رَميمٌ أنتِ يا مُدُنَ iiالضبابِ
إذا مِتنا أتوْا بالموت iiحيّا
أقول لكم ولا تـُلقوا iiبـِسِرِّي
فلولا الحربُ تعْبُرنا iiتِـباعا
ولا أدركتُ ما قدسٌ ولا iiما
ولا بغدادُ كيف روَتْ بـِحِبر iiٍ
ولمْ أعرفْ دمشقَ ولا قـَصيراً
ولا بيروتَ لا صنعاءَ لا ما
ولم أسمع بقاهرةٍ وقـَهري
ولم أعلمْ بتونسَ وابنَ غازي
ولا مُدُنٍ تبالغ في iiعلاها
ولمْ يعلمْ سوانا ما رباطٌ
ولا وهران والشهداء iiفيها
عواصمنا مدائننا iiتهاوتْ
أرى الأشياءَ أحسبها iiشظايا
وأنظرُ في السماء وليس فيها
أرى التاريخ أنكِر أن iiشيخا
أرى الفاروق أُقسِم أنَّ عدْلا
أرى الجنرال منا في تبوك
وسيفـُكَ يا صلاحَ الدين iiيَكفي
أرى المرآة أجهلـُني iiويَندى
لها ثمنٌ من الأجسام iiأغلى
أراني كالنعامة في iiحيائي
أجوبُ الغابَ أنهل من iiصِواها
أراني في ذرا الأشجار iiأشدو
أراني جاريا في العشب iiألهو
أنـَصِّبُني إلى الأبد انتخابا
أحارب من يحاربُكمْ iiسلاما
ومؤتمرا هنا وهناك iiأُجْري
أقامر بالمدائن علَّ iiعرشاً
أيا مدن الضباب ألا iiانتفضنا
نـُبايعُ مَكـَّة ً لا نـَجْـدَ iiفيها
ونقصِدُها المنوَّرة َ اقتداءَ
رميمٌ أنتِ يا أخت iiالسبايا
أتيتكِ باكيا لا شيءَ iiأرجو
أريدكِ حُرَّةً والحرُّ iiفينا
أحبك يا مدائننا iiلأني
أصَلـِّي للمدائن كلَّ iiحين
ألـَقـِّنـُنِي الشهادة َبعدَ iiربِّي
وأجعلـُها زكاةً كلَّ iiحرف
أظنكِ تعرفين الشعر iiلمّا
وهذا ما استطعتُ اليوم iiبوحا
قصيدي للضباب إذا iiتولى
وأنظـُم في مدائننا iiقصيدا
فأفحِمُ عِطـْرَ باريسَ iiالمُصَفـّى
وأعدِلُ عند لندنَ iiراقِصَيْها
وأمْريكا إذا الطاعون iiمنها
وأخبرها بأني لست iiشَرّا
ولست بذاكرٍ من دُقَّ iiفينا
أرى مدن الضباب إذا iiرمتهُ
|
|
وحَبْلكِ لمْ يَزلْ حوْلَ iiالرِّقابِ
لنـُمنـَعَ دفنـَنا قبل iiالحساب
ضعيفُ العلـْم أفزَعُ مِنْ iiكتابي
لمَا لقـِّنـْتُ شِبْراً مِنْ iiتـُرابي
رجوعٌ نحو حيفا iiللعتاب
بُحورا واكتست حُللَ iiالخراب
ولم أعرفْ أسُودا iiكالذئاب
يُذكِّرنا المذيعُ من iiالروابي
يُهَرَّبُ في القوارب iiوالقِــرَاب
ولا خـُرطومَ يُقطـَعُ قبْلَ ناب
وتـَسْقــُطُ كلَّ عام في iiانتداب
وبَذخٌ وافتقارٌ في iiاصطحاب
وظهْرُ الأرض تجأرُ مِن iiعَذاب
عليَّ ولمْ يَعُدْ يُجْدي انقلابي
وَ أخبَرُ أنها سَقفي iiوبابي
وهذا السيلَ سطرٌ مِنْ iiسَحاب
تنفس بينهم صُعَدَا iiالشباب
كما قالوا ، مِن السبْع iiالعُجاب
ومؤتة َ حاملا بعض iiالجـِعاب
لنـُحْكَمَ بالحِصار iiوبالعِقاب
جبيني حين أنظرُ في iiثيابي
وعِطرٌ زادَ مِن حِلـَـق ِ iiالذُباب
وفي حَزْمي أقلـِّدُ كالغـُراب
لأنـِّي لمْ أدَرَّسْ غيرَ iiغابي
وأمْسِكُ إن سمِعتُ شَذا iiالعُقاب
وأقذِف بالشعوب إلى iiالشعاب
ويَكْفـُرُ من يُشَكِّكُ في iiانتخابي
وأضرب بالفنادق لا iiأحابي
وأخسَرُ في الذهاب و في iiالإياب
أشيِّدُ فوق ماءٍ أو iiسَراب
لِنمْخـُرَ ما نعيبُ من iiالعُباب
ولا بترولَ يُشْرَى iiبالرَّباب
لنهْدِمَ كلَّ أسوار iiالتبابِ
وإني لست من أهل السِّباب
وإنكِ تعلمين اليوم ما بي
نفيسُ المهر يعشق في اضطراب
عرفتك في الشدائد والصِّعاب
وأكْثـِرُ من سُجودي iiواقترابي
وأحمَـــدَ أنْ أبالغَ في iiانتسابي
مَلكْتُ وأنتَ يا شعري iiنصابي
يلامس صِدقهُ صِدْقَ iiالرُّضاب
وما أعطِـيتُ مِنْ عِلـَلِ الخِطاب
سأكتبهُ زُلالا iiللشراب
أعدِّدُها عَرائسَ في الحِجابِ
وأرغِمُها التضَوُّعَ من iiخِضابي
لتـَفصِلَ في التأخر iiوالغياب
أداويها بأشعاري iiالعِذاب
كذلك لستُ صيدا iiللكلاب
كمسمار يدقـِّقُ في iiاغتصاب
بعيــــداً لم تعدْ مدن iiالضباب |
عنوان القصيدة: مدن الضباب
بقلم: بوعلام دخيسي
المراجع
aljamaa.net
التصانيف
شعر الآداب