هذه المرّة مرّت التغييرات الإعلامية بهدوء ولم نلمس اي ردود فعل مثيرة. كان التحفز شديدا وطال الانتظار بعض الشيء، لكن طريقة الرئيس كما يبدو في التمهل وتمحيص الخيارات بحذر تصل إلى نتيجة بعيدة عن المغامرة والاثارة.
الزميل فيصل شبول المدير العام الجديد لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون اعلامي مخضرم لم يحط بالبراشوت ولا قفز الى الموقع من المجهول فهو ليس اكتشافا وهو ليس شخصيّة خلافية وقد انتقل الى موقعه الجديد من موقعه السابق مديرا عاما لوكالة الانباء الأردنية "بترا" التي ادارها لفترة تنوف على 7 سنوات بكفاءة وبأقل قدر من المشاكل. بالمقابل جاء مديرا عاما لوكالة الأنباء نائب المدير الاستاذ عمر عبنده، وهو بالطبع إعلامي مخضرم، يستحق التكريم بهذا المنصب وكان منطقيا أن يسند إليه بدل احضار مدير من خارج الوكالة.
وقبل ذلك فإنّ اختيار د. فهد الفانك رئيسا لمجلس ادارة الرأي وإن جاء مفاجئا فلم يكن مستهجنا ولا مستغربا فشهرة الرجل كصاحب عمود يومي في الجريدة توازي شهرة الجريدة نفسها وتتويج هذه التوأمة بهذا المنصب منطقية تماما، وهي مكافأة متواضعة للرجل في هذه المرحلة من العمر. والمهم ايضا انتقال الموقع لشخصيّة إعلامية واقتصادية مستقلّة بعد ان كان قد اصبح حكرا على مدير عام الضمان المساهم الأكبر في الجريدة.
وبالنسبة لموقع رئيس مجلس ادارة الاذاعة والتلفزيون فقد تم الخروج من المأزق الطاحن الموروث بأخذ المنصب خارج دائرة الصراع وإسناده لوزير عامل يحظى بالتقدير هو الاستاذ سالم خزاعلة وزير تطوير القطاع العام، وتشكيل مجلس ادارة من شخصيات ذات وزن لا تثير سؤالا: لم جاء هذا أو ذاك؟
قد تبدو الخيارات محافظة بصورة ما، لكن بالنظر لواقع الحال قد تكون وسيلة للتقدم بأمان أكثر ومقاومة أقلّ. لننتظرْ ونرَ.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جميل النمري