قبل أيام جمعتنا جلسة لطيفة مع أحد أساتذة علم النفس في مصر الحبيبة وتحدثنا عن مفهوم الأذية وهل لها أسس في كوامن النفس , أم أنها طبيعة تولد مع الإنسان فيقوم بتنميتها وابتكار الطرق الشيطانية لأذية الآخرين , فقال أحدثكم عن تجربة خاصة مع أحد الزملاء وما يفعله بي وأنا أتجاهل الرد عليه وحينما سرد بعضا من أفعاله, ردّ أحد الجالسين مستغربا : كل هذا وتصمت ...؟! فرد ّ صاحبنا والابتسامة تعلو شفتيه : كلما أردتُ أن أرد ّ عليه وعلى سخافاته تذكرتُ قوله عز وجل ( أليس الله بكاف عبده) فاطمأنت نفسي وسكنت , وهدأت خواطري فلقد كان جبرها إلهيا وليس من فعل بني البشر , لا أدري لماذا يطاردني دائما متخفيا طاعنا من الظهر كفعل الجبناء الصغار , متخذا من قبح الفعل قناعا ناسيا متناسيا أن الله يعلم ويرى , وهو الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه , فيزداد عجبي ..! وتكثر التساؤلات لدي , وغالبا ما أوجه لنفسي سؤالا لماذا لا أقوم بفضحه وتعريته أمام الناس ..؟ وما الموانع والحواجز التي تقف في طريقي ..؟ ولكني أعودُ وأقول بيني وبينه محكمة العدل الإلهية هناك لا يعزّ أحد ٌ أحدا بالخطاب , ومهما فعل من إساءات تجاهي ندعو الله أن يجعلها في ميزان أعمالي ولعلي آخذها مضاعفات منه يوم الحساب وهو والله أعلم من المفلسين في الآخرة ومن الأخسرين أعمالا في الدنيا , وكل مانع دنيوي لا أعيره أي اهتمام فالباحث عن الفضائح هو أولى الناس بالفضيحة , لا يحميه لقب علمي أو منصب , أو أسلوب منمق يستخدمه مع من يجالسه مستعرضا ما من الله عليه من علم يظنه (الدنيوي) علما لا يحاط به وهو عند الله أقل من جناح بعوضة , متباهيا ببعض العلم الذي لامكان له في ميزان العلوم الحياتية التي تدفع بالبشرية نحو الأمام , وإنما هرطقات وتخيلات لقراءة ماض اندثر وعفا عليه الزمن , وبات من أساطير الأولين , بكل ما فيه من عيوب ونواقص في تاريخ العرب , يحاول أن يجد لنفسه طريقا خُيل إليه أنه فتح ٌ من الله سبحانه وما درى أن حاله كحال من كتب عنهم من الفسقة والمنحرفين , وهو يحتاج لمن يكتب عنه ولكن من الناحية النفسية , ويدرس هذه الشخصية المعقدة المليئة بالحقد والحسد وعقد النقص , و أجزم أن هذه الحالة رافقته منذ الطفولة حتى الآن وهي حالة نسميها تخيل العدو , فهو يصنع من خيالاته أعداء يتقاتل معهم في خياله المريض , يظن السوء بالناس ولهذا يحارب كل من يخالفه في الرأي دون النظر إلى صداقة أو قرابة وحتى صلة الرحم , وهذه الأمور ستذهب به للجحيم مودعا باللعنات...! هذا المنافق بامتياز يتحدث دائما بالأخلاق وينسب ُ لنفسه الأفعال الحميدة وهو والله ومن خلال تجربة شخصية معه وجدتُ آيات المنافق عنده أوضح من فلق الصبح , فهو إن حدث كذب , وإن وعد أخلف , وإن أؤتمن خان ... والعياذ بالله وزد عليه إن أعطى منّ وعاد لعطائه ونفسي فداك يا حبيبي يا محمد وأنت تصف المنان ( كالكلب إذا قاء عاد في قيئه ..!) والغريب أنه لا يمتلك منهجا.. فهو قومي مع القوميين وإسلامي مع الإسلاميين , وأممي مع الأمميين , وفي فنون السياسة أقرب لنيلسون مانديلا , قدم النصائح لكبار الساسة العرب ,يعرف بكل الأمور, وبثقافات الشعوب ومعتقداتها , حتى السحرة يستعينون به وتخافه الجن ... يمدح ويذم بالوقت نفسه لينبطق عليه قول الرسول الكريم (من مدح ثم ذم فقد ذم عند الله مرتين ) , ما رأيته يوما يمدح إنسانا في الوجه إلا وذمه وطعنه في الظهر , وإذا اختلف مع إنسان لفق عليه الأكاذيب وبثها بأي وسيلة ممكنة تحت أسماء ما أنزل الله بها من سلطان ..!
الحديث عن هذه الشخصية يحتاج للتحليل النفسي العميق ودراسة الواقع الذي نشأ فيه والبيئات التي ساهمت في تنشئته , وكذلك الاستعانة بعلماء الطب النفسي والصحة النفسية لتشخيص الحالة التي يعاني منها , فهو فعلا يستحق الدراسة ليس لشيء فهو يهدم حتى أسرته وينقل لهم الأمراض , وجعل من ذريته عمالقة في الكذب والنفاق وتزييف الحقائق , وكلي ثقة بالله سبحانه أن الله سوف يفضحه في الدنيا قبل الآخرة ويسلط عليه من يكشف زيفه للناس , ويعوض صبري خيرا فقد وعدنا الباري الكريم بأنه يدافع عن الذين آمنوا ,ولعل كظم الغيظ لا يمتلكه إلا الصابرون المحتسبون عنده تعالى , والأيام دول وسترون صدق ما أذهب إليه وسبب الطمأنينة التي أعيشها .....
وأنا أحب أن أقدّم ما خلص إليه صديقي الطيب للقارئ الكريم فهذه النماذج في كل زمان ومكان .... ندعو الله أن ينجينا وإياكم من أمثاله ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب مجتمع