بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أريد أن أخصص هذا المقال للحديث عن رؤساء التحرير؛ فنحن نغضب منهم احيانا لكن في اطار "الخصوصية الأردنية" فهم في وضع يستحقون معه التعاطف كله.
ذات يوم قبل التحول الديمقراطي قررت الحكومة انهاء الرقابة المسبقة على الصحف فأصبحت بلوة رؤساء التحرير أكبر. اذ أصبح عليهم هم ان يقدّروا ماذا يغضب الحكومة أو يرضيها فاذا أخطأوا التقدير دفعوا الثمن. وبعد التحوّل الديمقراطي أصبحنا في منطقة رمادية زادت معاناة رؤساء التحرير، فليس هناك رقابة مسبقة لكن هناك رغبات مسبقة، وهي كلما قيلت بلباقة أكثر كان الإحراج اشدّ.
رسميا الصحافة حرّة.. لكنّ هناك حدودا! ما هي الحدود؟ هذه أحجية يحلّها كل رئيس تحرير على عاتقه. وعبثا يمكن العثور على "كود" واحد يطمئن اليه الجميع، فكل رئيس تحرير هو حالة بذاتها أولا كشخص وثانيا كجريدة وثالثا كوقت ورابعا كمناسبة. وهو بالمناسبة حال الكتّاب بصورة أو أخرى، لكن تبقى مسؤولية رؤساء التحرير أكبر فهم يجيزون المقالات والعتب الذي لا يصل الكاتب يصل رئيس التحرير. ومن وقت لوقت تتغيّر الأجواء تلبدا أو انفراجا، لكن يحدث أن يخطئ البعض قراءة الراصد الجوّي. وهناك على كل حال من يفضل البقاء تحت السقف صيفا وشتاء.
رئيس وزرائنا الحالي يتحدّى أن يكون قد اتصل مع أحدٍ محاسبا أو معاتبا، ويقدّر له ذلك. لكن ليس هو الوحيد الذي لديه هاتف. ثم إنّ الخصوصيّة الأردنية أوسع وأشمل؛ فكل واحد يصفق لجرأة الصحيفة ما دامت بحق آخرين بعيدا عن "مارسه" الخاص شخصا كان أم مؤسسة أم جمعية أم جماعة.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد جميل النمري