ولادات قمرية في أنطفاءات الذات
قَمَرٌ يُولَدُ فِي النَّهرِ
وتَلتَفُّ عَلَى عَيْنَيهِ شَمسُ
المَوجِ ..
لا شيءَ يُنَاغِينِي فَأَبكِي
وغِنَائِي رَملةٌ تَسبحُ
في الضَّوءِ .
وفي وجهِ البِلادْ .
هِيَ .. أَهدَتْنِي رِيَاحَ الشَّاطيْءِ النَّائِي
وقالتْ:
دُونكَ الحَقلُ وحَبّاً أَسكَرَتْهُ
الرُّوحُ فِي جفنِ الوَطَنْ .
أَيُّها الصَّوتُ الذي يَقرَعُ فِي
أَروِقَةِ اللَّيلِ عَلَى وقعِ المَطَرْ :
أَيّ مُوسِيقَا سَتَهدِينِي إِليهَا
أَيّ حُلمٍ يَرتَدِي وَجهَ
اْنطِفَاءَاتِي وقَلبِي
إِنَّنِي أَهوَاكَ ..
أَهوَى قَمراً يَطلُعُ مِن دَفتَرِكَ
النّائمِ في أورَاقِ نَعشِي
فَأَنَا عُصفُورُ بَردٍ لَيْلكِيٍّ
تَطحنُ الرِّيحُ اْشتِعَالاتِي
فَأَذوِي غَارِقاً فِي خَمرِ عُشِّي .
***
هَذِي دُرُوبُ الزَّيفِ
تَقذِفُنِي عَلَى صُبحٍ
يُحيطُ بِهِ الغُبَارْ ..
أَدمَنتٌ أوجاعِي القَديمةَ
حيثُ عَاثَ الحَاقِدونَ بِهَا
فَأَسقَطَهَا النَّهَارْ ..
هَذَا أَنَا .. قَلقٌ مِن المَطرِ الغَريبِ
ومِن رِياحِ الحُزنِ تَحمِلُهَا القِفارْ !
فَمَتَى يَعودُ الصُّبحُ يُغِرقُ هَامَتِي
بِاليَاسَمِينِ ويَنتَشِي جُرحي
فَكُلُّ هَزَائِمِي قَمحٌ ونَارْ !!
***
ماَ زِلتُ أَبحثُ عَن هَوِيَّتِيَ
البَعِيدَةِ بَينَ أَرصِفَةِ المَسَافَاتِ
الطَّويلَةِ والبِذَارْ..
ما زِلتُ أَزحَفُ نَحوَ لَونِ شَهِيَّتِي
كَي أَرسُمَ الكَونَ الجَميلَ عَلى ضُلُوعِي.
هذا اْحتفَالُ المَوتِ يسْحَبُنِي
إليكِ وأنتِ تَنْتَظِرينَ أَيَّامِي
و جُوعِي ..
لا تَشرَبِي كَأسَ اللقَاءِ
فَفِي دَمِي أَهلِي وأَرغِفَةٌ
تَحِنُّ إِلى رُجُوعِي .
***
هَذَا الزَّمانُ الأُقحُوَانْ
هذا اْمتدادُ النَّوْحِ والجَسَدِ
المُمَدَّدِ بَينَ أَغشِيَةِ المَواتِ ،
وبَينَ أَرغِفَةِ الهَوَان .
هُوَ ذَاكَ يَرقُبُنَا عَلَى
وَجَعِ النَّخِيلِ .. فَيَذْرِفُ
النَّهرُ العَنيدُ على خُدُودكَ
يا زَمَانْ ..
قَمَرِي هُوَ الصُّبحُ الجَدِيدُ
فَنَاوِلِينِي القَمحَ
واحتَبِسِي الدُّموعَ وضَمِّدِينِي ..
وتَوَقَّدِي فِي اللَّيلِ أُغنِيَةً
تَمَسُّ حَرِيقَنَا الغَافِي على
وَجهِي الحَزِينْ ..
بقلم ناجي حسين
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب