اذا لم تتسع قائمة واحدة للجميع فليكن هناك قائمتان. يكفي تجنب الحرب الاعلامية وان تعتبر القائمتان نفسيهما نصفي قائمة فتح ويُترك للجمهور ان يعطي لكل واحدة وزنها، وقد تكون النتيجة افضل من قائمة واحدة قسرية وسوف نوضح لماذا.
في النظام الانتخابي القديم لم يكن ضروريا تشكيل قائمة. فالمرشحون يتنافسون محليا على مقاعد الدائرة وكان اكثر من مرشح فتحاوي او قريب من فتح ينزل للمقعد الواحد وأحيانا ينجح المرشح صاحب الثقل الاجتماعي والعشائري على حساب المرشح الرسمي ولم يكن ذلك خطرا, فالانتخابات الماضية كانت فعليا بين فتحاويين او مستقلّين قريبين من فتح. لكن بوجود حماس الآن كمنافس قوي وعلى درجة عالية من الانضباط فإن نزول عدد من المرشحين المتنافسين من فتح وتفتت الأصوات بينهم سيكون كارثة انتخابية، لذلك تمّ التحول الى نظام التمثيل النسبي للقوائم. وفي هذه الحالة لا مخاطرة في نزول أكثر من قائمة محسوبة على فتح لأن كل منها ستحصل على مقاعد بقدر حصّتها من الأصوات.
فتح ليست حزبا بالمعنى التقليدي. والمقولة القديمة ان كل فلسطيني فتحاوي حتى يثبت العكس، لم تكن بلا دلالة، فالعاملون في المؤسسات الفلسطينية عموما محسوبون على فتح، الا اذا كانوا اعضاء رسميين في فصيل آخر. وتحت عنوان فتح كنتَ تجد شتّى التلاوين والمجموعات وصراع المصالح. ومن الواضح الآن صعوبة تشكيل قائمة واحدة تتسع لجميع الطامحين وترضي كل المتنافسين.
يقال ان القيادة لم تلتزم بنتائج الانتخابات الداخلية وأعادت اسماء من الحرس القديم. لكن في كل الأحوال فإن استثناء قدامى او جدد في سبيل تقديم لائحة واحدة قد يعني خسارة اصواتهم، اي ان محصلة مجموع اصوات قائمتين ربما يكون أكثر من محصلة قائمة واحدة اذا لم تضعفا بعضهما بالإساءة المتبادلة، وحتى الآن لا نسمع الا تصريحات واعية ومسؤولة.
القائمتان ليستا مختلفتين تماما؛ فبعض الأسماء ترد في القائمتين. وبدا ان هناك مشكلة عملية, فلو حصلت القائمة الاولى على 20 مقعدا والثانية على30 مقعدا وكان هناك 10 اسماء مشتركة فمجموع القائمتين سيكون 40 مقعدا مع ان حقهما 50 مقعدا! ولدى سؤال رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات قال سوف نخيّرهم قبل الانتخابات بين احدى القائمتين. ونحن نقول ان هذا ليس ضروريا فهناك حلول. اذ ان المقاعد العشرة الناقصة تضاف من الاسماء التالية في كل قائمة وبنسبة اصواتها اي 4 اسماء من القائمة الاولى و6 اسماء من الثانية. وبهذا يمكن ان تتقدم كل قائمة باللون الذي تريد وان تشمل الأسماء التي تريد وخصوصا تلك التي تشكل قاسما مشتركا اجماعيا.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جميل النمري