تلقيت أمس على بريدي الالكتروني نتائج استطلاع جديد، لعله الاول من هذا النوع تجريه جهات اخرى غير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية.
أجرى الاستطلاع مركز الاردن للبحوث الاجتماعية، من خلال مركز الشرق الاوسط للتسويق والبحث، بدعم من المعهد الجمهوري الدولي، على عيّنة من الف مواطن (مناصفة رجالا وسيدات) في جميع انحاء المملكة. وأعتقد ان د.موسى شتيوي مدير مركز البحوث، وهو اكاديمي وباحث جدّي، لابدّ وأنه التزم بالمعايير العلمية المتعارف عليها لاستطلاعات الرأي العامّة. النتائج مثيرة للاهتمام، ونكتفي اوليا ببعض الارقام الرئيسة الملفته فعلا، وقد نعود الى التفاصيل.
يؤمن 73.9% من الاردنيين بالمشاركة السياسية السلمية كطريقة مثلى للتغيير. ويعتقد 74.1% ان لديهم ملء الحرية في انتقاء مرشحيهم او احزابهم للانتخابات. ويؤيد 74.3% وجود كوتا للنساء، بل ان 67.1% يؤيدون مضاعفة النسبة الحالية. ويرى 80.2% ان المجالس المحلية يجب ان تكون منتخبة، وفوق ذلك ان يكون فيها كوتا للنساء (70.7%). ويفضل 59.7% بقاء الصوت الواحد في الانتخابات.
محصلة تقدمية ولا شك، تعكس وعيا طيبا، خصوصا القناعة بالمشاركة السياسية السلمية للتغيير، وتأييد الكوتا النسائية، فالأغلبية تريدها حتى للمجالس المحلية، وهي نتيجة تسكت الخصوم والساخرين من الكوتا.
نعود الى الصوت الواحد "سيئ الصيت"، كما يوصف، لنجد ان صيته ليس سيئا إلى هذه الدرجة. وهذا لا يعني انه الأفضل، وإن المواطن سيصبح مع صيغة اخرى اذا جرّبها وكانت مريحة أكثر، لكن لننتبه ان الصوت الواحد يحكمنا ببقاء النظام الحالي. فحتّى بالصوت الواحد يمكن تطبيق النظام المختلط، أي ادخال مبدأ التمثيل النسبي للقوائم الذي يرجح ان توصي به لجنة الأجندة الوطنيّة، فالصوت الواحد يمكن ان يذهب لمرشح مستقل او عضو في قائمة تحصل على مقاعد بحجم اصواتها.
من حيث الخيارات السياسية قال 36.8% انهم على الأرجح سيصوتون لمرشحين من توجه اسلامي، بينما سيصوت 26.6% لمرشحين من توجه وطني أردني. وهذه نتيجة لم تظهر في استطلاعات اخرى كانت تسأل عن تمثيل الاحزاب لتطلعات المواطنين (جبهة العمل الاسلامي اقل من 10%، وبقية الاحزاب ليس بينها من تجاوز 1%). ولعل الوضع الراهن الذي لم يمتحن فيه التصويت لتيارات سياسية يخلق مشكلة للاستطلاعات، فمرشح اسلامي لا يعني تيارا سياسيا بعينه، فهو قد يعني شخصيّة ملتزمة دينيا. وقد أصبح ضروريا عمل المزيد من الاستطلاعات التي تستقصي ميول المواطنين عبر بدائل متعددة لتقديم تصور أكثر دقّة.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   جميل النمري