أتيتُكِ من سنين الصمتِ حيراناً
يموتُ بيأسهِ حزنا ويعتذرُ
أتيتكِ
مثلَ أنسامٍ .. يُسابقني
إليكِ الحبُّ
والأشواقُ
والمطرُ
أتيتكِ رغم ما أخشاهُ من زمني
من اليأس الكبيرِ
أحنُّ أستعرُ
أتيتكِ كالغريبِ
سعى إلى أملٍ
ليلقى من يحبُّ فراعهُ القدرُ
فلا تخفي اشتياقا كان يجمعنا
وليلُ الشوق يفضحُ سرّهُ القمرُ
أتيتكِ رغم أحزاني
أُلملمُ بعض أشتاتي
لعلّي أوقظُ التاريخَ مِن خدرٍ
ويكتبني فأُمحو كذبهُ الخبرُ
فأوجاعُ تعايشنا
و تستترُ
وآمالٌ تُضاجعنا
فتنكسِرُ
كأنّا أمّةٌ ماتتْ
و أحيا موتها البشرُ
أتيتكِ من ضجيج العمرِ خوفا
ظلّ يأسرني ويأتمِرُ
لأرضٍ ؟ ما لنا أرضٌ !
لها الأزمانُ تنتسِبُ
لتاريخٍ بماضينا يُعاتبنا
وحاضرُنا هروبٌ ما لهُ أثرُ
فمن بين الحطامِ نعيشُ حينا ثُمّ يسحقنا
بكلّ وقاحةٍ خذلاننا الأشِرُ
دمارٌ سلّ سيفَ الموتِ فيهم
وما شعروا
لأزمنةٍ عجافٍ صمتنا سيفٌ
يُقطّعُنا
يمزّقنا
يراودنا
ولا يُبقي ولا يذرُ
و أجيالٌ تسافرُ في تفاهاتٍ
وأُخرى في متاهاتٍ
تموتُ أصابها الخدرُ
ملوكٌ في مباذلنا
عبيدٌ في مشاعرنا
ذئابٌ في ضمائرنا
وحوشٌ عند شهوتنا
جياعٌ ليس تشبعنا قناعتنا
وليس لأدنى الخلقِ ننحدرُ
بقلم د. فلاح محمد كنه
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر الآداب