بعض النوادي يمكن اعتبار حضورها الجماهيري على اعتبار انها دول عظمى، وهذا بالتحديد ينطبق على نادي برشلونة ونادي ريال مدريد. ذلك أن بعض المواطنين وهم كُثر يتعاملون مع موعد بث مباريات نادي برشلونة مع نادي ريال مدريد على اعتبار انها حرب ضروس بين قوتين عظميين، وأنه من المواعيد المقدسة
| .
فيوم المبارة يقوم المشجعون بالغاء كل ارتباطاتهم الاجتماعية، والسعي لتحديد مكان الحضور في أحد الكوفي شوبات، والواحد منهم يتحاشى حضور مثل هذه المباريات وحده امام التلفاز، ذلك ان الحضور الجمعي لمثل هذه المباريات يحتاج الى جنون خاص لا يمكن أن يتجلى حضوره الا بشكل جمعي حيث الصراخ والتصويت والتصفيق والشتم الذي يتبعه البصاق.
وهذا الانتماء الكروي لنوادٍ نائية جغرافياً يتحول الى شكل من أشكال الهوس عند الشعوب المتثائبة حضارياً، فهذا رجل لا يتوانى في حالة خسارة فريقه عن تكسير أثاث منزله، وآخر ينهض من فراشه وهو يعاني من مايشبه الغيبوبة مما يجعل أهله يطلبون سيارة الاسعاف ليكتشفوا أنه قد أُصيب بالسكري من شدة الزعل على أثر خسارة نادي برشلونة مثلاً | |
والأمر لا يتوقف هنا عند هذا الحد من الانتماء لهذا النادي الذي تحول الى دولة عظمى، بل يمكن أن تلاحظ أنه في حالة فوز أحد الناديين على الآخر تتحول ساحات عاصمتنا عمان الى حلبات رقص وغناء وهم يرتدون القمصان الرياضية التي تدلل وبعمق على هذا الانتماء.
ومن ناحية أخرى عليك أن لا تستغرب وأنت تقود سيارتك أن يوقفك طفل وهو يحمل بيديه أعلاماً غريبة الشكل واللون، وهو يعرض عليك أن تشتري منه هذه الأعلام، وحينما تسأله عن هذه الأعلام يقول لك هذا علم نادي برشلونة، والعلم الآخر لنادي ريال مدريد. وحينما تستهجن الفكرة تكتشف لاحقاً أن العديد من السيارات الفارهة تضع أعلام تلك النوادي بمحاذاة نافذة السيارة | | لا بل أن البعض وصل فيه الانتماء لتلك النوادي الى فرش مقاعد سيارته باللون البرشلوني أو اللون المدريدي | |
والحال ان مثل هذه النوادي وصلت في تأثيرها الى مستوى الدول العظمى. وهذا هو العجب العجاب | |
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة خليل قنديل جريدة الدستور
|