بن حيان في الصنعة، و(حقائق الاستشهاد) للطُّغرائي وغيرها.


4- معاجم اللغة، مثل العين والمجمَل والمخصَّص والقاموس واللسان والتاج، فقد اقتضى الأمر جردها جميعًا لاستخراج ما ورد فيها من أسماء ومصطلحات، وقد تأكد لي أن الأغلبية الساحقة من هذه المفردات لا صلة لها بما تضمه المجموعات الثلاث الأولى، كما أن معظم ما ورد من هذه المفردات لا وجود له في المعاجم المذكورة، فشكل مجموع ما استخرجته معجمًا قائمًا بذاته، يمكن عده مستدركًا على المعاجم العربية في هذا المجال.


أولًا: أسماء الأحجار:

لم تزد أسماء الأحجار في المعاجم اللغوية المعروفة على عشرة فقط، وقد وردت فيها دونما تعريف كافٍ، وأكثرها اقتصر في تعريفه على وصفه بأنه (حجر) فحسب دونما زيادة توضح ماهيته، أو شيئًا من خصائصه، هذا في حين تنامى عدد هذه الأسماء في المظان الأخرى على نحو كبير، فبينما بلغت لدى ابن ماسويه (27) اسمًا، زاد عددها عند المغربي إلى نحو (221) اسمًا، مما يدل على استمرار جهود الباحثين في هذا المجال عبر العصور، وتحقق إضافات جديدة في كل عصر، ويبلغ عدد الأسماء العربية الخالصة نحو 55% من مجموع هذه الأسماء، وهي تتألف من المجموعات الآتية:

أ - أسماء عربية أخذت من ألوان الأحجار:

 

حجر أبيض

حجر أخضر

حجر أسود

حجر أصفر

حجر أغبر

حجر نيلي

حجر سماوي


ب - أسماء عربية أخذت مواطن الأحجار:

 

حجر أرمني

يجلب من أرمينية

حجر أفريق

يجلب من أفريقيا

حجر بارقي

نسبة إلى بارقة قرب الكوفة

حجر البحر

يستخرج من شاطئ البحر

حجر بحري

تقذف به أمواج البحر، ذكروا أنه القنفذ البحري

حجر بحيرة

يجلب من بلاد الغور من الشام

حجر بلخش

يجلب من بلدة تسمى بلخشان

حجر تدمر

يظهر أنه منسوب إلى مدينة تدمر

حجر طرطوس

يجلب من طرطوس في ساحل الشام

حجر دمياطي

يجلب من أرض دمياط بمصر

حجر عراقي

يجلب من العراق

حجر كَرَك

يظهر أنه يجلب من بلاد الكرك في الشام

حجر حبشي

يجلب من بلاد الحبشة

حجر خوارزمي

يظهر أنه يجلب من خوارزم

حجر إفرنجي

يظهر أنه يجلب من بلاد الإفرنج

حجر مكي

يجلب من أطراف مكة، ومنه ما يجلب من الهند

حجر منفي

يوجد في مدينة منف من مصر

حجر مصر

يجلب من أرض مصر

حجر كرماني

يجلب من بلاد كرمان

حجر مغنيسيا

يظهر أنه يجلب من مغنيسيا في بلاد اليونان

حجر هندي

يجلب من بلاد الهند

حجر نبطي

نسبة إلى النبط


جـ - أسماء عربية أخذت من أسماء الحيوان:

سُميت بها لتشابه ألوانها بألوان أجناس الحيوان، أو لتصور وجوده في بعض أجسامها، أو لأسباب أخرى، ومنها:

 

حجر بقر


حجر ثور


حجر الحباري


حجر الحية


حجر حوت


حجر خطاف


حجر الدجاج


حجر عقاب


حجر عين الهر


حجر الفأر


حجر كلب


حجر أبو براقيش

نسبة إلى طائر ملون الريش بهذا الاسم

حجر ناقة


حجر الإوزة الكبيرة


حجر التيس



د - أسماء عربية أخذت من خواص الحجر نفسه:

نسبت إلى بعض الأحجار فوائد طبية وصحية وطبيعية مختلفة، فأُخذت أسماؤها من تلك الفوائد، مثال ذلك:

 

حجر جالب النوم


حجر السم


حجر الطب


حجر الشك


حجر الحلق


حجر العوز


حجر النار


حجر الغلبة


حجر رافع التبن


حجر الدفاتر


حجر المحو


حجر مسهل الولادة


حجر ماسكة

يحفظ الجنين من السقط

حجر سلوان


حجر طارد النوم


حجر عطاس


حجر فهم


حجر القيء


حجر لاقط الذهب


حجر لاقط الفضة


حجر لاقط النحاس


حجر لاقط الرصاص


حجر لاقط اللحم

ويسمى أرنب البحر

حجر لاقط الشعر


حجر لاقط الصوف


حجر لاقط العظم


حجر لاقط القطن


حجر لاقط الظفر


حجر لاقط الماء


حجر لاقط الزيت


حجر لاقط الخل

ويسمى الكرنك

حجر لاقط العقرب


مغناطيس الناس


حجر لاقط الحيوان



هـ - أسماء عربية أُخذت من أسماء الجوهر بين التجار الذين اقترنت بهم ضروب من الأحجار لسبب ما، مثل:

 

حجر أبو العباس

حجر علي


و - أسماء أخذت من لغات أخرى (أرامية، يونانية، فارسية، هندية):

 

حجر اباز (اياز)

حجر اسمانجوني

حجر ارخيون

حجر ارتكان

حجر اسفيداج

حجر اسرنج

حجر اسيوس

حجر اقليميا

حجر باذزهر

حجر بلخش

حجر بنفش

حجر اسبادشت

حجر برام

حجر تلمانس

حجر توتيا

حجر توبال

حجر تنبك

حجر املنيطس

حجر السودريقون

حجر جبسين

حجر جمشت

حجر حوساي

حجر كوهران شاه

حجر خماهات

حجر الكرسيت

حجر دهنج

حجر روسختج

حجر سليقون

حجر سنليس

حجر سنباذج

حجر شاذنج

حجر طاليقون

حجر المركشموه

حجر غاغاطيس

حجر فرسلوس

حجر فرطاسيا

حجر فرفوس

حجر قرياطيسون

حجر فيهار

حجر فليقوس

حجر قرياطيون

حجر قلقطار

حجر قلقند

حجر قلقديس

حجر قبراطير

حجر كرسيان

حجر اكتمكت

حجر مرقشينا

حجر سحقونيا

حجر يشم

حجر يوليس

حجر القيثابارى

حجر سخطوس

حجر الماذنيج

حجر اليشب

حجر القيشور

حجر السبج

حجر الماسورى

حجر المنك

حجر الكركهن

حجر كركند

حجر اسبيد جشمه

حجر باش

حجر مولوبدانا

حجر اناخاطس

حجر اسميطوس

حجر الدردليس

حجر ابسوس

حجر بولس

حجر سقندلس

حجر البلنط

حجر باسيقس

حجر المراد سنح

حجر المرتك

حجر التنشيش

حجر مورو قينش

حجر وانه

حجر الدرنوك

حجر الخرجون

حجر عورسنك

 


ثانيًا: مصطلحات الأحجار:

في كتب الأحجار ومظانها الأخرى مجموعة كبيرة من المصطلحات التي شاعت على ألسن المشتغلين بهذا الفن من تجار ومثمِّنين وكيميائيين وآخرين غيرهم، وهي مشتقة من جذور عربية سليمة، إلا أن الأغلبية الساحقة منها لم ترد في المعاجم العربية، وإن ذُكرت فبمعانٍ مختلفة لا صلة لها بدلالة المصطلح الفنية، فمما يستدرك به على المعاجم المذكورة نذكر على سبيل المثال:

التقبض

صفة من صفات الحجر عند تكونه في الطبيعة، قال التيفاشي في الزمرد (أزهار الأفكار 79): "فلما انحلت اليبوسة فيه، ولم ترجع متقبضة كتقبض الياقوت فيصير ثقيلًا".

الجرح

هو خدش حجر شديد الصلادة لحجر آخر أقل منه، قال البيروني (الجماهير 52): "إن الياقوت الخالص يجرح بحدته أشباهه"، وقال التيفاشي (أزهار 74) عن الياقوت: "ويجرحها كلها ولا تجرحه".

الريح

من عيوب الأحجار الكريمة، يظهر أن فقاعة ترى من خارجه، قال ابن ماسويه (الجواهر وصفاتها 44): "الريح نفخ في الحجر"، "وهو موضع خالي يكون فيه ريح..وترى الريح والرتم الذي داخل الحجر من خارجه".

الرَّتم

في القاموس المحيط: الكسر، وفسره ابن ماسويه بأنه "موضع عيب في الحجر، وربما كان فيه الطين الطيب والمنتن"، وهو يرى من خارجه (الجواهر44)، وفي ابن الأكفاني (نخب الذخائر 7): "وسخ فيه شبه الطين".

الدسومة

من خواص بعض الأحجار، قال البيروني 196: إن الدهنج ينسبك (للينه ودسومته).

السحاقة

هي ما ينتج عن كسر الحجر وسحقه، قال التيفاشي 205: إن سحاقة الطلق ينفع المثانة إذا شربت سحاقته، ونقل عن بلينوس 104 أن الماس "ليس من الأحجار شيء يسحقه كما يسحق الأحجار بعضها بعضًا؛ فلذلك شبه بالأجساد".

الجواهر المُنسحِقة

هي أحجار كانت في الأصل معادن، ثم عرض لها عارض في الطبيعة فغيَّرها، مثل: الزمرد واللعل والماس والفيروزد وغير ذلك (البيهقي 34).

اللين الليونة

صفة للحجر تظهر باللمس، قال ابن البيطار 1/ 81: إن البادزهر "لين المجسة لينًا غير مفرط"، وإن الأرمني 2/ 12 حجر "لين الملمس"، وفي التيفاشي 108 أن الأسراب "ألينها (الأحجار) وأضعفها".

الحل، الحلول

الحل ضد العقد (انظر مادة الانعقاد)، وهو ترقيق قوام الحجر حتى تغدو في حالة سائلة، قال التيفاشي 205: إن "الطَّلْق ينحل مثل الماء الرجراج"، ونقل الطغرائي (حقائق الاستشهاد 50) عن ابن سينا: أن قومًا ضلوا في حيلهم يحلون الحجارة ويجعلوها مياهًا رائقة، ويتحير العالم في العمل والتدابير المذكورة في كتبهم من الحلول..إلخ.

هلال، أهلة

خصيصة في بعض الأحجار البركانية، التيفاشي 163 في الدهنج "الذي فيه أهِلَّة".

العقد

من عيوب المرجان، مرادفة للشطب، قال التيفاشي 181: "والعقد والشطب من عيوبه، إلا أنها لازمة له لا تكاد تفارقه؛ لكونه كان أغصانًا متشعبة"، وانظر صبح الأعشى 2/ 115.

الانعقاد

هو تفاعل المواد أو العناصر لتتكون حجرًا، قال المغربي (قطف الأزهار 23): "إن كانت (الأحجار) في بقاع ترابية وطين حر، انعقد حجرًا مطلقًا".

الرخاوة

هو ضد الصلادة، قال التيفاشي 89 في الزمرد: إن من خواصه "الرخاوة وتخلخل الأجزاء"، وإن من صفات الحجر الرخو أنه "ينكسر سريعًا" (التيفاشي 187)، وفي ابن البيطار (الجامع لمفردات الأدوية 1/ 159) أن الجبسين حجر رخو، وفي 3/ 38 أن السندروس يشبه الكهرباء، إلا أنه أرخى منه، وللدلالة على اللون أيضًا فقال في الياقوت الأصفر: "إن هذا أرخى ألوانه"، يعني أنه أقلها شبعًا (أو كثافة في اللون).

الملاسة

هي إحدى صفات ظاهر سطح الحجر، ويقارب معناها الصقال والنعومة، قال التيفاشي85: إن من خواص الزمرد "شدة الملاسة والصقال والنعومة".

العين

خصيصة في بعض الأحجار البركانية، قال التيفاشي 163: إن أجود الدهنج (وهو المالاكايت) "الذي فيه أهلة وعيون بعضها من بعض حسان"، وقال البيهقي 148: إن اللازورد "حجر فيه عيون براقة"، وإن المغنيسيا فيها عيون بيض لها بصيص".

اليبس، اليبوسة

صفة لبعض الحجارة، تقترن بشدة تكاثف أجزائها وضيق مسامها، قال البيروني 168: إن اليسبس، وهو من أشباه الزمرد "لا يباين الزمرد إلا بالصلابة واليبوسة"، وقال ابن البيطار 2/ 138: إن الرخام "بارد يابس"، وفي التيفاشي 60 أنه "لما اشتد يبس الياقوت لقلة رطوبته.. ولشدة يبسه ضاقت مسامه لقبض اليبس له.. ولشدة اليبس تكاثفت أجزاؤه بعضها في بعض، وتداخلت"، وفي 78: أن الياقوت "يبسه ظاهر على أجزائه وعلى أعلاه من شدة تكاثف أجزاء يبسه بعضها في بعض".

الرطوبة

من طبائع الأحجار أن لها صلة بتكون ألوانها، قال التيفاشي63: "إن صفرة الرطوبة إذا التحمت مع سواد اليبس قام من بينهما اللون الاسمانجوني"، وفي 70 أن الياقوت الأبيض "أبرد اليواقيت وأرطبها"، وعدَّها المغربي صفة لطائفة من الأحجار تعرف بما ينتج عن حكاكتها من لون، قال ص23: "أما (الأحجار) الرطبة، فأحمر يحك أحمر، وأحمر يحك أصفر، وأحمر يحك أخضر، وأحمر يحك أزرق"، وقال البيهقي 77: إن الفيروزج "كلما كان أرطب منه فهو أجود"، ومَيَّز الطغرائي (حقائق الاستشهاد 69) بين الرطوبة اللزجة والرطوبة اللطيفة.

القشرة

طبقة رقيقة على الحجر تُخفي لونه، قال التيفاشي93: "وكنت أجد الفص وعليه قشرة بنفسجية قد سترت لونه".

التناثر

مرحلة في الحجارة تلي تفتتها، قال ابن الشماع (سر الأسرار مخطوط) أن الياقوت الأصفر "أرخى ألوانه وأقبله في التفتيت والتناثر".

المطلس

صفة لبعض الأحجار تقرب بها من النعومة والصقالة، قال ابن الشماع (سر الأسرار، مخطوط): إن الياقوت "يجلي على صفحة نحاس بالجزع المطلس والماء".

الأحجار المظلمة

أصل الأحجار قبل أن تتكون فيها ألوانها، قال ابن الشماع ناقلًا عن الجوهري: إن ألوان الياقوت "أولها الأبيض وآخرها الأخضر، ثم ينعكس جوهره ويرجع إلى الأحجار المظلمة".

الرملية

صفة في الحجر تكشف عن بعض مراحل تكونه، قال ابن البيطار ناقلًا عن ابن سينا: إن حجر أرمني "فيه رملية ما"، وفي 3/ 40 أن السنباذج "حجر كأنه مجتمع من رمل خشن، ويكون منه حجارة متجسدة".

الحَرْمَليات

في المعاجم الحرمل حب كالسمسم، واحدته حرملة، وفي كتب الأحجار مصطلح يراد به أحد العيوب التي تظهر في الأحجار الكريمة، وهو قريب من معنى النمش، قال البيروني 38: إنه "من العيوب الأصلية في الياقوت، وتسمى الحرمليات، والحرمل هو الأبيض، ويسمى بالفارسية كنجده".

اللطافة

صفة في الحجارة تقرب من الصفاء والشفافية، قال البيهقي 83 في الزبرجد: "هو من الزمرد ألطف وأصفى وأشف".

البصيص

انعكاس الضوء في عيون بعض الأحجار، قال ابن البيطار 4/ 161 عن الرازي أن المغنيسيا "أصناف، فمنها تربة سوداء، وفيها عيون بيض لها بصيص"، وفي التيفاشي 90: أن "من هذه المعادن حجارة سوداء بصاصة تقبل الجلاء كأنها زمرد أسود".

عِرْق

هو لغة أرومة الشجر وأصله، وفي علم الأحجار له معنيان، أولهما: لون يشوب الحجر، على نحو يشبه عروق الشجر، قال التيفاشي 149: إن أجود الدهنج "المعرق خضرة حسنة"، فربما عد من عيوبه، قال ابن البيطار 3/ 49: إن الشاذنج ليس فيه شيء من وسخ ولا عروق"، واستواء العروق في الحجر دليل جودته أيضًا (التيفاشي 163)، وثانيهما صورة ما توجد عليه بعض الأحجار في الطبيعة، قال المغربي 22: "إن حجرًا منها يوجد عروقًا ممدودة في الأرض كما في عروق الشجر".

فعل، انفعال

لغةً معروف، وفي مصطلح الجوهريين تأثر معدن بآخر عند طرقه به، قال ابن الشماع في مادة الألماس: إنه يشبه الياقوت في" عدم الانفعال على الحديد".

سَلَخ

لغة التجرد، والتقشر، وفي مصطلح الجوهريين إزالة النار لبعض الألوان غير الثابتة في الأحجار، قال البيروني 74: "النار تسلخ جميع أنواع اليواقيت وتبيضها، ولا يبقى منها غير الحمرة الثابتة على حالها فقط"، وقال التيفاشي في كلامه على الياقوت 65: "أما غيرها من سائر ألوانه كالصفرة والأسمانجونية والسواد، فإنها تنسلخ كلها بالنار وتبقى حجرًا"، ومثله في البيهقي 55.

ماع، ينماع

لغة ذاب وسال، وعند الجوهريين هو ما ذاب في الماء، ففي ابن البيطار 2/ 7 أن حجر نبطي "رخو ينماع سريعًا مع الماء"، وفي 2/ 8 أن حجر السلوان "ينحل بالماء فينماع إلى لون اللبن ويشرب".

خَرَط

خرط العود سواه بالمخرطة، وعند الجوهريين صقل الحجر ليكون خرزًا أو غير ذلك، قال التيفاشي 164 في كلامه على الدهنج: "إذا خرط خرزًا انخرط سريعًا أو أواني أو غير ذلك".

لَزَّ

لز لغة شد وألصق، والملزز المجتمع بتضايق، وفي مصطلح الجوهريين الممتلئ، أو الملتصق بعضه ببعض، صفة لبعض الأحجار، قال ابن البيطار عن حجر عراقي 2/ 11: "هو حجر مكتنز ثقيل ملزز".

قَصَب

لغة القطعة والنبت المعروف والأنملة، ولدى الجوهريين ما يقطع من الحجر حينما يصاب في الأرض على شكل عروق، قال البيهقي 80: "وما وجد [من] الزمرد في التراب فهو الفص، وما قطع من العروق فهو القصب، وهو أنفَسُه وأخلصه وأغلاه"، قال القلقشندي (صبح الأعشى 2/ 108): إن الزمرد "ما يوجد قطعًا صغارًا كالحَصى منبثة في تراب المعدن، وهي الفصوص، وربما أُصيب العِرق منه مفصلًا فيقطع وهو القصب".


المراجع

alukah.net

التصانيف

أحجار كريمة  معادن   العلوم الاجتماعية