الويكا ((Wicca . ديانة جديدة منبعثة من رماد مزابل المعتقدات الوثنية البالية. بدأت تغزو المجتمعات الأوربية والأمريكية. وتزحف باتجاهها بقوة. بدعم مطلق من السلطات التشريعية الغربية. بذريعة ضمان الحريات الفكرية والعقائدية, حتى لو كانت تلك الحريات تستهدف النيل من الديانات السماوية, التي تؤمن بالله, الواحد الأحد, الفرد الصمد. .
قنوات فضائية, ومحطات إذاعية, وصحف يومية, ومجلات أسبوعية, وأفلام سينمائية, ومواقع متنوعة على الشبكة الدولية. تكرس نشاطاتها التخريبية في البلدان الأوربية, والولايات الأمريكية. وتدعو علنا للدين الوثني الجديد. وتستغل الخواء الروحي, والانهيار الأخلاقي للناس. ونفورهم من بعض القساوسة والرهبان, الذين تورطوا بفضائح الفساد المالي والشذوذ الجنسي. وها هي اليوم تزرع بذرتها الخبيثة هناك. لكي تنمو وتترعرع في مستنقعات البيئة, التي دأبت على احتضان الأفكار الشيطانية المسمومة. ثم يتم تسويقها من هناك نحو أقطار الأرض, بعد أن تغلفها بالمظاهر البراقة المعاصرة. من مثل السعي إلى تأسيس النظام العالمي الجديد, والدفاع عن حقوق المرأة, والتباكي على البيئة وحمايتها من التلوث, وتبني حملات الرفق بالحيوان. . لكنها في حقيقة الأمر. تحمل في قبضتها معولا هداما. يستهدف تحطيم المرتكزات الدينية السامية. وإعادة الناس إلى العصور البدائية, والطقوس الوثنية المتعفنة, التي نبذها الوعي الإنساني منذ بدايات ظهور الرسالات السماوية. .
تصنف الويكا Wicca من الديانات الوثنية. ويطلق عليها اصطلاح ( Neopaganism ). ويعني, المحاولات الحديثة الرامية إلى إحياء العبادات, والطقوس الوثنية. ونشرها بصيغ جديدة منسجمة مع مفردات الحياة المعاصرة. مستخدمة لهذه الغاية كل الصور والرسوم والأشكال والرموز والشعارات, التي مارسها الإنسان في العصور البدائية المظلمة. .
والويكا في نظر أهلها. تعني (العرافة), أو (الحكمة). وشعارها العين الأحادية, والنجمة الخماسية وسط الدائرة. وتمثل العناصر الخمسة (الأرض, والهواء, والنار, والماء, والفراغ). وتؤمن الويكا بان كل العناصر المادية في الكون تمتلك طاقات روحية. وان قوة الحياة تكمن في الصخور والحجارة, والرمال والصحاري, وفي الطيور والأسماك, وغيرها من المخلوقات النباتية والحيوانية. وان الشمس والكواكب والنجوم تعد عندهم من اكبر الكائنات الحية. . ويعتقد أتباع الويكا أن للسحر قدرات خارقة. ويستمدون تعاليمهم السحرية من كتاب خاص بهم يدعى (الظلال). لكنهم يضيفون حرف (K) عند كتابتهم لكلمة (سحر Magic ). فتصبح الكلمة بالانجليزية ( Magick ). .
ويعبدون الآلهة الأنثوية الثلاثة ( البنت, والأم, والعجوز ). ولهم اله آخر له قرون, كثير الشبه بعجل ألسامري. . ويطلق على الويكا أحيانا (عقيدة الساحرات), لأن اغلب أتباعها من العنصر النسائي. وللويكا ثمانية أعياد موسمية كبيرة في السنة. .
والويكا من الديانات القديمة الغارقة في ممارسة السحر والشعوذة. بيد أن نسختها الجديدة جاءت متناغمة تماما مع طقوس عبيد الشيطان. ومتوافقة مع أهداف المنظمات السرية الظلامية. . تعود الويكا في نشأتها إلى العصور الحجرية. وكانت تهتم بتمجيد الطبيعة. وقد مارستها القبائل والمجتمعات ( السيلتية
Celtic ), شمال أوربا في الكهوف والبراري. ثم مرت بسبات طويل, بعد انتشار الديانة المسيحية. . لكنها ظلت تمارس مناسكها في الخفاء, من خلال مجاميع سرية, تسمى الـ ( كوفن Coven ), وذلك خشية بطش محاكم التفتيش, وغضب الكنيسة الكاثوليكية. . ثم عادت للظهور العلني. ابتداء من عام 1954 على يد البريطاني ( جيرالد غاردنر Gerald Gardner ), الذي قام بتجميع المناهج الوثنية, ووضعها في إطار جديد يرتدي قناع الحداثة المزيفة. .
وانتشرت الويكا في الولايات المتحدة الأمريكية على نطاق واسع جدا, وتعرضت بعد وصولها هناك, إلى مجموعة من الإضافات الفكرية والعقائدية, وبالمقدار الذي جعلها متوافقة مع المعتقدات الماسونية. وقريبة من الطقوس الشاذة لعبيد الشيطان. .
وسمحت لها الحكومة الأمريكية رسميا بالتغلغل بين صفوف وحداتها العسكرية. وأصبحت الديانة الخامسة في الولايات المتحدة الأمريكية, بعد المسيحية, والإسلامية, واليهودية والهندوسية. .
ختاما نقول. أن العودة إلى الديانات الوثنية, والسماح لها بالانتشار السريع في المجتمعات الغربية, وتوفير العوامل اللازمة لنموها إلى جانب المذاهب والمنظمات الظلامية, التي تفشت هناك. سيؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار القيم الأخلاقية, والتعجيل بانهيار الحضارة الغربية برمتها. .
المراجع
annabaa.org
التصانيف
أدب مجتمع