بابتسامات مشرقة ووجوه بريئة يستقبلك أطفال مؤسسة للا حسناء للأطفال المتخلى عنهم بمدينة الدارالبيضاء، أطفال شاءت لهم الظروف أن يولدوا في ظروف لا يحتفى بهم ولا تطلق الزغاريد عند حلولهم ضيوفا جددا على هذا العالم، صغار رمت بهم الأقدار على أرصفة الشوارع أو أبواب المساجد وعلى أسرة المستشفيات ليجدوا المؤسسات الخيرية خير حامي لهم. وتعد دار الأطفال للا حسناء واحدة من المؤسسات التي تستقبل الأطفال المتخلى عنه في ولاية الدار البيضاء. \"لقيط\"، \"طفل شارع\"، \"طفل مهمل\"، \"حرايمي\"، تختلف الأسامي والمعنى واحد.. أطفال ألقوا بهم في الأزقة والشوارع وأمام حاويات النفايات أو على قارعة الطريق أو في جناح بمستشفى الولادة، وأحيانا كثيرة داخل كيس بلاستيكي.. فقدوا العطف الأبوي وحرموا من حنان الأم، ذنبهم الوحيد أنهم حلوا نتيجة علاقة حرص أصحابها على إخفاء ثمرتها بأية طريقة. أمهات بديلات\"الأمومة ليست مجرد ولادة تصبح بعدها المرأة أما لمن ولدته، بل إن هناك الكثيرات ممن لم ينجبن الأولاد ومع هذا يطلق عليهن أمهات لأنهن قمن بتربية أولاد غيرهن\"، تقول فاطمة سيدة في الثلاثينيات من عمرها حرمت من نعمة الإنجاب، فاضطرت إلى طرق باب الكفالة على أمل أن تنعم بذلك الإحساس الذي حرمت منه منذ زواجها سنة 1990، تضيف فاطمة التي كانت تقف بالقرب من المؤسسة الخيرية للا حسناء \"لقد طال المشوار ومللت من الانتظار، فبعد المارطوان الذي قطعته وأنا أتابع علاجي لدى اختصاصي في أمراض النساء والتوليد الذي أكد لي استحالة الانجاب، قررت أنا وزوجي طرق باب الكفالة لكنني وللأسف وجدت أمامي طريق أخرى في حاجة إلى نفس أطول\"..وضعت فاطمة ملف الكفالة رفقة جميع الوثائق المطلوبة بخيرية للا حسناء ـ كما يحلو للجميع تسميتها ـ منذ سبعة أشهر لكنها لحد كتابة هذه السطور لازالت تنتظر. وتسترسل قائلة: \"يقال إذا أردت مجتمعاً صالحاً فابحث عن أمّ صالحة، وإذا رأيت مجتمعاً فاسداً، فاعلم أن جذور هذا الفساد تمتد وتمتد إلى أن تصل إلى الأمهات.. أدرك حجم مسؤولياتي وأنا على يقين أنني سأكون لهذا الطفل نعمة الأم، فالأم ليست مدرسة فحسب، بل الأم في حقيقتها حياة\".مؤسسة بإمكانيات محدودةحسب آخر الأرقام، فإن عدد أطفال المؤسسة يصل إلى 226 طفل مقابل 51 طفلة، ويصل عدد الأطفال البالغين يوم واحد إلى خمس سنوات 196 طفلا و25 تتراوح أعمارهم ما بين 5 و6 سنوات، بينما يبلغ عدد الأطفال ما بين 6 سنوات إلى ما فوق 8 أطفال.. كما تحتضن المؤسسة 48 معاقا يتراوح سنهم ما بين يوم واحد و34 سنة.. ومن أصل 274 طفل بدار الأطفال للا حسناء، 205 تمكنت المؤسسة من تسجليهم بالحالة المدنية أما 60 منهم لازالوا بانتظار تسجليهم.. هذا مع العلم أن 47 منهم (4 إلى 6 سنوات) متمدرسين ببعض المؤسسات الخاصة التي تخول لهم الدراسة بالمجان. ويكلف كل طفل بالمؤسسة ما معدله 20 درهما لليوم الواحد. وحسب إحصائيات 2004، فقد تم تسجيل دخول 28 طفلا و9 طفلات بينما تلقت المؤسسة 25 طلبا للكفالة مقارنة بالسنة الفارطة والتي عرفت كفالة 61 طفلا.ومن أجل التخفيف من حدة الاكتظاظ داخل المؤسسة تم اللجوء إلى الكفالة المؤقتة، كما أن المؤسسة تفتح أيضا المجال لما يسمى \"احتضان الأطفال\"، حيث يتكلف الشخص الراغب في احتضان أحد أطفال الدار والذي غالبا ما يكون يعاني المرض أو الإعاقة بأداء مبلغ 200 أو 300 درهم شرط أن يظل هذا الطفل برحاب الخيرية.أطفال بمعايير خاصة وشبح الشبكة المجهولةيشترط أغلب الأباء في كفالتهم للطفل أن يكون مجهول الأبوين، حديث الولادة ويتمتع بصحة جيدة. وحسب الطلبات الواردة على مؤسسة للا حسناء بشأن الكفالة، فإن السواد الأعظم من الآباء على المؤسسة يريدون الفتاة لاعتبارات متعددة في مقدمتها كون الأنثى تكون في الغالب أكثر عطفا وحنانا، تقول فاطمة \"أرغب في التكفل بطفلة لأنني أعتقد أن الفتاة \"سهلة في تربيتها\" بخلاف الولد الذي في الغالب ما يثور على وضعه في حال اكتشافه حقيقة وضعه وكونه طفلا مهملا\". ومن جهة أخرى، تؤكد مصادر من داخل المؤسسة أن أغلب الوافدين على الدار ذكورا مما يطرح علامة استفهام حول مصير الطفلات الرضع، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه الإحصائيات بأن عدد ولادات الإناث يفوق عدد الذكور، الأمر الذي دفع بذات المصادر إلى التأكيد بأن هناك شبكة متخصصة في سرقة الفتيات تحول دون وصولها إلى رحاب الخيرية.امتياز الحالة المدنيةرعى القانون رقم 37/99 المتعلق بالحالة المدنية والصادر في 3 أكتوبر 2002 خصوصية الطفل المهمل حينما نص على ضرورة منحه اسما شخصيا وإسم أب وإسما عائليا بدل التشطيب على خانة الأب أو الإشارة إلى كونه مجهولا، حيث جاء في المادة 16 أنه إذا تعلق الأمر بمولود من أبوين مجهولين، أو بمولود وقع التخلي عنه بعد الوضع، يصرح بولادته وكيل الملك بصفة تلقائية، أو بناء على طلب من السلطة المحلية، أو من كل من يعنيه الأمر، معززا تصريحه بمحضر منجز في هذا الشأن، وبشهادة طبية تحدد عمر المولود على وجه التقريب، ويختار له إسم شخصي وإسم عائلي، وأسماء أبوين أو إسم أب إذا كان معروف الأم، ويشير ضابط الحالة المدنية بطرة رسم ولادته إلى أن أسماء الأبوين أو الأب، حسب الحالة، قد اختيرت له طبقا لأحكام هذا القانون. ويبلغ ضابط الحالة المدنية وكيل الملك بالولادة التي سجلت بهذه الكيفية داخل أجل ثلاثة أيام من تاريخ التصريح. تصرح بالإبن المجهول الأب أمه أو من يقوم مقامها، كما تختار له اسما شخصيا واسم أب مشتقا من أسماء العبودية لله تعالى وإسما عائليا خاصا به. rahmajouhari141@hotmail.com \"

المراجع

www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=1486موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث